وصفها المؤرخون قديماً بثاني أكبر مدينة تجارية بعد مكةالمكرمة، يربي أهلها الماشية في المرعى، ويصطادون الأسماك في بحرها "البكر"، هي "الحوراء" الحالمة على الساحل الغربي، مدينة "أملج"، أو "المدينة البيضاء"، كما يسميها الرومان قبل 3000 سنة. تتكئ "أملج" بطبيعتها الساحرة على ساحل البحر الأحمر، بين الوجه شمالاً وينبع جنوباً، وتبعد عن مدينة تبوك 400 كم، وتعتبر الأم الحنون ل100 جزيرة يضمها بحرها، و45 قرية ومركزاً تنتشر في برها.
محافظة "أملج" الغائبة عن المشهد السياحي والتجاري في المملكة، يجاهد أبناؤها البررة في محاولة لإيصال صوتها، وإظهار مفاتنها في كل مناسبة، وحين أقيم ملتقى ألوان السعودية للتصوير الفوتوغرافي مؤخراً في العاصمة الرياض أصبح معرض "أملج" محطة التوقف للزوار والضيوف وراعي الملتقى رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان.
ويروي ل"سبق" عضوا المجموعة المصوران أيمن المرواني وعبدالله النجار: "أن مجموعة أملج للتصوير الضوئي التي تأسست قبل ستة أعوام كانت تسعى للتسويق السياحي لمحافظة "أملج"، وإبرازها على الخريطة السياحية للمملكة العربية السعودية، وقد عملنا على ذلك من خلال عرض الصور التي يلتقطها أعضاء المجموعة في المواقع المتخصصة في شبكة الإنترنت، وكان لذلك مردود جميل، حيث تواصل معنا الكثير من مجموعات التصوير الضوئي في المملكة بغية زيارة أملج، واستضفنا الكثير منهم، ومن المصورين والسياح".
وأضافا: "حصلت كثير من الصور الملتقطة في أملج من أعضاء المجموعة أو المصورين الزائرين على جوائز عالمية، وذلك بفضل ما حبا الله به أملج من طبيعة خلابة، وتنوع للتضاريس، فهناك الشواطئ بأنواعها كشواطئ النخيل في الدقم، والشواطئ الصخرية في الحرة، والشواطئ الرملية في الشبعان والحسي، والجزر التي يتجاوز عددها 103 جزر على امتداد ساحل أملج، وهناك المناطق الصحراوية من كثبان عالية، كالمقرح والقوز وسهول واسعة كمنطقة السهلة، ومرتفعات جبلية متنوعة الأشكال، كمنطقة الشبحة، ومرتفعات شرق أملج، وهناك مزارع النخيل وغابات السمر، والسيال في الأودية، ولكل موقع وقته المناسب للتصوير، فتضاريس العالم كلها تجتمع في أملج، ونحن غير ملزمين بالسفر بعيداً للتصوير".
وعن نشاطات المجموعة أكد "المرواني" و"النجار" أن مجموعتهما تنظم دورات ومعارض ورحلات وورش عمل، وغالباً تكون ورش العمل بشكل جماعي لأعضاء المجموعة، حيث يتم الاتفاق لزيارة أحد الأماكن في أملج للتصوير فيه، وكل منهم يحمل هم إظهار وإبراز هذه المنطقة المدفونة من هذه المدينة الجميلة، ونعمل كفريق شبابي منسجم، وبعد ذلك يكون جلسة لاختيار ومعالجة الصور الجميلة من نتائج التصوير ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تتم المشاركة بها في المعارض المحلية والدولية.
وحول مشاركتهم في جناح "أملج للتصوير" في ملتقى ألوان السعودية 2013م، أكدا أنها تأتي دعماً لمسيرة المجموعة في الإبراز السياحي لأملج، وحظي بإعجاب وإشادة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والكثير من المسؤولين والزوار والمهتمين بالفن الضوئي الذين تساءلوا عن هذه المحافظة، وعن الإمكانات السياحية فيها، مبدين رغبتهم في زيارتها.
وبيَّن عضوا المجموعة أن هذا المعرض، وكغيره من المعارض ونشاطات المجموعة، يأتي بجهد ذاتي من الأعضاء، وتكاليفه على حسابهم الخاص، دون دعم من أية جهة حكومية كانت أو خاصة، معبرين عن سعادتهم بتقديم عمل لمحافظتهم.