يقصد الملايين سنويا البلدان الآسيوية والأوروبية لقضاء الإجازات والتمتع بالطبيعة الساحرة والشواطئ الهادئة وينفقون الملايين كذلك بحثا عن وسائل الراحة والاستجمام والترفيه وتصوير اللاندسكيب، ويخيل إلى الكثيرين أن ذلك السحر الإلهي في الطبيعة هو في الخارج فقط ويتحسرون على أن مملكتنا الحبيبة لا يوجد بها مثل تلك الأماكن.. ولكن مجموعة مصوري محافظة أملج صححت المفاهيم وغيرت تلك النظرة القاصرة نحو مفهوم الطبيعة الجميلة والتصوير في بلادنا الحبيبة. فانطلق خمسة شباب من محافظة أملج لاكتشاف الكنز المدفون في طبيعتها وأخرجوا للعالم نفائس تلك الأراضي البكر بأروع الصور الفوتوغرافية التي تلفت نظر الهيئة العليا للسياحة والمستثمرين من رجال الأعمال في استغلال تلك الأرض الطيبة وشواطئها بما يعود بمكاسب اقتصادية وسياحية ووطنية.. التقينا بمجموعة مصوري أملج احتفالا بإقامة معرضهم الرابع بعنوان "أملج حلوة" فكانت هذه الإضاءة على المجموعة ونشاطاتها.. مروان الجهني: تمتاز أملج بجميع المقومات السياحية ولكن تنقصها البنية التحتية خمسة مصورين بدأ الفنان مروان محمد الجهني رئيس المجموعة بالتعريف بمصوري أملج بقوله: نشأت المجموعة قبل أكثر من ثلاث سنوات بتاريخ 10\4\1429ه حين جاء مجموعة مصورين من الرياض بغرض عمل تقرير مصور عن جميع بيئات أملج البرية والبحرية، وكان من المستحيل عمل مثل هذا التقرير خلال يومين فاقترحوا علينا إنشاء المجموعة وبدأنا بخمسة مصورين هم أنا مروان محمد الجهني.. عادل حسن العلاطي.. خالد حماد العنزي ..أيمن علي المرواني .. سليم غيث الفايدي. ويستطرد : عدد أعضاء المجموعة حاليا ثمانية مصورين، وزاد علينا في الآونة الأخيرة ثلاثة من الشباب صغار السن وينتظرهم مستقبل باهر بإذن الله هم عبدالله عبدالرحمن النجار.. فراس حميد العلاطي.. محمد سليمان العلوني وجميعنا من محافظة أملج نسعى لتوسيع دائرة المهتمين بالتصوير وإقامة مقر دائم للمجموعة ونرحب بكل مصور من داخل المملكة للانضمام إلينا. ترويج سياحي ويذكر الفنان عادل حسن العلاطي أهداف إنشاء المجموعة فيقول: كان الترويج السياحي لأملج من أهم أهدافنا وقد عمل الأعضاء على التعريف بالمحافظة وببعض المواقع السياحية فيها من خلال تكثيف المشاركة في منتديات ومواقع التصوير على شبكة الإنترنت وقد كان لهذا النشاط أثره الملموس في زيادة أعداد الزوار للمحافظة في أول موسم سياحي تلا فترة تأسيس المجموعة وزيادته المضطردة خلال المواسم اللاحقة كما أن المجموعة سعت إلى التواصل الفعال مع المصورين ومجموعات التصوير وتنظيم زيارات تصوير جماعية لبعض مواقع التصوير حتى جاءت فترة أصبحت أملج تشهد نشاطاً فوتوغرافيا مكثفاً نتج عنه عدد كبير من الصور المتميزة ولمصورين كثر ولعل من نافلة القول: إن أحد مواقع التصوير في صحراء أملج قد أحصيت له أكثر من 10 جوائز منها جوائز دولية لعدد من المصورين الذين قاموا بزيارة الموقع. شواطئ وصحاري وجبال ويكشف لنا الفنان خالد حماد العنزي عن سر الشغف بالتصوير في أملج فيقول: تنوع التضاريس في أملج وجمالها لا يوجد له مثيل في باقي مناطق المملكة حيث تتميز بتنوع كبير في التضاريس فهي تجمع في نطاق جغرافي واحد جميع تضاريس الجزيرة العربية فهناك الشواطئ بأنواعها ( شواطئ النخيل . الشواطئ الصخرية . الشواطئ الرملية . الجزر ) وهناك المناطق الصحراوية من كثبان عالية وسهول واسعة وجبال متنوعة الأشكال وهناك مزارع النخيل وغابات السمر والسيال في الوديان ولكل موقع وقته المناسب للتصوير فتضاريس العالم كلها تجتمع في أملج، فنحن غير ملزمين بالسفر بعيدا للتصوير. الإبداع في الزمان والمكان ويوضح الفنان أيمن علي المرواني الأسلوب الخاص والنظرة الفنية للمجموعة فيقول: نحن لا نعتمد الطريقة التسجيلية في التصوير أو التوثيقية والتصوير ليس للمكان فقط بل المكان والزمان وللمكان مع مرور الزمن عليه آلاف الاحتمالات للتصوير فقد يقوم مصور بتصوير موقع من زاوية محددة ثم يكرر الصورة في عدة أوقات مختلفة سيجد أن لكل صورة ألواناً مختلفة وظلال مختلفة والعديد العديد من الاختلافات التي لا تعد ولا تحصى ولتظهر الصورة في شكلها النهائي فلها عدد لا نهائي من الاحتمالات تحدد مسارها خبرة وذوق المصور في الاختيار بين هذه الاحتمالات. إضافة إلى أن هناك الكثير من المواقع الموجودة في أملج ولم يتم استغلالها حتى الآن وهناك بعض المواقع نعتقد أننا لا نزال لم نقم بتغطية مواضيعها حتى الآن رغم كثرة التصوير بها ناهيك عن المواقع التي لم نصور بها حتى الآن. اللمسات الرومانسية ويضيف المرواني سبب اختيار أوقات الفجر والغروب في معظم أعمالهم مما يضيف إليها اللمسة الرومانسية فيقول: ببساطة لأن هذه هي أفضل أوقات التصوير خاصة صور الطبيعة والتي تمثل أغلب أعمال المجموعة ولا أعتقد أن هناك مصوراً في العالم لا يفضل هذان الوقتان، لجعل الصورة اكثر جمالا. سمات مشتركة والمتتبع لأعمال مصوري أملج يلحظ من النظرة الأولى أن هناك لمسة خاصة تتفرد بها المجموعة، يقول الفنان سليم غيث الفايدي عن ذلك التفرد: إن التواجد في منطقة جغرافية واحدة تحكمها خلفية اجتماعية وثقافية واحدة لابد أن يكون له تأثير في إضفاء صبغة متقاربة من الذائقة الفنية للمتواجدين في هذه المنطقة من المبدعين خاصة إذا جمعهم فن واحد كالتصوير يعزز ذلك التجارب المشتركة الكثيرة ولكن هذا يظل في الخطوط العامة إذ أن المتأمل لأعمال الأعضاء يجد أن لكل مصور خطاً خاصاً به يميزه عن بقية الأعضاء ويصنع له بصمته الخاصة وطابعه المميز في أعماله الفوتوغرافية ويضيف: وعند عودتنا من رحلة تصوير نجد أن لكل مصور زاويته وإعداداته الخاصة وطريقة تذوقه للموقع وقد أصبح هذا الأمر متعارفاً عليه بين الأعضاء ويمكن للأعضاء التمييز بين الصور بسهولة لما أصبح يتميز به كل مصور من المجموعة سرقة فنية رغم البصمة الواضحة ورغم تلك البصمة تعرض سليم الفايدي للسرقة الفنية حيث تم حفظها في فلكر أحدهم ونسبها لنفسه وشارك بها باسمه يقول الفايدي: إن سرقة الأعمال تدل على عدة أمور ( أولاً نجاح الأعمال ولو لم تكن ناجحة لما سرقت . الثاني جهل السارق الفاضح بسهولة اكتشاف السرقة خاصة إذا كانت السرقة منشورة في وسيلة اعلامية مشهورة . الثالث . عدم اعتماد معايير صحيحة لنشر الأعمال الفنية في وسائل الاعلام الكبيرة فكيف بالصغيرة أقلها إقراراً من المصور بوجود النسخة الأصلية للعمل لديه وأنه من قام بتصويره لإبراء ذمة الناشر. الرابع. ضعف ثقافة الحقوق الفكرية لدينا وتهاونا الكبير في المطالبة بالحقوق مما يجري اللصوص ويغريهم بتكرار التجارب ورش عمل يومية وأربعة معارض ويعود بنا الفنان عادل العلاطي ليكشف لنا سرا آخر من أسرار التميز فيقول: تنظم المجموعة عدداً من النشاطات المختلفة من معارض ورحلات وورش عمل واجتماعات وتتميز بترابط كبير وتعاون وإيثار يجمع أعضاءها فنحن أقرب ما نكون إلى فريق شبابي منسجم اجتمع على هواية واحدة والذي يعرف أملج ويعرف أهلها لا يستغرب هذا الصلات القوية والبساطة التي تجمع أهلها وما نحن إلا جزء من هذه المدينة الطيبة. وأكثر نشاطات المجموعة هي الورش ولا نبالغ إذا قلنا أن ورش العمل سواء التصوير أو المعالجة تكاد تكون يومياً أحياناً. وبالنسبة للمعارض أقمنا أربعة معارض لمجموعة مصوري أملج كان آخرها معرض "أملج حلوة " هو وجميع معارضنا الخاصة والعامة لها صدى واسع لدى المتلقي. ويختم بقوله: ولعل أكبر ما يميز مجموعتنا هو نكران الذات فليس هناك سعي للحصول على مجد شخصي أو تمجيد للذات على حساب الفريق المصور الفوتوغرافي وهيئة السياحة ويبرز الفنان مروان الجهني أهمية دور المصور الفوتوغرافي في إنعاش السياحة الداخلية بقوله: المصور يخدم السياحة في المملكة من عدة جوانب، فالصورة كفيلة بنقل الكثير من التفاصيل عن المكان وتجعلك في شوق لرؤيته على الطبيعة ويستطرد: المصورون لم يحصلوا بعد على التقدير المطلوب من قبل المسؤول لكوننا خارج دائرة الضوء، ولكن من خلال منتديات التصوير أستطعنا جذب الأعين لمدينتنا من خلال جمال الصور، والحمدلله استقبلنا الكثير من المصورين الذين أتوا فقط لمشاهدة أملج والتمتع بمناظرها الجميلة. وبسؤاله عن دور هيئة السياحة في دعمهم أجاب: جميع مطبوعات ونشرات جهاز السياحة بمنطقة تبوك تحتوي على صور من تصوير مصوري أملج ولله الحمد ! ويختم بقوله: أملج تمتاز بجميع المقومات السياحية ولكن تنقصها البنية التحتية الكاملة كي تكون وجهة منافسة لبعض المواقع العالمية وأعتقد أننا استطعنا لفت الانتباه لها في فترة وجيزة تعاون بين الجماعات في المملكة ويرسم لنا الفنان خالد حماد الصورة المضيئة لعلاقتهم ببقية جماعات التصوير بالمملكة لتحقيق الهدف السياحي والوطني من التصوير فيقول: مايميز المجموعة حب اكتشاف المناطق داخل المحافظة وخارجها فقد قمنا برحلات تصوير الى منطقة تبوك وخليج العقبة وحائل والرياضوالمدينةالمنورة وسعت المجموعة منذ إنشائها الى التواصل الفعال مع جماعات التصوير المختلفة في المملكة ومد جسور التعاون معها وتواصلنا مع مجموعة عكس ومجموعة سحر الضوء ومجموعة مصوري المدينة.. وبهذا مجموعة مصوري أملج ليست المجموعة الوحيدة في تميزها الضوئي ولكنها شعاع ضمن حزمة ضوئية سعودية تستحق الرعاية والاهتمام من قبل هيئة السياحة ووزارة الثقافة والإعلام. خالد حماد عادل العلاطي مروان الجهني أيمن المرواني عادل العلاطي مصورو أملج من اليمين خالد حماد-مروان الجهني-أيمن المرواني-عادل العلاطي-سليم الفايدي - الصورة التي تمت سرقتها من أعمال سليم الفايدي - خالد حماد سليم الفايدي مروان الجهني أيمن المرواني