بعد مقتل ثلاثة من حركة "سيليكا" المسلمة في اشتباكات مع القوات الفرنسية تظاهر آلاف المواطنين المسلمين، أمس الأحد، في عاصمة إفريقيا الوسطى "بانجي" ضد العملية العسكرية الفرنسية في البلاد، واتهموها بالانحياز للمسيحيين على حساب الطائفة المسلمة، في حين أكد الجيش الفرنسي حصول تبادل لإطلاق النار في العاصمة بين وحدة تابعة له ومجموعة من متمردي سيليكا السابقين. وأعلن ضباط وقادة في جبهة "سيليكا" المتمردة في إفريقيا الوسطى ووجهاء من المسلمين قراراً بتقسيم البلاد بين المسلمين والمسيحيين، وأمهلوا الحكومة والقوات الدولية أسبوعاً لوقف ما سمّوها الاعتداءات وأعمال العنف.
وذكرت قناة الجزيرة الإخبارية في تقرير لها أن المتظاهرين تجمعوا بعد ظهر الأحد في وسط "بانجي" ثم ساروا بطريقة سلمية في جادة كبيرة باتجاه حي "بي كا" الذي يقطنه مسلمون.
وجرت التظاهرة بدون حوادث، وهتف المحتجون "لا لفرنسا" و"هولاند مجرم"، وذلك تنديداً ب"انحياز" القوة الفرنسية المنتشرة منذ بداية ديسمبر في البلاد لصالح المسيحيين.
وجاءت التظاهرة بعد مقتل ثلاثة من عناصر "سيليكا" في اشتباك مع جنود فرنسيين أثناء عملية نزع أسلحة في حي بشمال "بانجي".
وقال متحدث عسكري فرنسي إن القوات الفرنسية تعرضت لإطلاق نار مرتين، أمس الأحد، ورفض الإدلاء بعدد القتلى من دون أن يستبعد احتمال سقوط ضحايا، لكنه نفى مقتل أو إصابة أي جندي فرنسي.
وكانت جمهورية إفريقيا الوسطى انزلقت نحو الفوضى منذ سيطرة متمردي حركة "سيليكا" على السلطة في مارس الماضي، بعد الإطاحة بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد نحو أربعمائة ألف شخص في البلد البالغ تعداد سكانه 4.5 مليون نسمة.
وحسب أرقام منظمة العفو الدولية، فإن الاشتباكات التي شهدتها إفريقيا الوسطى الشهر الجاري أودت بحياة ما يصل إلى ألف شخص.
وأرسلت فرنسا 1600 جندي إلى إفريقيا الوسطى بتكليف أممي ليكون التدخل العسكري الثاني لها في قارة إفريقيا هذا العام.
وحاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الحصول على دعم دول الاتحاد الأوروبي في القمة الأخيرة قبل أيام، لكنه فشل في مسعاه، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن التكليف لا يكفي لانخراط الاتحاد في دعم العملية العسكرية الفرنسية في إفريقيا الوسطى.