واصل الجيش الفرنسي عملية نزع الأسلحة في بانغي عاصمة افريقيا الوسطى، مستهدفاً هذه المرة ميليشيات مسيحية معروفة ب «مناهضي بالاكا» (مناهضي السواطير بلغة السانغو)، بعدما جرّد متمردي «سيليكا» المسلمين الذين اطاحوا الرئيس السابق فرنسوا بوزيزي في آذار (مارس) الماضي، من اسلحتهم وجمعهم في ثكنات. ترافق ذلك مع إعلان الولاياتالمتحدة وجود قواتها في العاصمة لتنسيق نقل جنود بورونديين جواً اليها ضمن عملية قوات الاتحاد الافريقي. وهي قررت ارسال سفيرتها لدى الأممالمتحدة سامنتا باور ومساعدة وزير خارجيتها للشؤون الافريقية ليندا توماس غرينفيلد «قريباً جداً» الى افريقيا الوسطى «لبحث العنف الوحشي ذات الطابع الطائفي الذي يستهدف مدنيين». وشملت عملية نزع الأسلحة حي بوي رابي القريب من مطار بانغي، حيث معقل الميليشيات المسيحية «المناهضة لبالاكا» وانصار الرئيس السابق بوزيزي. وقال اوغوستين نغوا كوزو، وهو عامل بناء: «لم يحدث إطلاق نار. وانتشر جنود فرنسيون كثيرون، وهذا أمر جيد». وأشاد مقيم آخر ب «تجريد مناهضي بالاكا من اسلحتهم ايضاً، لأن الجميع يجب ان يهدأ». وكان مقاتلو «سيليكا» نهبوا حي بوي رابي مرات في الأشهر الاخيرة، وارتكبوا تجاوزات فيه، فردت الميليشيات المسيحية في الخامس من الشهر الجاري بالمشاركة في هجوم واسع استهدف مدنيين مسلمين في احياء بضواحي بانغي، ما دفع المتمردين الذي جرّدوا من اسلحتهم الى ابداء غضبهم من ان عملية نزع الأسلحة تذهب في اتجاه واحد، وتجعلهم عاجزين عن الدفاع عن المسلمين في وجه رغبة سكان بانغي، المسيحيين بغالبيتهم، في الانتقام. اعتراف فرنسي بالتقصير ولاحقاً، أقرّ مسؤول فرنسي بأن أجهزة الاستخبارات الفرنسية لم تستطع تدارك هجوم «مناهضي بالاكا» الأخير على بانغي الذي تسبب بالموجة الاخيرة من اعمال العنف الدينية، وسرّع التدخل العسكري الفرنسي، علماً ان سكان العاصمة يلومون الفرنسيين على بقائهم عند المحاور الكبرى وعدم دخولهم عمق الاحياء والازقة، حيث تستمر اعمال العنف وعمليات النهب والقتل بين المسيحيين والمسلمين. وصرح الجنرال فرنسيسكو سوريانو، قائد القوة الفرنسية في افريقيا الوسطى، بأن الجيش الفرنسي لم يخض اي اشتباك منذ الجمعة الماضي، بعد مقتل جنديين في صفوفه على يد مهاجمين مجهولين. وأبدى الجنرال سوريانو تفاؤله، مؤكداً ان حركة السيارات استؤنفت في بانغي، وانه لم يعد احد يتنقل حاملاً اسلحة في المدينة. لكنه أقرّ بأن «الوضع ما زال هشاً مع مواقف وتصريحات قد تكون عنيفة، مذكراً مرة اخرى ب «حياد» القوات الفرنسية. الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان دولاً اوروبية، بينها المانيا وبريطانيا، ستنشر قريباً قوات على الارض في افريقيا الوسطى الى جانب الجنود الفرنسيين، ثم أعلنت بلجيكا انها تنوي ارسال 150 جندياً الى افريقيا الوسطى في «مهمة لحماية» المطارات.