لقَّن المنتخب الألماني لكرة القدم نظيره الأرجنتيني درساً قاسياً، وألحق به هزيمة ثقيلة بأربعة أهداف نظيفة؛ ليطيح به من دور الثمانية للمونديال الثاني على التوالي. وأصبح المنتخب الألماني ثالث المتأهلين إلى الدور قبل النهائي في المونديال الحالي بعد منتخبي أوروجواي وهولندا. وقد وجَّه المنتخب الألماني بذلك الفوز، اليوم على استاد "جرين بوينت" في كيب تاون، إنذاراً شديد اللهجة لمنافسه المرتقب في المربع الذهبي. ويلتقي المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي للبطولة يوم الأربعاء المقبل مع المنتخب الفائز من المواجهة المرتقبة في وقت لاحق اليوم بين إسبانيا وباراجواي في آخر مباريات دور الثمانية للبطولة. انتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم المنتخب الألماني بهدف مبكر سجله توماس مولر في الدقيقة الثالثة؛ ليكون الرابع له في البطولة الحالية، كما أنه الهدف رقم 200 للمنتخب الألماني في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم. وفي الشوط الثاني احتفل المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه بمباراته رقم 100 مع المنتخب الألماني، وسجَّل هدف الاطمئنان للفريق في الدقيقة 67؛ ليكون الهدف الثالث له في البطولة الحالية، والثالث عشر في بطولات كأس العالم. وضاعف المدافع الألماني آرنه فريدريش من محنة المنتخب الأرجنتيني بتسجيل الهدف الثالث للماكينات في الدقيقة 74. ولكن فيضان الأهداف الألماني لم يتوقف؛ حيث سجّل كلوزه الهدف الثاني له والرابع لفريقه في المباراة، وذلك في الدقيقة 89؛ ليكون الهدف الرابع له في البطولة الحالية والرابع عشر في بطولات كأس العالم. وعادل كلوزه بهدفيه اليوم عدد الأهداف التي سجلها مواطنه جيرد مولر، أبرز هدافي ألمانيا في بطولات كأس العالم. كما أصبح كلوزه على بُعد هدف واحد فقط من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في بطولات كأس العالم والمسجل باسم البرازيلي رونالدو برصيد 15 هدفا. بدأت المباراة بنشاط ملحوظ من الفريقين ومحاولات لاختراق الدفاع؛ بغية هزّ الشباك مبكرا. ونال المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه تحذيراً شفهياً من الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف، الذي أدار اللقاء؛ بسبب الخشونة مع خافيير ماسكيرانو الناتجة من الحماس الشديد. وأسفرت البداية القوية عن هدف التقدم المبكر للمنتخب الألماني في الدقيقة الثالثة إثر ضربة حرة حصل عليها لوكاس بودولسكي بجوار منطقة الجزاء إثر عرقلة من نيكولاس أوتاميندي. ولعب باستيان شفاينشتيجر الضربة الحرة، فارتقى لها اللاعب الألماني الشاب توماس مولر ووجهها برأسه، في ظل حراسة الدفاع الأرجنتيني، إلى داخل الشباك على يمين الحارس سيرخيو روميرو؛ ليكون هدف التقدم الثمين. ومنح الهدف المنتخب الألماني ثقة كبيرة؛ فكثف الفريق من هجومه، وأمسك روميرو الكرة من أمام قدم اللاعب الألماني سامي خضيرة إثر هجمة خطيرة في الدقيقة الخامسة. بمرور الوقت نظّم المنتخب الأرجنتيني صفوفه، وبدأ في مبادلة نظيره الألماني الهجوم عن طريق انطلاقات ليونيل ميسي، ولكن ظل المنتخب الألماني الأفضل انتشاراً والأكثر استحواذاً على الكرة والأكثر هجوماً. ونال أوتاميندي إنذاراً في الدقيقة 11 للخشونة مع المدافع الألماني آرنه فريدريش. وفشلت محاولات المنتخب الأرجنتيني لاختراق الدفاع الألماني الصلد؛ ما دفع المدرب دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني إلى إعطاء تعليماته لجميع اللاعبين البدلاء بإجراء عملية الإحماء تمهيداً لإجراء تغيير مبكر وتحفيز زملائهم داخل الملعب. وأنقذ حارس المرمى الألماني فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 22 إثر تمريرة بينية من ميسي الذي وضع زميله كارلوس تيفيز في مواجهة نيور مباشرة، ولكن الأخير أمسك بالكرة قبل قدم تيفيز. ردّ المنتخب الألماني بهجمة سريعة وخطيرة في الدقيقة 24 أنهاها مولر بتمريرة عرضية زاحفة داخل منطقة الجزاء إلى كلوزه في مواجهة المرمى؛ ليسددها كلوزه مباشرة، ولكن الكرة ذهبت فوق العارضة؛ ليهدر كلوزه فرصة تسجيل هدف الاطمئنان. نشط ميسي في الدقائق التالية، ولكن اختراقاته افتقدت النهاية الدقيقة في ظل الضغط الدفاعي الألماني المكثف عليه. وحصل المنتخب الأرجنتيني على ضربة حرة بالقرب من منطقة الجزاء في الدقيقة 31، وسددها ميسي قوية، ولكنها ذهبت عاليا. وشهدت الدقيقة 33 محاولة أرجنتينية أخرى؛ حيث وصلت الكرة إلى آنخل دي ماريا في الناحية اليمنى بالقرب من منطقة الجزاء؛ فاخترق منطقة الجزاء الألمانية وسدَّد الكرة، ولكن في يد الحارس. وأتبعها جونزالو هيجوين بفرصة أخرى؛ حيث راوغ الدفاع الألماني في الدقيقة 35، واخترق منطقة الجزاء وسدّد الكرة زاحفة في زاوية صعبة، ولكن الحارس الألماني أمسكها ببراعة. ونال مولر إنذاراً في الدقيقة 35 للمس الكرة بيده، وهو الإنذار الثاني له في البطولة الحالية. وأسفر الضغط الهجومي للمنتخب الأرجنتيني عن هدف في الدقيقة 36، ولكن الحكم ألغاه بسبب وقوع أكثر من لاعب في مصيدة التسلل. وواصل المنتخب الأرجنتيني محاولاته الهجومية المكثفة، لكن هجمات ألمانيا المرتدة شكّلت بعض الخطورة أيضا على المرمى الأرجنتيني. ومن إحدى هذه الهجمات وصلت الكرة إلى مولر داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 44؛ فسددها باتجاه المرمى، ولكنها اصطدمت بالدفاع، وخرجت إلى ضربة ركنية لم تُستغل. وأتبعها شفاينشتيجر بتسديدة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 45، ولكن الكرة ذهبت عاليا. وردَّ ميسي بتسديدة قوية من مسافة بعيدة، ولكن تسديدته ذهبت عالياً أيضا؛ لينتهي الشوط الأول بتقدم ألمانيا بهدف مولر. بدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بهجوم مكثف؛ بغية تسجيل هدف التعادل، ولكن الدفاع الألماني ظل على تماسكه. وسدّد آنخل دي ماريا كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 48 مرّت بجوار القائم على يمين الحارس الألماني. وشهدت الدقيقة 54 فرصة خطيرة للأرجنتين إثر كرة عرضية لعبها دي ماريا من ناحية اليمين، وهيأها ماكسيميليانو رودريجيز لزميله ميسي داخل منطقة الجزاء؛ فسددها ميسي قوية، ولكنها اصطدمت بوجه اللاعب الألماني بير ميرتساكر؛ لتضيع الفرصة الثمينة. وفي الدقيقة 58 أنقذ الحارس الأرجنتيني فريقه من فرصة ألمانية خطيرة في غفلة من الدفاع؛ حيث لعب جيروم بواتينج كرة عرضية عالية أبعدها روميرو بقبضة يده قبل كلوزه المتحفز. وشكّلت الهجمات المرتدة لألمانيا والتسديدات القوية للفريق من الضربات الثابتة خطورة فائقة على المرمى الأرجنتيني.
وسدّد تيفيز كرة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 63، ولكن الحارس الألماني نيور تصدى لها، ثم تصدى بعدها بثوان قليلة لفرصة أرجنتينية أخرى عبر هيجوين. وسدّد هيجوين كرة قوية من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 64، ولكنها اصطدمت بالدفاع، ثم أبعدها فيليب لام قائد المنتخب الألماني قبل قدم ميسي المتحفز إلى ضربة ركنية لم تُستغل. وأسفرت الهجمات الألمانية عن هدف الاطمئنان في الدقيقة 67 بعدما مرر مولر الكرة، وهو مستلق على الأرض الكرة، إلى زميله لوكاس بودولسكي الذي تقدّم بها داخل منطقة الجزاء، ومررها عرضية زاحفة بهدوء شديد مرّت من بين الحارس روميرو والمدافع نيكولاس بورديسو، ووصلت إلى كلوزه على بُعد خطوة واحدة من المرمى؛ ليودعها داخل الشباك دون عناء. وأجرى دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني التغيير الأول لفريقه في الدقيقة 70 بنزول خافيير باستوري في خط الوسط بدلا من أوتاميندي لتنشيط الأداء. كما دفع المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني بلاعبه مارسيل يانسن بدلا من بواتينج في الدقيقة 72. وبينما بحث المنتخب الأرجنتيني عن تعديل النتيجة فوجئ الفريق بالهدف الثالث في شباكه في الدقيقة 74 إثر هجمة منظمة، راوغ إثرها شفاينشتيجر الدفاع الأرجنتيني داخل منطقة الجزاء دون عناء، ثم مرّر الكرة بهدوء إلى زميله المدافع المتقدم آرنه فريدريش، الذي لم يجد صعوبة في إيداعها داخل المرمى وهو على بُعد خطوتين فقط منه. ولكن الهجوم الألماني لم يتوقف، ولم يتراجع أداء الفريق؛ حيث استغل استسلام لاعبي الأرجنتين في الدقائق الأخيرة من المباراة وسجّل الهدف الرابع في الدقيقة 89. وجاء الهدف الرابع إثر هجمة منظمة لألمانيا، مرّر إثرها مسعود أوزيل الكرة عرضية من ناحية اليسار قابلها كلوزه بتسديدة مباشرة في شباك الأرجنتين على يمين الحارس؛ لينهي الحكم اللقاء بعدها بالفوز المدوي للمنتخب الألماني.