قال إستشاري في الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم إن 80 في المائة من الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة والبلوغ يصابون بمرض حب الشباب وهو المرض الأكثر شهرة في هذه المرحلة من العمر وإن هناك نسبة كبيرة من الشباب والفتيات السعوديات يصابون بهذا المرض نتيجة عوامل كثيرة من أهمها المناخ الحار، مبيناً أن علاج حب الشباب يجب ألا يتم إلا تحت إشراف طبيب مختص؛ حيث يؤخذ في الاعتبار العديد من العوامل وبالتالي يمكن تجنب المضاعفات التي قد تحدث. وقال البروفسور عاصم محمد فرج الذي شارك في مؤتمر جدة العالمي الرابع لعلاج وتجميل الجلد 2010 الذي اختتم أعماله أمس إن الشباب تتفاوت إصاباتهم بحب الشباب، فبعضهم يصاب بعدد محدود من بقع حب الشباب وبعضهم يصابون بدرجات من هذا المرض تستوجب تدخل الطبيب مبكراً باستخدام العلاجات المتاحة. مشيراً إلى أن أغلب حالات حب الشباب يتم علاجها بنجاح. وبيّن البروفيسور عاصم إستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم والأستاذ بكلية الطب بالقاهرة أن حب الشباب ينشأ في الحويصلات الدهنية الموجودة في الجلد التي تحتوي على غدد دهنية تفرز الدهون إلى الخارج. وعن مراحل الإصابة بالمرض، قال إنه يبدأ بتكون النصل وهو عبارة عن حويصلة مملوءة بالكيراتين والدهون والبكتيريا. وعندما ينفجر النصل، يسبب التهاب في الجلد فتظهر الحبوب الصغيرة أو الكبيرة مع الاحمرار. ويعود ظهور حب الشاب في مرحلة البلوغ إلى زيادة نشاط الغدة الكظرية ويزداد بهذا إفراز الهرمونات الأندروجينية، هذا بالإضافة إلى هرمونات الذكورة (تيستوستيرون) والأنوثة (استراديول) المفرزة من الأعضاء الجنسية الداخلية، مما يؤدي إلى زيادة حجم الغدد الدهنية وإفرازها للمادة الدهنية. وقال إن إصابة أحد الوالدين بندوب حادة تجعل حب الشباب محتماً لدى الأبناء. وشدد على أهمية الوقاية ومراجعة الطبيب للحصول على علاج مبكر، موضحاً أن حب الشباب سواء كان مجرد بقع قليلة أو حالة مرضية شديدة، فمن الممكن علاجه. وألمح إلى أنه يفضل العلاج المبكر قبل وصول المرض إلى مرحلة حادة. وقال إن الحالات الخفيفة لا تحتاج إلى علاج طبي، فالحبوب تختفي عاجلاً أم آجلاً. لكنه نصح بتجنب عصر الغدد الدهنية أو العبث بها. أما بالنسبة للحالات الأخرى فإن نوعية العلاج تعتمد على حدة الحالة. ومن ذلك، المضادات الحيوية ومقشرات الجلد. وأشار إلى أن ثمة أدوية تقلل من الإفرازات الدهنية مثل الرواكيوتان وهو من مركبات فيتامين A ويستعمل في الحالات الشديدة. ورغم فعاليته، يجب أن يؤخذ تحت إشراف الطبيب المختص لتجنب المضاعفات والآثار الجانبية.
من ناحية أخرى أشار البروفيسور عاصم إلى أن وزن المريض وسلامة وظائف الكبد ومستوى الكوليسترول في الدم وجفاف العينين وجفاف الجلد من الأمور التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند العلاج. وفي حالة ظهور ندوب وتأخر علاجها، يمكن استخدام الليزر. كما يمكن أيضاً ملء الندوب التي يسببها حب الشباب. وقد يستغرق العلاج ما بين 4 - 8 أسابيع قبل أن تبدأ الحالة في التحسن. وربما نتج عن إيقاف الدواء بدون استشارة الطبيب عودة الحب وبصورة أسوأ من الماضي. ومن النادر جداً ملاحظة بقع حب الشباب في عمر 8 أو 9 سنوات. وإذا لم تعالج البقع يزداد عددها لتصل إلى أقصى حد لها عند عمر 17 عاماً في الإناث و 18 إلى 19 عاماً في الذكور. وتشير دراسات طبية إلى أن نسبة الإصابة بحب الشباب متساوية بين الجنسين، لكن الإصابات تكون عادة أكثر شدة في الذكور. وتبدأ الإصابة الأولى بحب الشباب عادة في أوائل العقد الثاني من العمر. ويعزى ظهوره في الإناث قبل الذكور إلى حدوث البلوغ مبكراً في الإناث.