اوصى مؤتمر جدة العالمي الرابع لعلاج وتجميل الجلد 2010م باهمية علاج حب الشباب بين الفتيات والشباب الذي يصيب اكثر من 80 في المائة من الشباب والفتيات في سن المراهقة والحصول على العلاج المبكر وكان المؤتمر العالمي الرابع لعلاج وتجميل الجلد قد اختتم أعماله الخميس الماضي ، بمشاركة 200 من نخبة كبار أطباء أمراض وجراحة الجلد من أسبانيا، وايطاليا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، ومصر، ولبنان، والكويت، وجنوب أفريقيا، إضافة إلى مجموعة من أبرز الاستشاريين السعوديين في الجامعات والهيئات الصحية بالمملكة. وأوضح الدكتور علي الردادي – عضو اللجنة العلمية للمؤتمر – أن المؤتمر تناول محاوراً عديدة شملت العلاج بالليزر، والتقشير الكيميائي، وحب الشباب وعلاجه بالرواكيوتان، والبهاق، والصدفية بمختلف أنواعها، وأمراض الأطفال الجلدية، وكل ما يتعلق بالعلاجات غير الجراحية في مجال التجميل والجلدية. وأوضح الردادي أن نسبة انتشار الأمراض الجلدية على مستوى العالم مرتفعة، وتتسبب في كثير من الاضطرابات الإجتماعية والنفسية، مبيناً الحرص على توعية الأطباء بآخر المستجدات العلاجية التي يمكن أن تقدم للمرضى. وأشار إلى أن المعرض المصاحب للمؤتمر تطرق إلى العديد من المجالات المتعلفة بالمشكلات الجلدية ومنها أجهزة الليز الحديثة وأجهزة التقشير الكيميائي وأدوية حب الشاب والبهاق والصدفية وغيرها من الأمراض. وأضاف أن ثمة عوامل عديدة وراء ظهور الأمراض الجلدية بعضها وراثي. وفي الممكلة يرجع العديد من حالات الأمراض الجلدية إلى العامل الوراثي. وتشمل العوامل غير الوراثية المشكلات البيئية والتعرض لأشعة الشمس في أوقات غير مناسبة، والتعرض للمستحضرات الكيميائية. كما تشمل بعض الإلتهابات الجلدية الخارجية. من جانبه أشار البروفسور عاصم محمد فرج – دكتوراه الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم وأستاذ كلية الطب بالقاهرة – إلى أن حب الشباب يعتبر أكثر مشاكل الجلد شيوعاً بين الشباب وبخاصة في سن المراهقة وبنسبة تصل إلى 80%. وقد يصاب الشباب بعدد صغير من بقع حب الشباب وبعضهم يصابون بأكثر من ذلك. ورغم أنه يعتبر أمراً مألوفاً في هذا العمر فإنه يسبب نوعاً من القلق. وهناك من يصابون بدرجات أعلى من هذا المرض بما يتطلب تدخل الطبيب مبكراً باستخدام العلاجات المتاحة، وفي أغلب حالات حب الشباب يتم العلاج بنجاح. وأضاف أن حب الشباب ينشأ في الحويصلات الدهنية الموجودة في الجلد التي تحتوي على غدد دهنية تفرز الدهون إلى الخارج. وفي البداية يتكون النصل وهو عبارة عن حويصلة مملوءة بالكيراتين والدهون والبكتيريا. وعندما يتفجر النصل، يسبب إلتهاباً في الجلد فتظهر الحبوب الصغيرة أو الكبيرة مع الإحمرار. ويعود ظهور حب الشاب في مرحلة البلوغ إلى زيادة نشاط الغدة الكظرية ويزداد بهذا إفراز الهرمونات الأندروجينية، هذا بالإضافة إلى هرمونات الذكورة (تيستوستيرون) والأنوثة (استراديول) المفرزة من الأعضاء الجنسية الداخلية، مما يؤدي إلى زيادة حجم الغدد الدهنية وإفرازها للمادة الدهنية. بعض الحالات يكون ظهور حب الشباب فيها مؤكداً خاصة عندما يعاني أحد الوالدين من ندوب حادة. وهنا تبدو أهمية الوقاية ومراجعة الطبيب للحصول على علاج مبكر. وسواء كان حب الشباب مجرد بقع قليلة أو حالة مرضية شديدة، فمن الممكن علاجه، ويفضل العلاج المبكر قبل وصول المرض إلى مرحلة حادة. ولا تحتاج الحالات الخفيفة إلى علاج طبي فالحبوب ستختفي عاجلاً أم آجلاً. ويجب عدم عصر الغدد الدهنية أو اللعب بها. أما بالنسبة للحالات الأخرى فإن نوعية العلاج تعتمد على حدة الحالة. ومن ذلك، المضادات الحيوية ومقشرات الجلد. وثمة أدوية تقلل من الإفرازات الدهنية مثل الرواكيوتان وهو من مركبات فيتامين A ويستعمل في الحالات الشديدة ورغم فعاليته الشديدة، يجب أن يؤخذ تحت إشراف الطبيب المختص لتجنب المضاعفات والآثار الجانبية. ويؤخذ في الإعتبار وزن المريض وسلامة وظائف الكبد ومتسوى الكوليسترول في الدم وجفاف العينين وجفاف الجلد. وفي حالة ظهور ندوب وتأخر علاجها، يمكن استخدام الليز. ويمكن أيضاً ملء الندوب التي يسببها حب الشباب. وقد يستغرق العلاج ما بين 4 – 8 أسابيع قبل أن تبدأ الحالة في التحسن. وربما نتج عن إيقاف الدواء بدون إستشارة الطبيب عودة الحب وبصورة أسوأ من الماضي. وتشير دراسات طبية إلى أن نسبة الإصابة بحب الشباب متساوية بين الجنسين، لكن الإصابات تكون عادة أكثر شدة في الذكور. وتبدأ الإصابة الأولى بحب الشباب عادة في أوائل العقد الثاني من العمر. ويعزى ظهوره في الإناث قبل الذكور إلى حدوث البلوغ مبكراً في الإناث. ومن النادر جدا ملاحظة بقع حب الشباب في عمر 8 أو 9 سنوات. وإذا لم تعالج البقع يزداد عددها لتصل إلى أقصى حد لها عند عمر 17 عاماً في الإناث و18 إلى 19 عاماً في الذكور. أما شدة الإصابة فيما بعد فتبقى ثابتة نوعاً ما، وتتحسن تدريجياً من عمر 21 إلى 22 عاماً، وتزول عند عمر 25 عاماً. إلا أن 5% من الحالات في الإناث يمكن أن تبقى حتى عمر 40 عاماً. أما في الذكور فقد لوحظ هذا التأخر في 1% فقط من الحالات.