أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن إصابة 50 عنصراً أمنياً خلال المواجهات التي جرت أمس مع متظاهرين بمحافظة "سليانة" الواقعة غرب البلاد. وقالت الوزارة، في بيان اليوم الخميس: "عقب انتهاء المسيرة السلمية التي نُظِّمت أمس وسط مدينة "سليانة" ضمن إطار الإضراب العام الذي دعا إليه في وقت سابق الاتحاد العام التونسي للشغل، اندلعت أعمال شغب عمدت خلالها مجموعة من المنحرفين إلى محاولة اقتحام مركز أمني كبير في المنطقة بالمواد الصلبة والحجارة".
وأضافت: "أعمال الشغب تواصلت حتى الساعة التاسعة من مساء الأربعاء، حيث أسفرت عن إصابة أكثر من 50 عنصراً أمنياً بأضرار متفاوتة الخطورة، وإصابة صحافي على مستوى رأسه، إلى جانب تعرُّض وسائل نقل ومنشآت عمومية وخاصة للتخريب".
وأشارت الداخلية التونسية في بيانها إلى أن أفراد الوحدات الأمنية تحلَّوْا بدرجة عالية من ضبط النفس، وتمكَّنوا من السيطرة على الوضع بحرفية عالية، ولم يستعملوا الغاز المسيل للدموع إلا في حالات قصوى.
وحذَّرت من أن كل محاولة للاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة ستُجابَه بالقوة اللازمة في إطار القانون، وأعلنت في الوقت ذاته أنها ستلاحق عدلياً وقضائياً الأطراف التي حرَّضت وقامت بعمليات الشغب والنهب في "سليانة".
وشهدت مدينة "سليانة" أمس إضراباً عاماً تخللته مسيرات حاشدة، ومظاهرات احتجاجية مناهضة للحكومة ولحركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى ل"حوادث سليانة" التي استخدمت خلالها وحدات الأمن التونسي رصاص "الدمدم"، وهو ما تسبب في فقدان بصر العديد من الأشخاص، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس.