حذَّر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الشباب والفتيات من شر القنوات الإعلامية المغرضة التي تتقصد الدولة، وما تقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين، وقال إن هناك مواقع سيئة تعد منبراً للفساد ونشر الشبهة والضلال، وقال المفتي العام في محاضرة له اليوم بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة بعنوان "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، أن المؤمن له أهداف ورسالة، وأن رسالته الدعوة إلى الله وأهدافه إصلاح المجتمع وإيجاد طريق مستقيم، مؤكداً أن الإيمان والعمل الصالح شقيقان لا يمكن أن يفترقا، أو ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث إن الإيمان يكون مستقراً بالقلب والأعمال الصالحة نتائجه، كما أن الأعمال بلا إيمان لا تنفع صاحبها. وأضاف: "إن المؤمن العاقل يدعو إلى الله، ويوصي غيره بالحق، لمن منَّ الله عليه وشرح صدره بالإسلام، وأنار قلبه بالإيمان، مما يوجب عليه زكاة ذلك العلم والعمل الصالح بإرشاده لغيره إلى الطريق المستقيم والتواصي بالصبر والطاعة والاستقامة والمداومة عليها، وتبصير غيره بأمور دينهم والدعوة إلى الله، والصبر على أداء الطاعات واطمئنان النفوس بها".
وتابع المفتي العام أن حياة المؤمن تطيب وتستقيم بطاعة الله والاستقامة على الهدى حتى وإن كان به مرض أو فاقة، وهذه الحياة الطيبة التي يؤمل بها لقاء الله بقلب مطمئن وراض ومؤمن أنه سيلقى ربه.
وحثَّ سماحة مفتي عام المملكة الطلاب والطالبات على التزوُّد بالعمل الصالح قبل لقاء الله عز وجل، منبهاً إلى أن العلم شرف لأهله، ويجب على طلاب العلم والجامعات أن يكونوا يداً واحدة لحماية العقيدة والمجتمع واستقراره ورخائه، وأن يحمدوا الله على نعمة العلم، وأوصاهم بالاستقامة على الهدى؛ لأن الأمة الإسلامية تمرُّ بزمن تضاربت فيه الآراء وعظمت فيه المصائب، وانتهكت به الأعراض واختلَّ الأمن والاستقرار؛ بسبب الذنوب والمعاصي، مطالباً أفراد المجتمع المسلم بأن يكونوا يداً واحدة تستقيم في طاعة الله وتتواصى بالثبات على الدين والاستقامة عليه، حيث جعل الله الثبات والاعتصام بالدين من أسباب الطمأنينة التي يخلّص المسلم بها من الضلال.
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ: "إن على أساتذة الجامعات وطلابها أن يوصوا أفراد الأمة في أمور دينهم، ويدعونهم للتأمل في واقعها المرير ليخلصوهم من الفتن والمصائب بإذن الله ".
وأفاد أنه بطاعة أولي الأمر والالتفاف حولهم تتحقق مصالح عظيمة وفوائد كثيرة من اجتماع الكلمة في حاضرها ومستقبلها، وأن من واجب أفراد المجتمع السمع والطاعة لهم بالمعروف، محذراً من كيد الأعداء الذين يحاولون شق عصا الطاعة وتشتيت الأمة وتفريق كلمتها، مشدداً على أهمية الإعراض عن الشائعات الباطلة التي تهدف إلى تفريق شمل الأمة، والتي تنطلق من ألسنة حاقدة وهوى مُضِلّ ورأي أعمى يهدف إلى إشغال الأمة.