تتواصل اليوم الإثنين مباريات دور ال16 لمنافسات كأس العالم 2010 بإقامة لقاءين يجمع الأول هولندا وسلوفاكيا في تمام الساعة 5:00 عصراً، فيما يجمع اللقاء الثاني البرازيل وتشيلي في تمام الساعة 9:30، وسيتقابل المنتخبان الفائزان من هذا اللقاء في دور ال8. هولندا x سلوفاكيا ستكون الطريق ممهدة أمام هولندا لموقعة ثأرية محتملة مع البرازيل عندما تواجه سلوفاكيا على ملعب "موزيس مابهيدا ستاديوم" في دوربن. وسيكون المنتخب البرتقالي مرشحاً فوق العادة من أجل أن يضع حداً لمغامرة نظيره السلوفاكي الذي بلغ الدور الثاني للمرة الأولى، وذلك بعدما جرد المنتخب الإيطالي من لقبه بطلاً للعالم وتأهل على حسابه بالفوز عليه 3-2 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة. وقد يرى البعض أن المنتخب السلوفاكي قادر على تحقيق مفاجأة مدوية أخرى يضيفها إلى إطاحته بأبطال العالم، لكن واقع الأمور يؤكد أن منتخب فلاديمير فايس ليس بالفريق القادر على تحقيق هذا الأمر. وما يعزز فرضية أن الهولنديين سيخرجون فائزين من مواجهة الغد هو أن المنتخب "البرتقالي" الحالي مختلف تماماً عن المنتخبات السابقة التي تميزت بأسلوب السهل الممتنع دون أن تنجح في تحقيق النتائج المرجوة كما حصل في كأس أوروبا 2008 عندما اكتسح رجال المدرب ماركو فان باستن الإيطاليين والفرنسيين في دور المجموعات قبل أن يودعوا في ربع النهائي على يد الروس. وقد تكون هولندا أقوى منتخب لم يحرز المونديال، لكنها كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك عندما بلغت النهائي مرتين وخسرته أمام ألمانياالغربية والأرجنتين. ولطالما كان المنتخب الهولندي يقدم مستويات رائعة واستعراضية، لكنه يعاني هبوطاً مفاجئاً في مواجهاته الحاسمة ومن ضعف ذهني، لكن هذا لا يمنعه من نيل لقب المنتخب صاحب العروض الأكثر جمالية في القارة الأوروبية، نظراً للعبه الهجومي الصريح. لكن فان مارفييك فرض، على الأقل حتى الآن، معادلة هولندية جديدة أعطت مفعولها في التصفيات عندما كان "البرتقالي" من أول المنتخبات التي حجزت مكانها في النهائيات. ويأمل الهولنديون أن تعطي الواقعية التي يعتمدها مدربهم فان مارفييك ثمارها وأن يتجنبوا سيناريو مشاركتهم الأخيرة في العرس الكروي عندما ودعوا من الدور الثاني على يد البرتغال، وذلك من خلال حسم مواجهتهم الأولى على الإطلاق مع سلوفاكيا. وفي حال نجح المنتخب البرتقالي الباحث عن بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاماً وإحراز اللقب لأول مرة في تاريخه لمحو صورة الفريق الخارق في الأدوار الأولى، في تخطي نظيره السلوفاكي سيضرب موعداً محتملاً في ربع النهائي مع نظيره البرازيلي الذي يواجه تشيلي في الدور الثاني، وذلك في إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما فاز "سيلسياو" بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. من المؤكد أن هولندا تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال ألمانيا 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008 انطلاقاً من بوابة سلوفاكيا، وسيتمكن فان مارفييك من الاعتماد مجددا على النجم المميز اريين روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام المجر، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة أمام الكاميرون. وعلق روبن المتوج بثنائية الدوري والكأس الألمانيين مع بايرن ميونيخ على عودته إلى المنتخب البرتقالي، قائلاً في حديث لموقع الاتحاد الدولي :"أنا سعيد، سعيد جداً. أعتقد بأنكم تعلمون الجهد الذي بذلته من أجل تحقيق ذلك، وبالتالي فإن خوضي المباراة كان أمراً مميزاً بالنسبة لي". وتحدث روبن عن المفاجأة التي حققتها سلوفاكيا على حساب إيطاليا "ربما شكل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لكثيرين، لكن سلوفاكيا تملك منتخباً جيداً جداً. لقد أثبتت ذلك في السابق، وكررت هذا الأمر هنا. كما أن المنتخبات الصغيرة أثبتت أنها لم تعد كذلك في عالم كرة القدم. لقد كسب المنتخب السلوفاكي احترام الجميع، وليس وارداً على الإطلاق أن نستخف به". وفي المعسكر الآخر، فمن المؤكد أن سلوفاكيا سطرت اسمها في سجلات العرس الكروي بالدولة المسؤولة عن إقصاء أبطال العالم، وهو إنجاز كبير لرجال فلاديمير فايس. وتمكن لاعبو المنتخب السلوفاكي من التفوق على أنفسهم لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، ولعب روبرت فيتيك دور البطل بتسجيله هدفين من أصل أهداف بلاده الثلاثة في مرمى الإيطاليين، وهو علق على ما حققه قائلاً لموقع الاتحاد الدولي "إنه إنجاز عظيم. لقد تخطينا حدود إمكانات الكرة السلوفاكية، لم نجرؤ على الحلم بهذا الأمر. أنا سعيد جداً. لقد أثبتنا قدرتنا على تحقيق أشياء كبيرة. لا يهم عندي أدائي، وحده المنتخب يهمني". ويبقى أن نرى إذا ستستمر أفراح سلوفاكيا وفايس الأب والابن، أو ستنتهي المغامرة عند حدود المد "البرتقالي"؟ البرازيل x تشيلي ستكون موقعة البرازيل بطلة العالم خمس مرات وجارتها تشيلي التي ستدور رحاها على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبورغ مواجهة بين منتخبين يعرفان بعضهما جيداً من خلال المواجهتين بينهما خلال التصفيات المؤهلة إلى العرس الكروي ولكونهما من منطقة جغرافية واحدة. ويدخل المنتخبان المباراة في ظروف مختلفة تماماً خصوصاً فيما يتعلق بالإصابات، ففي حين يعود إلى المنتخب البرازيلي صانع ألعابه المتألق كاكا الذي غاب عن المباراة الأخيرة ضد البرتغال لوقفه إثر طرده ضد ساحل العاج، وروبينيو وايلانو بداعي الإصابة الطفيفة، فإن تشيلي يغيب عنها قلبا دفاعها والدو بونسي وغاري ميديل لنيلهما البطاقة الصفراء الثانية في الجولة الثالثة من الدور الأول، إضافة إلى طرد لاعبها ماركو استرادا في المباراة ضد إسبانيا، لكنها ستسترد خدمات كارلوس كارمونا ولاعب الوسط ماتياس فرنانديز. وتشكل عودة الثلاثي البرازيلي قوة دفع هائلة لأنهم جميعاً يميلون إلى الهجوم وهذا ما افتقده المنتخب البرازيلي ضد البرتغال حيث سقط في فخ التعادل السلبي للمرة الأولى في الدور الأول من نهائيات كأس العالم منذ تعادله مع البيرو صفر-صفر عام 1978، خصوصاً أن هدافه لويس فابيانو افتقد خدمات هؤلاء ضد زملاء كريستيانو رونالدو وكان معزولاً تماماً في خط المقدمة شأنه في ذلك شأن زميله نيلمار. ويمتاز المنتخب التشيلي بسرعة تحرك لاعبيه داخل المستطيل الأخضر، لكن مشكلته أن لاعبيه لا يضبطون أعصابهم ويرتكبون أخطاء فادحة في بعض الأحيان نظراً لقلة الخبرة ما يكلفهم الكثير من البطاقات والأهداف كما حصل ضد إسبانيا عندما ارتكب حارسه خطأ فادحاً بالخروج بعيداً عن مرماه، ليسجل دافيد فيا الهدف الأول، ثم كرة خاطئة من غونزالو خارا في وسط الملعب تسببت في الهدف الثاني الذي حمل توقيع اندرياس انييستا. أما المنتخب البرازيلي فلم يقدم عروضاً تشبع رغبات أنصاره حتى الآن وعانى كثيراً في الفوز على كوريا الشمالية 2-1، علماً بأن المنتخب الآسيوي شرع مرماه تماماً أمام البرتغال صفر-7 ثم أمام ساحل العاج صفر-3. وتكمن مشكلة المنتخب البرازيلي في أنه لا يملك الخطة البديلة عندما يواجه دفاعاً متكتلاً لأنه لا وجود للاعب يملك موهبة خارقة في خلخلة المدافعين كما كانت الحال مع رونالدو أو حتى رونالدينيو وريفالدو، كما أن لاعبيه لا يحصلون على ركلات ثابتة على مشارف منطقة الجزاء يستطيعون من خلالها إيجاد منفذ إلى الشباك وهم الاختصاصيون في هذا المجال. ويحوم الشك حول مشاركة لاعب وسط الارتكاز فيليبو ميلو بعد إصابته بالتواء في كاحله إثر تدخل عنيف من مدافع البرتغال بيبي في مباراة المنتخبين الجمعة. وكشف الطاقم الطبي للمنتخب البرازيلي: "يعاني ميلو التواء في الكاحل الأيسر، يعاني الأوجاع ويجد صعوبة في المشي. نشعر بالقلق لأنه لا يوجد وقت كاف من أجل التعافي". أما فيما يخص ايلانو الذي غاب عن مباراة البرتغال بسبب الإصابة القاسية التي تعرض لها في قصبة الساق خلال مباراة ساحل العاج، فأشار طبيب المنتخب إلى أن لاعب الوسط سيكون جاهزاً لمباراة الغد أمام تشيلي، في حين أن روبينيو لا يعاني سوى أوجاع عضلية ما دفع دونغا إلى إراحته أمام البرتغال كإجراء احترازي ليس إلا. والتقى المنتخبان 64 مرة في تاريخهما، ففاز المنتخب البرازيلي 46 مرة وخسر ست مرات فقط مقابل 12 تعادلاً.