ستكون الطريق ممهدة أمام هولندا لموقعة ثأرية محتملة مع البرازيل عندما تواجه سلوفاكيا اليوم على ملعب "موزيس مابهيدا ستاديوم" في دوربن ضمن الدور الثاني من المونديال. وسيكون المنتخب البرتقالي مرشحاً فوق العادة من أجل ان يضع حدا لمغامرة نظيره السلوفاكي الذي بلغ الدور الثاني للمرة الأولى بعد انحلال عقد تشيكوسلوفاكيا، وذلك بعدما جرد المنتخب الإيطالي من لقبه بطلا للعالم وتأهل على حسابه بالفوز عليه 3/2 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة. وقد يرى البعض أن المنتخب السلوفاكي قادر على تحقيق مفاجأة مدوية أخرى يضيفها إلى إطاحته بأبطال العالم، لكن واقع الأمور يؤكد أن منتخب فلاديمير فايس ليس بالفريق القادر على تحقيق هذا الأمر وقد نجح في بلوغ الدور الثاني بسبب المستوى المتواضع الذي ظهر به "الازوري" منذ الجولة الأولى أمام الباراجواي. وما يعزز فرضية أن الهولنديين سيخرجون فائزين من مواجهة اليوم هو أن المنتخب "البرتقالي" الحالي مختلف تماما عن منتخباته السابقة التي تميزت بأسلوب السهل الممتنع دون أن تنجح في تحقيق النتائج المرجوة . وقد تكون هولندا "أقوى منتخب لم يحرز المونديال"، لكنها كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلام هذه الدولة الصغيرة البالغة مساحتها 41 ألف كلم مربع فقط، عندما بلغت النهائي مرتين وخسرت بفارق بسيط أمام ألمانياالغربية 1/2 عام 1974، والأرجنتين 1/ 3 بعد تمديد الوقت عام 1978. مدرب هولندا فان مارفييك فرض، على أقله حتى الآن، معادلة هولندية جديدة أعطت مفعولها في التصفيات عندما كان "البرتقالي" من أول المنتخبات التي حجزت مكانها في النهائيات، ثم في الدور الأول عندما لعب بطريقة واقعية تماما دون المبالغة في الاندفاع الهجومي التقليدي، فتخلص من الدنمارك (2/صفر) ثم اليابان (1/صفر) ثم الكاميرون (2/1). ويأمل الهولنديون أن تعطي الواقعية التي يعتمدها مدربهم فان مارفييك ثمارها وأن يتجنبوا سيناريو مشاركتهم الأخيرة في العرس الكروي عندما ودعوا من الدور الثاني على يد البرتغال. وفي حال نجح المنتخب البرتقالي الباحث عن بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاما وأحراز اللقب لأول مرة في تاريخه لمحو صورة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية، في تخطي نظيره السلوفاكي سيضرب موعدا محتملا في ربع النهائي مع نظيره البرازيلي الذي يواجه تشيلي في الدور الثاني. من المؤكد أن هولندا تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال ألمانيا 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008 انطلاقا من بوابة سلوفاكيا، وسيتمكن فان مارفييك من الاعتماد مجددا على النجم المميز أريين روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة أمام الكاميرون. وعلق روبن المتوج بثنائية الدوري والكأس الألمانيين مع بايرن ميونيخ على عودته إلى المنتخب البرتقالي، قائلا في حديث لموقع الاتحاد الدولي "أنا سعيد، سعيد جدا, لم أشعر بالإصابة إطلاقا, أنا جاهز للمساهمة في خط الهجوم". وتحدث روبن عن المفاجأة التي حققتها سلوفاكيا على حساب إيطاليا "ربما شكل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لكثيرين، لكن سلوفاكيا تملك منتخبا جيدا جدا". وفي المعسكر الآخر، فمن المؤكد أن سلوفاكيا سطرت اسمها في سجلات العرس الكروي بالدولة المسؤولة عن إقصاء أبطال العالم، وهو إنجاز كبير لرجال فلاديمير فايس الذي قال بعد التأهل إلى الدور الثاني: "إنه أحد أجمل الأيام في حياتي، أنا فخور جدا بما حققه لاعبو فريقي، لقد قدموا مباراة رائعة". وأضاف "الشعب السلوفاكي بأسره سعيد، إنه يوم رائع بالنسبة إلينا, قبل المباراة كنا تحت ضغط قوي ولقد تحضرنا جيدا مع الجهاز الفني واللاعبين. بعد ولادة ابني، هذا اليوم هو الأسعد في حياتي، أشكر جميع أنصار المنتخب السلوفاكي الذين قدموا إلى جنوب إفريقيا لمؤازرتنا". وتمكن لاعبو المنتخب السلوفاكي من التفوق على أنفسهم لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، ولعب روبرت فيتيك دور البطل بتسجيله هدفين من أصل أهداف بلاده الثلاثة في مرمى الإيطاليين، وقد علق على ما حققه قائلا لموقع الاتحاد الدولي "إنه إنجاز عظيم, لقد تخطينا حدود إمكانيات الكرة السلوفاكية، لم نجرؤ على الحلم بهذا الأمر. أنا سعيد جدا. لقد أثبتنا قدرتنا على تحقيق أشياء كبيرة. لا يهم عندي أدائي، وحده المنتخب يهمني". ويبقى أن نرى إذ ستستمر أفراح سلوفاكيا وفايس الأب والابن، أم ستنتهي المغامرة عند حدود المد "البرتقالي".