كشف فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب" عن لحظة وقوع انفجار بالقرب من السفارة الإيرانية، جنوببيروت، الفيديو سجلته إحدى كاميرات المراقبة في شارع بئر حسن. ويبدو في الشريط عصف الانفجار الثاني، وذلك على بعد عشرات الأمتار، حيث كان يتجمع عدد من الأشخاص.
ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر مشاركة في التحقيقات أن "الانتحاري الأول اقترب مترجلاً (وليس على دراجة) من بوابة السفارة الإيرانية وفجّر نفسه، محققاً ما أراد عبر إحداث ممر سهل جداً يتيح لسيارة رباعية الدفع اقتحام المدخل والتوغل في حرم السفارة لتفجيرها من الداخل".
وقالت هذه المصادر إن "الانتحاري الأول اقترب من البوابة وأمسك بها، ومن ثم فجر نفسه، وقتل جميع الحراس الذين كانوا حوله بالقطع المعدنية التي احتوتها متفجرته"، لافتة إلى أنه "في اللحظة التي اقترب فيها أحد الحراس منه فجر نفسه ليبقى الجزء العلوي منه واضح المعالم، في الوقت الذي حوّل عصف الانفجار الحراس إلى أشلاء".
وتحدثت هذه المصادر عن أنه "عندما أتم الانتحاري الأول مهمته تقدم الانتحاري الثاني بالسيارة الرباعية الدفع، لكنه جذب الانتباه إليه من خلال قيادته الخرقاء للسيارة والناجمة عن توتره على الأرجح"، مشيرة إلى أن "سيارة الانتحاري ارتطمت بسيارات عدة عندما كانت تشق طريقها في اتجاه بوابة السفارة، محاولة إكمال العملية المتفق عليها والقاضية باقتحام السفارة من دون عوائق تعترض طريقها، وصولاً إلى المدخل الداخلي للسفارة وتفجير المبنى".
وأوضحت المصادر عينها أن "مَن بقي من حرس السفارة خرج بعد حصول الانفجار الأول، وجذب انتباههم سريعاً الحركة المريبة للسيارة الرباعية الدفع، وخصوصاً بعدما ارتطمت بسيارة تعبئة مياه غادرها صاحبها خوفاً بعد الانفجار الأول".
وقالت المصادر: "عند وصول الانتحاري الثاني بسيارته المفخخة بأكثر من 200 كيلوجرام من المواد المتفجرة إلى مستوى شاحنة تعبئة المياه، فوجئ بها وحاول اجتيازها، لكنه لم يستطع، مما أتاح لحراس السفارة الخروج وإطلاق النار في اتجاه السيارة المريبة فتراجعت، ومن المرجح أن يكون السائق الانتحاري قد أصيب برصاص الحراس ما دفعه إلى تفجير السيارة على بعد نحو 15 متراً من مدخل السفارة الخارجي".
ولفتت المصادر إلى أن "ثلاثة من حراس السفارة الإيرانية قتلوا في التفجير المزدوج، إضافة إلى 12 موظفاً في أحد المعامل القريبة من مبنى السفارة، كانوا خرجوا من الملجأ حيث المعمل بعد الانفجار الأول لاستطلاع ما يجري فتحولوا ضحايا للانفجار الثاني".