نواكشوط - أ ف ب - أحبط الجيش الموريتاني أمس محاولة اعتداء على ثكنة النعمة جنوب شرقي البلاد، بالقضاء على انتحاري كان يريد اقتحام المبنى في سيارة محشوة بالمتفجرات في عملية تحمل بصمات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وتأتي بعد أقل من شهر على عملية عسكرية موريتانية - فرنسية فاشلة لتحرير رهينة فرنسي كان التنظيم يحتجزه. وأفاد مصدر عسكري أن سيارة رباعية الدفع رفضت التوقف على رغم إطلاق الجيش عيارات تحذيرية عندما كانت مسرعة لاقتحام الثكنة الرئيسة في مدينة النعمة (1200 كلم جنوب شرقي موريتانيا) قرب الحدود مع مالي ليل الثلثاء - الأربعاء. وعندها أطلق الجنود النار متسببين في «انفجار قوي جداً» في السيارة الرباعية الدفع التي كانت محشوة بالمتفجرات. وأوضح أن الانتحاري «سارع إلى الثكنة متجاهلاً الطلقات التحذيرية، لكن الرصاص أدى إلى وقف السيارة فاضطر الانتحاري إلى تفجير عبوته في مدخل الثكنة، بينما لم يكن هناك سوى ثلاثة حراس». وقُتل الانتحاري وأصيب الجنود الثلاثة بجروح «طفيفة» في الانفجار الذي ألحق أضراراً ببوابة الثكنة والمنازل والمتاجر المحيطة. وكانت السيارة تحمل لوحة مسجلة في مالي، بحسب المصدر الذي قال إن جثة السائق باتت «ممزقة ويكاد يصعب التعرف عليه». وأفادت مصادر محلية أن قوات الأمن تبحث عن سيارة ثانية شوهدت في نيما قبل ذلك بقليل مع السيارة التي انفجرت، وأنها أغلقت الحي الذي توجد فيه الثكنة وفتحت تحقيقاً. ووضع الجيش في حال تأهب في أنحاء البلاد كافة، خصوصاً في «مناطق الاحتكاك» مع «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، المجاورة لمالي حيث يملك التنظيم قواعد عدة. والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قادة الجيش وحضهم على اليقظة ووعدهم بإمداد الجيش «بكل الوسائل الضرورية لمهماته في مواجهة الإرهاب». وتأتي هذه المحاولة بعد نحو شهر من هجمات شنها الجيش الموريتاني على مواقع «القاعدة» في مالي، قالت نواكشوط إنها تهدف إلى إحباط هجوم خططه التنظيم على ثكنة عسكرية موريتانية. ونفذت إحدى الغارات في 22 تموز (يوليو) الماضي بمساعدة الجيش الفرنسي لمحاولة الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو (78 سنة) ، وأدت إلى مقتل سبعة مسلحين. وتبنى التنظيم بعدها بثلاثة أيام إعدام الرهينة «انتقاماً» لمقتل عناصره. وتعتبر موريتانيا بعد الجزائر، البلد الأكثر تضرراً من نشاطات «القاعدة» المغاربية التي تنشط في منطقة صحراوية شاسعة تمتد من أقصى جنوبالجزائر إلى موريتانيا ومالي والنيجر. ووقع آخر اعتداء انتحاري في موريتانيا في آب (اغسطس) 2009 في نواكشوط قرب سفارة فرنسا. وفي 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، خطف ثلاثة إسبان يعملون في المجال الإنساني على الطريق الرابطة بين نواكشوط ونواديبو، ثم سلموا إلى «القاعدة» في شمال مالي قبل إطلاق سراحهم في صفقة. وفي الجزائر، أكدت مصادر ل «الحياة» أن عسكرياً متقاعداً يدعى واغي بدة خطفته «القاعدة» في عمق الصحراء الجزائرية خلال عملية قتل فيها 11 من حرس الحدود قبل شهرين، أعدم «بسبب تاريخه في الجيش قبل التقاعد، وعمله دليلاً في الصحراء لفرق تتبع المؤسسة العسكرية بعد التقاعد». وأبلغت عائلة الضحية في بلدة تينزاواتين التي يتحدر منها (2500 كلم جنوبالجزائر)، بخبر الإعدام مساء أول من أمس، لكنه قتل بعد يوم واحد من خطفه. وكان بدة يساعد قافلة حرس حدود تسير عبر طريق يحاذي الشريط الحدودي في مهمة عادية لمراقبة الموقع حين خطفه مسلحون وقتلوا مرافقيه.