شهد أمير منطقة الباحة، رئيس لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة، الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، في محافظة العقيق أمس الأحد، تنازل أسرة آل مجدوع عن قاتل ابنهم عبدالعزيز بن عبدالله آل مجدوع (رحمه الله). وأثنى أمير منطقة الباحة في كلمته أمام الحضور، على موقف أهل المتوفى، الذين تنازلوا عن قاتل ابنهم لوجه الله تعالى، واصفاً موقفهم بالعمل الإنساني النبيل، الذي يجسد موقف الرجال في "العفو" بين أبناء المجتمع الواحد.
وأكد "أمير المنطقة": أن مثل هذه الأمور تعطي دروساً للشباب والأبناء بعدم التهاون في القتل، مبدياً سروره بوجوده بين أفراد أسرة القاتل والمقتول؛ لنيل الأجر والمثوبة، ونشر الخير والصلاح، وتوحيد اللحمة بين أفراد المجتمع، وسأل الله (العلي القدير) أن يجزل الأجر والمثوبة لذوي القتيل، وأن يرحم المتوفى، وأن يجعل مثواه جنات النعيم.
من جانبه، ألقى رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الباحة، نائب رئيس لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة، الشيخ عبدالله بن أحمد القرني, كلمة أشاد فيها بمساعي أمير المنطقة في "العفو" عن القاتل، مهنئاً أهل القتيل بفوزهم بالهمم العالية في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة، سائلاً الله أن يعتق رقابهم من النار، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما يحبه ويرضاه.
وكان ذوو القتيل قد أعلنوا في كلمة ألقاها نيابة عنهم، علي بن عبدالله آل مجدوع، "العفو" عن قاتل ابنهم لوجه الله تعالى، سائلين الله (تعالى) أن يجزي أمير منطقة الباحة خير الجزاء على شفاعته، وأن يجعل ما قام به في ميزان حسناته.
كما ألقى أمين لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة العقيق، محمد بن سعد بن شباب، كلمة نيابة عن ذوي القاتل، أشادوا فيها بعفو أهل القتيل، داعين الله أن يرحم ميتهم، وأن يعظم أجر أهله.
وتخلل "العفو" - كذلك - العديد من الكلمات لمسؤولي، ومشايخ قبائل المنطقة، التي أكدت أهمية التسامح بين المؤمنين، وجعل العفو نبراساً ودليلاً على التقوى.