أطلق سكان حي السالمية بجدة شرق طريق الحرمين، مؤخراً بحضور "سبق" وبمشاركة مائتي شخص من أبناء الحي حملتهم التطوعية التي يتم تنظيمها بصفة دورية سنوياً، لتنظيف شوارع الحي ومساجده، والمنطقة من المخلفات والملوثات البيئية تحت شعار "نظافة الحي عنوان أهله". محمد سالم الغامدي، المدرب في التدريب التقني وعضو الحملة أحد سكان الحي، أكد أن حملة النظافة التطوعية تعتبر فرصة مثالية لخدمة البيئة، وإحداث تغيير إيجابي يخدم بيئة حي السالمية، ويزيل الملوثات التي تفسد جماله.
وأضاف أن الحملة أتت بجهد نوعي، وبتكاتف جماعة المسجد الذي أسهم في زيادة الوعي العام لسكان الحي لدورهم تجاه حيهم ومنحهم الحلول العملية التي تمكنهم من التغلب على المشكلات، التي تهدد سلامة الحي، وذلك بهدف غرس ثقافة العمل التطوعي في النشء التي تزيد عندهم من الانتماء، وحب المجتمع والوطن، وغرس ثقافة الاهتمام بالنظافة العامة للبيئة، إضافة إلى أن المشارك يصبح أكثر وعياً وحرصاً في المستقبل على عدم المساهمة بشيء يقلل من نظافة البيئة.
وأشار الغامدي إلى أن الحملة تم تمويل مستلزماتها تطوعاً وتبرعاً من سكان الحي بقيادة إمام جامع السالميه الشيخ حمدان بن سعد الزهراني، حيث انطلقت الحملة من ساحات مسجد السالمية، وقدم أحد ساكني الحي سبعة باصات لنقل أعضاء إلى أطراف الحي، حيث تم توزيع المشاركين في سبع فرق كل فرقة تضم 30 مشاركًا يقودها أحد الشباب في وجود شخص كبير يوجّه المجموعة.
وقامت جميع المجموعات بأعمال النظافة في أماكن متفرقة من الحي، وأولت إحدى المجموعات عملية "تجديد طلاء الجدران" التي وجد عليها كتابات تشوّه المنظر العام، فيما قام عدد غير قليل، وخاصة من كبار السن، بالمشاركة فردياً في الحملة بتنظيف أمام منزله وبعض الشوارع القريبة منه.
وانتقد "الغامدي" وجود طفح في المجاري بشكل خطير، وتلويثها للشارع التجارب في الحي، وتعريضها الصحة العامة للخطر، إضافة إلى انسداد مجاري تصريف الأمطار بالنفايات والمياه الآسنة لعدم تنظيفها من قبل عمال النظافة، وعدم وجود متابعة من مسؤولي البلدية للمحافظة على جاهزيتها لأداء وظيفتها في أوقات السيول وطفح المياه، إضافة إلى امتهان بعض الشركات للممشى فوق مجرى السيل، واستخدامه مواقف لعدد كبير من الناقلات، وأصبحت تمنع مرور العائلات التي اعتادت علي استخدام الممشى لمناسبته وقربه من الحي ولوجوده في مساحة مكشوفة وآمنة.
وانتقد كذلك تراكم الدمار في عدد من الأراضي الفضاء والحدائق، ووجود عدد من السيارات التالفة في أماكن مختلفة من الحي، فيما لاحظت فرق العمل تكدس النفايات حول حاويات النفايات، إما لصغر الحاويات أو لقلة عددها، أو للتأخر في تفريغها، أو عدم تنظيف محيطها حين تفريغها.
وحث المواطنين والإخوة المقيمين العاملين في الحي بضرورة الاهتمام والمساهمة في نظافة الحي، مستهدفين تكرارها سنويًا لترسيخ ثقافة الاهتمام بالنظافة وسلامة البيئة. وطالب "الغامدي" المسؤولين في بلدية "أم السلم" بجدة التي وعدت بتوفير طاقم وأدوات ومعدات للحملة، ولكن لم يحضر إلا سيارة ونيت واحدة مع سائقه، وفيه عدد من حاويات النفايات، بتكثيف جهودها لمتابعة اهتمام أصحاب المحلات التجارية بنظافة محيط محلاتهم، وإلزامهم بتوفير سلال مهملات، مطالباً كذلك بتلبية احتياج الحي، وتحقيق رغبة أهل الحي بأن يكون هذا الحي مثالياً.