كشفت مصادر متطابقة في مصر وإسرائيل، اليوم الخميس، عن اتصالات تجري حالياً بين القاهرة وتل أبيب، حول صفقة تبادل سجناء، تتضمن إطلاق السلطات المصرية سراح الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، مقابل الإفراج عن 81 مصرياً محتجزين في سجون الدولة العبرية. وتباينت التقارير الإعلامية حول ما إذا كانت صفقة مبادلة جرابيل بالسجناء المصريين، تأتي ضمن صفقة أوسع تشمل إطلاق 1027 من الأسرى الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تحتجزه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، منذ أكثر من خمس سنوات. إلا أن مصادر مصرية مطلعة أشارت إلى أنها منفصلة عن الصفقة الأخرى، التي تم التوصل إليها بالفعل، بينما وصلت المفاوضات حول إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي، مقابل إطلاق السجناء المصريين، إلى "مرحلة متقدمة"، بحسب تقارير إعلامية في القاهرة، الخميس. وذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي أن جرابيل، وهو ضابط في جهاز الموساد، سيتم إطلاق سراحه قريباً، بعد إتمام صفقة شاليط، وأشارت إلى أن المفاوضات التي تجريها القاهرة مع مسؤولين بالسفارة الأمريكية، تتضمن أيضاً الإفراج عن مصريين محتجزين في الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن السفير المصري السابق لدى إسرائيل، محمد عاصم، قوله: إن نجاح صفقة الجندي الإسرائيلي شاليط، والاعتذار الإسرائيلي لمصر عن مقتل عدد من الجنود المصريين، بالإضافة إلى الحديث عن صفقة التبادل المصرية الإسرائيلية، تعبر عما أسماها "الدبلوماسية الهادئة" لمصر. يُذكر أن نيابة أمن الدولة العليا في مصر كانت قد وجهت تهمة إضافية إلى الجاسوس الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، تتعلق ب "التحريض على تخريب أملاك مخصصة لمصالح حكومية"، إلى جانب اتهامه ب "التخابر على مصر بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد". وتشير معلومات جهاز المخابرات العامة المصرية إلى أن جرابيل "تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض المهام لحساب الموساد الإسرائيلي، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلي من خلال نشاطه في التجسس، ومحاولة جمع المعلومات والبيانات، ورصد أحداث ثورة 25 يناير". كما شملت مهامه "التواجد في أماكن التظاهرات، وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب، بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين، والعودة لحالة الانفلات الأمني، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلباً على الثورة". كما أشارت معلومات المخابرات المصرية، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي، وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها، فيما نفت إسرائيل أن يكون له أي صفة أمنية، ووصفته بأنه "طالب حقوق"، ويحمل جرابيل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.