دعت الأممالمتحدة أمس الجمعة، إلى احترام حقوق الإنسان، والابتعاد عن الأعمال الانتقامية، مع اقتراب ما اعتبرته حسما للمعركة في سرت بين مقاتلي المجلس الانتقالي، والقوات الموالية للرئيس المخلوع معمر القذافي. وقال الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، إيان مارتن في بيان "إن ثورة ليبيا مبنية على المطالبة بحقوق الإنسان والكرامة، لذا فإنني أناشد كل الأطراف احترام دعوة المجلس الوطني الانتقالي بعدم القيام بأية عمليات انتقامية ضد المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان." وأضاف مارتن الذي يرأس بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا "أونسميل" في البيان الذي نشر على موقع الأممالمتحدة "إن هؤلاء الأشخاص يجب أن يعتقلوا ويقدموا إلى العدالة وبحسب القانون وهذا سيرسخ أسس المصالحة الوطنية ووحدة الشعب الليبي". من جهته، شدد جورج شاربنتيه، منسق الشؤون الإنسانية لليبيا، على دعوة مارتن، بعد أن عاد من زيارة إلى مصراتة وضواحي سرت لتقييم الأوضاع الإنسانية. وأعرب شاربنتيه عن "قلقه إزاء المدنيين الذين غادروا سرت،" مؤكدا "مسؤولية كل الأطراف في حمايتهم وحماية من يقدمون المساعدات الإنسانية والطبية داخل المدينة حيث أدى القتال إلى نزوح السكان." وقال بيان الأممالمتحدة إنه "بينما قامت أسر مضيفة باستضافة معظم النازحين فضل آخرون البقاء بالقرب من سرت حيث يتلقون المساعدات لحين تمكنهم من العودة إلى ديارهم مرة أخرى." وكان مسؤولو الأممالمتحدة زاروا مصراتة بداية الأسبوع الحالي، وأفادوا "بوقوع دمار شديد في المدينة التي شهدت قتالا عنيفا خلال الصراع عندما كانت محاصرة من قبل قوات القذافي لأسابيع،" إذ قتل 1500 شخصا في المدينة، بحسب السلطات المحلية. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، بدأ مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، هجوماً كبيراً على مدينة "سرت،" في محاولة لبسط سيطرتهم على المدينة الساحلية، التي تُعد آخر معاقل القوات الموالية للعقيد "المخلوع" معمر القذافي، فيما واصلوا دفع مزيد من التعزيزات باتجاه مدينة "بني وليد" الصحراوية. وقال القائد الميداني بالقوات الموالية لحكام ليبيا الجدد، محمد إبراهيم، إن المئات من مقاتلي المجلس الانتقالي تلقوا الأوامر ببدء الهجوم على الجزء الغربي من مدينة سرت، بينما يشهد الجزء الشرقي من المدينة، مسقط رأس القذافي، معارك عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي والعناصر الموالية للزعيم "الهارب." وفيما وصف إبراهيم المعركة التي يخوضها مقاتلوه في سرت بأنها "سوف تكون صعبة،" إلا أنه شدد على قوله: "ولكننا علينا أن نكملها إلى النهاية"، في إشارة إلى فرض المجلس الانتقالي، الذي يحظى بالاعتراف دولياً، على كل ربوع ليبيا.