المملكة تعرب عن بالغ أسفها لحادثة إطلاق النار التي وقعت في سيتينيي بالجبل الأسود    مدرب يوفنتوس : التفاصيل الصغيرة ستكون عامل الحسم بمواجهة ميلان غداً    «الأرصاد»: المملكة شهدت أقوى موجة برد في تاريخها بشهر يناير عام 1992    قرية "إرث" بالواجهة البحرية بجازان.. وجهة سياحية وترفيهية وثقافية في موسم شتاء جازان 2025    «الدفاع المدني» يؤكد أهمية اتباع إجراءات السلامة عند استخدام وسائل التدفئة    محافظ الطائف يفتتح مشروعين تعليمية جديدة تكلفتها أكثر من 25 مليون ريال    3702 نشاط ودورة تدريبية نفذتها أكاديمية و تدريب صحي جازان    الفتح يواصل استعداداته ومروان والموسى في برنامج علاجي مكثف    غدًا.. انطلاق رالي داكار السعودية 2025 بمشاركة أكثر من 800 رياضي يمثلون 70 جنسية    خبير عسكري مصري ل«عكاظ»: الأزمات النفسية تعصف بجيش الاحتلال الإسرائيلي    31 جواداً من ميدان الدمام يتأهبون للتأهل للمشاركة في أشواط أبطال الميادين    فيصل بن مشعل يشهد توقيع مذكرة تفاهم لدعم النزلاء المعاقين بسجون بالقصيم    وزير الإعلام اليمني: مشاريع ومبادرات «إعمار اليمن» تحقق أثرًا إيجابيًا مباشرًا وتدعم التنمية المستدامة    محافظ الحريق يفتتح مهرجان الحمضيات التاسع بمشاركه أكثر من 180 عارض    استقبله نائب أمير مكة.. رئيس التشيك يصل جدة    أمير القصيم يرعى حفل تكريم أهالي البكيرية لأبنائها الأوفياء    «الجوازات» تعاقب مخالفين ب19914 قراراً إدارياً    الذهب يواصل مكاسبه في العام الجديد مع ضعف الدولار وتوقعات الحذر لأسعار الفائدة    مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يُطلق معجم مصطلحات الخطوط الحديدية    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة لمساعدة الشعب السوري    محافظ محايل يلتقي مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    السلطة الفلسطينية توقف بث قناة الجزيرة    تشغيل مهبط طائرات الإخلاء الطبي ب«أملج العام»    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    وزير الحرس الوطني يرعى حفل توقيع توطين خدمات الصيانة للقدرات الأرضية    خطر ثلاثي يهدد الدماغ    5 عادات شائعة تُسرّع شيخوخة الدماغ    مدير السجون يدشّن نظام الابتعاث الرقمي للمديرية    حماية التوحيد منذ فجر التأسيس إلى العهد المجيد    قلوب متحجِّرة    قليل من الكلام    توافق سوري - مصري لتحقيق الاستقرار    أحسن إلى نفسك    الملك عبدالعزيز وفلسفة التوفيق    عامٌ جديد وصفحةٌ نخطُّ فيها العمل والبناء    «الثقافة» تُطلق «هاكَاثون الحِرَف» ضمن مبادرة «عام الحِرَف اليدوية» 2025    أبو منذر وباحويرث وبن سلمان يحتفلون بزواج محمد وطلال    "ضمان" العاصمة المقدسة يكرم كشافة الشباب    الاقتصاد والطيران علاقة تكافلية!    صندوق تنمية الموارد: توظيف 169 ألف مواطن خلال 3 أشهر    لماذا تراجع الأخضر كثيراً ؟    حصاد رابطة أندية الدرجة الأولى للمحترفين في 2024    القيادة تهنئ رؤساء السودان وسويسرا وكوبا وسلوفاكيا    رسمياً .. النصر ينهي علاقته ب"سيكو فوفانا" واللاعب يرحل إلى "رين" الفرنسي    أمسية شعرية في ختام فعاليات «عام الإبل» في جدة    وزارة الثقافة تدشن مبادرة «عام الحرف اليدوية 2025»    5 مجمعات جديدة للاستثمار التعديني    مقتل شخص وإصابة 7 إثر انفجار سيارة تسلا أمام برج ترمب    «الداخلية الكويتية»: القبض على متهم هارب صادر بحقه 11 حكماً بالحبس واجب النفاذ    المملكة تنظم دورة للأئمة والخطباء في نيجيريا    يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل    6200 دولار سعر شريحة خيار مخلل    أمين الرياض يطلق مشروعات تنموية في الدلم والحوطة والحريق    جازان: نجاح أول عملية كي للعصب الكلوي    القصيم: إطلاق مبادرة «نقطة تواصل» لتبادل الخبرات الطبية    مستشفى القطيف يناقش أمراض الأطفال الشائعة    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    القيادة تعزي في وفاة كارتر وضحايا الطائرة الكورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير نايف : قوات الأمن أحبطت أكثر من 200 عملية إرهابية وقضت على من ورائها
طالب بعدم مخالفة النصوص الشرعية بأي شكل من الأشكال
نشر في سبق يوم 03 - 03 - 2011

طالب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية البارحة الإعلام السعودي بالتحرك بشكل أقوى وأضخم ليواجه الواقع ولكن بالتزام ومسؤولية، وبشكل يرفع من واقع الوطن، وقال يجب أن نعلم على ماذا يعتمد وما هو توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي.
وأضاف "لا بد أن نلتزم بديننا القويم وألا نخالف نصاً شرعياً بأي شكل من الأشكال فإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة في إيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلق، يجب أن نواجه الواقع ونحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بمسؤوليته نحو القارئ والمشاهد والمستمع .. وهذا للأسف ينقصنا وكأننا فقط نركز على الاستفادة المادية في نشر بعض الأفكار والمجادلات التي لا نفع منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وعن احتياجاتهم وهذا لا يجوز لنا كمسلمين أولاً ومؤمنين بالله ومتمسكين بكتابه وسنة نبيه ومصلحة الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون فقط نتلقف الأخطاء بدون أن نتحقق منها.
جاء ذلك لدى رعاية سموه حفل افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف"، والذي أقيم البارحة في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة.
ورحب سموه بالنقد البناء الموضوعي الذي يعتمد على حقائق مطالبا العاملين في مجال الإعلام بتحمل مسؤولياتهم. وقال إن "العصر عصر علم فإذا كان من يعمل في الطب أو غيره يستعين بصاحب الاختصاص فمن باب أولى أنه لا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أهل ومؤهل لهذا العلم وأما أن يتحدث بكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئاً فهذا لا يجوز، أقول للجميع فلنعمل لأن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا ولأن نكون إن شاء الله من أفضل الأمم حاضراً ومستقبلاً وأن نتدبر ماضي أمتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة ونجعلها قدوة لنا مع استعمال كل وسائل التقنية الحديثة، لتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام هذا الوطن وأبنائه جميعاً".
وجدد سمو النائب الثاني الدعوة إلى تجفيف منابع الإرهاب، وقال «إذ لم يعمل الجميع على تجفيف المنابع، سيظل الإرهاب قائما». مؤكدا أن رجال الأمن يبذلون جهودا مكثفة لكشف الأعمال الإرهابية ومنع حدوثها بالعمل ليلاً ونهاراً، وقال «إن هناك أكثر من 200 حالة تم إفشالها وليس الإفشال فحسب بل القبض على من وراءها وهم الآن بيد العدالة التي تحكم بشرع الله». كما أكد سموه أن تلك الجهود لم تأت بمحض الصدفة ولكنها بجهود مكثفة من رجال كانوا في مستوى المسؤولية وبمستوى القدرة العلمية والتقنية حتى تمكنوا من تحقيق تلك المنجزات».
وأضاف سموه «نعلم أنه في بداية الأحداث حدثت حالات معلومة لدى الجميع وأقول من موقع المسؤولية إننا ما نزال نواجه هذا الإرهاب ولكننا مستعينون بالله عز وجل، ومعتمدون عليه ومتكلون عليه ونعمل ليلا ونهارا من اجل كشف هذه الأفعال ومنع حدوثها ببلادنا العزيزة والمساهمة مع الآخرين في منع حدوثها في أماكن أخرى ولا أزال عند قولي وستكشف الأيام والمستقبل حقائق هذه الأمور».
وحول دور المرأة في المساهمة في حفظ أمن الوطن ، قال سموه « إن المرأة في المجتمع هي الأم والأخت والزوجة والابنة وهي في كل منزل وهي الحامية لكل ما هو داخل بيتها ودورها كبير».
وطالب سموه الزوجة بأن تكون عوناً للأب في إيصال حقائق الأبناء والبنات حتى يكونوا مطمئنين لهم في تصرفاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم وبهذا تحقق سعادتهم. وقال «المرأة لها دور كبير في المساهمة مع إخوانها وأبيها وزوجها في الحفاظ علي شبابنا وبناتنا من الانزلاق في مهاوي الخطر في كل مجال ولحماية أخلاقهم ودفعهم للتمسك بدينهم والذي هو عصمة أمرهم ، وهذا الدور ليس بالهين بل مهم ودقيق وإن شاء الله نساؤنا صالحات وقادرات على ذلك بإذن الله».
وأكد سمو النائب الثاني أن برنامج «المناصحة» أعطى نتائج طيبة وإيجابية، وقال « كل ما يمكن أن يرقى بمستوى هذا العمل لابد من تحقيقه، والحمد لله أن هذا حاز على إعجاب الجهات الأمنية في دول متعددة». وأضاف قائلا « إننا ماضون في ذلك لتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر.. إننا نريد أن نحمي شبابنا من الانحراف في هذا المجال الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كل مسلم مؤمن محب لدينه ثم لوطنه. عملنا ونعمل مع جامعاتنا لشحذ قدرات الرجال القادرين في دراسات في هذا المجال، ووصلنا إلى إستراتيجية الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وقدمناها لوزراء الداخلية العرب، وهذا عمل علمي يستطيع أن يستفيد منه الإخوة العاملون في المناصحة، ونرحب بأي دراسات علمية تقودنا إلى إنشاء مركز ثابت للمناصحة.. ونحن لا نتجه إلى المظاهر بل إلى العمل الميداني الفاعل».
وشدد سموه على أن الاستقرار الذي تعيشه المملكة لم يأت من فراغ بل بجهود مكثفة وبدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لرجال أخلصوا لله عز وجل ثم لوطنهم وقيادتهم، وقال «نحمد الله أولاً على ذلك ونشكره عز وجل وندعو الجميع إلى زيادة إيمانهم بالله واعتمادهم عليه والعمل جميعا ولا أحد يتهاون في عمل حتى وإن كان قليلاً فالقليل مع القليل كثير.وأضاف « إن هذا الاستقرار الذي نعيشه والأمن المستتب في بلادنا والنشاط الاقتصادي والتنمية في كل مجال والاستثمار والحرية لكل من يريد أن يخرج أو يأتي من المواطنين أو المقيمين من كل منافذها الجوية والبحرية والبرية لم يأت من فراغ فنحن والحمد لله من أفضل الدول استقرارا وأمناً واقتصادا ليس في منطقتنا بل بالعالم كله وهذا لم يأت مصادفة بل بجهود مكثفة وبدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الأمين». وعما إذا كان هناك مشروعات وطنية للمعالجة الفكرية داخلياً وخارجياً، قال سموه «هذا ما عملنا عليه ونعمل عليه والأمن الفكري لا يقل أبدا عن الأمن العام بل قد يكون أهم لأنه المحرك للإنسان ولا نستطيع أن نتجاهل المستحدثات في مجتمعنا».وأضاف « إن عالمنا الإسلامي يزخر بقدرات علمية وعليها مسؤوليات في دحض الأفكار الدخيلة على الإسلام الذي ليس فيه أسرار ولا طقوس وهو واضح وله مرجعان لا ثالث لهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».
وكان سمو النائب الثاني ألقى كلمة في بداية المؤتمر قال فيها: إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن التقي بكم في رحاب هذه الجامعة العريقة في مناسبة انعقاد مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، الذي يأتي انعقاده في إطار اهتمامات وتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعزهما الله لمحاربة التطرف والغلو والإرهاب الذي يهدد حياة الإنسان وينتهك حرمة الدين ويعرض مقدرات الفرد والأمة للخطر.أيها الإخوة: لقد كانت المملكة العربية السعودية من منطلق واجبها الديني والأخلاقي سباقة في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته بقوة الردع ومنهجية الارتداع كما كانت المملكة أيها الأخوة في مقدمة الدول المتضررة من تطرف الفكر وفكر التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتمون إليها، ولم يقتدوا بنهجها ومبادئها المستمدة من كتاب الله الكريم وهدي سنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهي المبادئ القائمة على الوسطية والاعتدال والعدل والرحمة وحفظ كرامة الإنسان وحماية حياته وحقوقه، أيها الأخوة:إن اجتماعنا في هذا المؤتمر المهم في موضوعه وغاياته ليس لتشخيص الفكر المنحرف وتوظيف مخاطره فذلك معلوم بقدر علمنا وتفهمنا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه الخالدة، ولكن المهم أيها الأخوة هو أن نضع تصوراً عملياً يعزز جهود إعادة المنحرف ومنع المستقيم أن ينحرف وهي مهمة لن تكون بالسهلة ولكنها ليست بالمستحيلة أمام عزائم المخلصين واجتهاد المجتهدين فالغلبة دائماً لأنصار الحق والهزيمة دوماً لأعوان الباطل ودعاة الظلال.
أيها الإخوة..إن ما أرجوه لهذا المؤتمر ولهذا الجمع المبارك هو أن نصل من خلال ما طرح من موضوعات ومحاور لجوانب موضوع تطرف الفكر وفكر التطرف إلى رؤية علمية تسهم بإذن الله تعالى وتوفيقه في نجاح جهود مواجهة الفكر المتطرف وحماية الفرد والأمة من خطره ومخاطره شاكراًً ومقدراً لمعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، والقائمين على هذا المؤتمر، والمشاركين في أعماله جهودهم المخلصة في إنجاحه وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى. والشكر موصول لكم أيها الإخوة الحضور، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه صلاح ديننا وصالح دنيانا.وما يحقق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويعود بالخير والفلاح على الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب.
من جهته، ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف والحضور. وقال :إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسط وعدل "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"، فهم وسط في شريعتهم، فشريعة الإسلام وسطيتها خالصة فإذا نظرت إلى تعاليمها وأحكامها وجدتها وسطاً بعيداًً عن التطرف والجفاء، هذه ميزة في هذه الشريعة واضحة لمن تأملها، ولكن للأسف الشديد شذت فئة من أبناء المسلمين فتنكبوا الطريق المستقيم فجانبوا الحق وصار لهذا الفكر السيئ منهج فكري يسلكه المفتونون به، وله منظرون يدعون إليه وينشرونه من خلال بعض القنوات التي يستخدمونها، ولا شك أن هذا فكر سيئ، فلقد استحلوا دماء الأبرياء، وسعوا في الأرض فساداً، وفتحوا الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية. وأضاف سماحته : كان من الواجب مقابلة هذا السيئ المنحرف بالحق الواضح ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً )، لقد تجاوز أولئك الحد حتى صاروا مطية لأعداء الإسلام ينفذون على أيديهم ما يريدون بالأمة من مكر وكيد، فكان من الواجب مكافحة هذا الخطر الداهم ومجابهته بالحق الواضح المبين.وأشار سماحة المفتي إلى أن المملكة التي عانت من الإرهاب، قامت بجهد عظيم من خلال تبيان باطلهم ودحض حججهم والدليل على ذلك إقامة هذا المؤتمر برعاية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ، وذلك لبيان الحق في هذا الموضوع. وقال سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ :فمن أضرار هؤلاء تشويه صورة الإسلام فقد نسبوا الإرهاب إلى الإسلام، والإسلام بريء منه، والإسلام ينهى عن سفك الدماء وانتهاك الأعراض (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )، عُقد هذا المؤتمر لبيان حقيقة الإرهاب وبيان خطر نسبته إلى الإسلام ليكون غراساً لتبصير الناس والرد على أولئك الخارجين على ولاة أمر الأمة وبيان المنهج الصحيح في البراء والولاء والجهاد ونحوه، وبيان أن الإرهاب جريمة العصر.
وخاطب سماحته الشباب قائلا :خطابي لشباب هذا البلد المبارك وشباب الأمة عموماً أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يفكروا في كل فكر يعرض عليهم وينظروا فيه نظر المتأمل ويحذروا من هذه الدعوات ويدرسوا حقيقتها وحقيقة الداعين إليها هل جاءوا بحق أم باطل، فكم من مدعي الإصلاح وهو من الساعين في الأرض بالفساد (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). حري بكل مسلم يحب الخير والصلاح لأمته ووطنه أن يكون بعيداً عن هذا الإرهاب ولا يتستر على أهله ولا يؤويهم فمن آوى محدثاً فقد لعنه الله ، حريّ بكل مسلم غيور على دينه ألا يرضى بعمل أولئك ولا يقره ولا يؤيّده فهم مجرمون ما أرادوا إلا الشر وكم نسمع في العالم الإسلامي من بلاء وفرقة عظيمة دمروا البلاد وقضوا على كل خير فيها بالإرهاب. إن عالمنا الإسلامي يشكو من هذا الإرهاب، والواجب على المسلمين أن يجرّموا هذا الإرهاب ويقضوا عليه ولا يقروه ولا يسكتوا عليه.وأضاف سماحته :إن الإرهاب في بلادنا قد قضي عليه بعد فضل الله بأسباب إدراك الأمة وفهمها، وحاربوا أهله وكلما أرادوا عملاً هيأ الله لهم رجالاً مخلصين يكشفون أمرهم، وكما قال الله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أسأل الله أن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها ورخاءها وقيادتها وأن يجمع القلوب على طاعته.
كما ألقى مدير الجامعة الإسلامية كلمة رحب فيها بسموّ الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور والأخوات الحاضرات في القاعة النسائية وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن.
وقال العقلا "نحن عموم المسلمين ندرك يقينا من داخلنا أن إسلامنا الحنيف دين بناء لا هدم ودين سلام لا تفجير ولا تخويف.وإننا وبعد أن ابتلينا بشرذمة ضالة شاذةِ، يتولون كبر بعض العمليات الإرهابية ، ويسيئون بهذه الأعمال إلى الإسلام وإلى شعوبهم وأوطانهم وذويهم ، فإن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية دينية يقع على عاتقها واجب ديني ووطني تستشعره جيدا إزاء المواجهة الفكرية المستدامة لخوارج هذا العصر ، الخارجين عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين؛ وذلك من أجل أن تتضافر وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا خاصة ومن ديار المسلمين عامة. وأضاف معاليه مخاطبا سمو النائب الثاني :يدرك الحاضرون جيدا جهودكم الأمنية المباركة في الذود عن حمى الوطن ، وفي الضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر ، وفي تحمل شرف الدفاع عن الدين والوطن ، ولست - الآن - في مقام من يمدحك أو يطريك أو يعدد مناقبك ومنجزاتك ، فأنت أكبر من ذلك ، وما حضورك في هذا المساء ، وما رعايتك لهذا المؤتمر إلا دليل على ما يحمله قلبك الكبير من همِّ الوطن والذود عن حماه إزاء هذا الداء العضال الذي أخذت على عاتقك مواجهته، وتحملت عن اقتدار مسؤولية القضاء عليه بإذن الله ولسوف يتبين للجميع بإذن الله تعالى أن مؤتمرنا هذا مؤتمر للحوار بين الفكر الصحيح والفكر الضال ، مؤتمر لإقرار الصواب وتصحيح الأخطاء ، مؤتمر لتعزيز منهجية الحوار المستنير ، مؤتمر لدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية، ومواطنيها، وإبراز جهودها في مواجهة هذا الفكر المنحرف ، مؤتمر لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، ودعوته إلى السلم الاجتماعي والعالمي ، مؤتمر لتصحيح مسار فكر الفئة الضالة الباغية التي انحرفت عن وسطية الإسلام ، وأساءت إليه، مؤتمر يدعو إلى الاعتدال على علم وبصيرة ، ويحذر من الفهم السقيم للدين، ومن الانخداع بالفكر المنحرف، مؤتمر يتحمل فيه الجميع مسؤولية البيان لخطر هذا الفكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.