نائب أمير منطقة الرياض يؤدي صلاة الميت على الدكتور مطلب النفيسة    السعودية تؤكد دعمها لكل ما يحقق أمن واستقرار سوريا ولبنان    في "بسطة خير السعودية".. الذكريات محفوظة بين غلافي "ألبوم صور"    ولي العهد يصل مكة لقضاء ما تبقى من رمضان بجوار الحرم    بطولة المملكة لكرة القدم للصالات للصم تقام بالقطيف منتصف أبريل    الاتفاق يواصل تحضيراته بمشاركة فينالدوم وهيندري    "تصفيات كأس أمم آسيا للسيدات 2026".. باكورة مشاركات "أخضر السيدات" الرسمية    تطوير خدمتي إصدار وتجديد تراخيص المحاماة    "سوليوود" يُطلق استفتاءً لاختيار "الأفضل" في موسم دراما رمضان 2025    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الرميلة على الطراز النجدي    البكيرية تستعد للاحتفال بعيد الفطر المبارك    إعلان الطوارئ في تايلاند بعد الزلزال    إمام الحرم المكي: رمضان يودّعنا سريعًا.. فأحسنوا الختام واستمروا في الطاعات    أمانة وبلديات القصيم تستعد للاحتفال بعيد الفطر المبارك    الذهب يلامس أعلى مستوى قياسي وسط تصاعد حدة الحرب التجارية العالمية    هل تسير كندا والمكسيك نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية؟    أمير الباحة يتابع الحالة المطرية ويوجّه بتكثيف جهود الجهات المعنية    "الزكاة والضريبة" تُنفّذ أكثر من 12 ألف زيارة تفتيشية خلال شهر    وفاة الدكتور مطلب بن عبدالله النفيسة    كواكب أبوعريش.. ملكي جازان    ديوكوفيتش يتأهل لنصف نهائي ميامي المفتوحة    أمانة الشرقية تزرع 5 آلاف شجرة و 10 آلاف وردة احتفاءاً بمبادرة السعودية الخضراء    برشلونة يهزم أوساسونا بثلاثية في الدوري الإسباني    إعادة النبض لمعتكف بالمسجد النبوي تعرض لنوبة قلبية    تنفيذ إخلاء طبي جوي من المسجد الحرام عبر مهبط الإسعاف الجوي الجديد    الشراكة ثقة    أمران ملكيان: خالد بن بندر مستشارًا في الخارجية والحربي رئيسًا للجهاز العسكري    مختص ل"الرياض": انتظار العطلات سعادة    التطوّع في المسجد النبوي.. تجربة تجمع بين شرف المكان وأجر العمل    جراحة مخ ناجحة تُنقذ معتمرًا مصريًا من إعاقة دائمة    "أوتشا" تحذّر من الآثار المدمرة التي طالت سكان غزة    رئيس وزراء كندا: زمن التعاون الوثيق مع أميركا «انتهى»    ألونسو ينفي الشائعات حول مستقبله مع ليفركوزن    «البيئة»: عسير تتصدر 6 مناطق شهدت هطول أمطار    تجمع جدة الصحي الثاني ينفذ حملة "صُمْ بصحة" لمواجهة الأمراض المزمنة    المواسي مديرًا لإدارة الموارد البشرية في بلدية بيش    أكثر من 70 ألف مستفيد من برامج جمعية الدعوة بأجياد في رمضان    يوم "مبادرة السعودية الخضراء".. إنجازات طموحة ترسم ملامح مستقبل أخضر مستدام    أمر ملكي: ترقية اللواء الركن صالح بن عبدالرحمن بن سمير الحربي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه رئيسًا للجهاز العسكري    مركز الملك سلمان للإغاثة يتيح إمكانية إخراج زكاة الفطر عبر منصة "ساهم" إلى مستحقيها في اليمن والصومال    "مستشفيات المانع" تُطلق أكثر من 40 حملة تثقيفيةً صحيةً خلال شهر رمضان المبارك لتوعية المرضى والزوار    المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم السبت ال29 من شهر رمضان لهذا العام 1446ه    حرائق كوريا الجنوبية ..الأضخم على الإطلاق في تاريخ البلاد    خدمة زوار بيت الله    النفط يصعد والذهب يترقب تداعيات الرسوم    نائب أمير مكة يطلع على خطط إدارة الحشود والجاهزية لحج 1446ه    إحياء الموائد الرمضانية في أملج    سوزان تستكمل مجلدها الثاني «أطياف الحرمين»    تكثيف الحملات الرقابية على المسالخ وأسواق اللحوم والخضار بحائل استعدادًا لعيد الفطر    محادثات الرياض تعيد الثقة بين الأطراف وتفتح آفاق التعاون الدولي.. السعودية.. قلب مساعي السلام في الأزمة الروسية الأوكرانية    تحدٍ يصيب روسياً بفشل كلوي    إطلاق مبادرة "سند الأبطال" لدعم المصابين وذوي الشهداء    مطبخ صحي للوقاية من السرطان    أنامل وطنية تبهر زوار جدة التاريخية    حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين    محمد بن سلمان.. سنوات من التحول والتمكين    عهد التمكين والتطور    ذكرى واستذكار الأساليب القيادية الملهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائب الثاني : المملكة سباقة في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته بقوة الردع ومنهجية الارتداع
الأمير نايف رعى حفل افتتاح مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة..

رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مساء امس حفل افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف).ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب.وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا ومعالي مدير عام الجمارك صالح بن منيع الخليوي.وفور وصول سمو النائب الثاني قام بقص شريط المعرض المصاحب للمؤتمر حيث تجول سموه داخل أرجاء المعرض الذي يضم العديد من الأجنحة التي تمثل الجامعة الإسلامية والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية والعلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري وجمرك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة ووزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمكتب التعاوني بمحافظة بقيق.واستمع سموه إلى شرح موجز عن أجنحة المعرض وما تجسده من خدمات للحفاظ على الأمن والتطور الذي وصلت إليه هذه القطاعات.وبعد أن أخذ سمو النائب الثاني مكانه في مقر الحفل بدأ حفل افتتاح المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى معالي مدير الجامعة الإسلامية كلمة رحب فيها بسموّ الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور والأخوات الحاضرات في القاعة النسائية وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن.وقال معاليه : نحن عموم المسلمين ندرك يقينا من داخلنا أن إسلامنا الحنيف دين بناء لا هدم ودين سلام لا تفجير ولا تخويف.وإننا وبعد أن ابتلينا بشرذمة ضالة شاذةِ، يتولون كبر بعض العمليات الإرهابية ، ويسيئون بهذه الأعمال إلى الإسلام وإلى شعوبهم وأوطانهم وذويهم ، فإن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية دينية يقع على عاتقها واجب ديني ووطني تستشعره جيدا إزاء المواجهة الفكرية المستدامة لخوارج هذا العصر ، الخارجين عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين؛ وذلك من أجل أن تتضافر وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا خاصة ومن ديار المسلمين عامة.وأضاف معاليه مخاطبا سمو النائب الثاني :يدرك الحاضرون جيدا جهودكم الأمنية المباركة في الذود عن حمى الوطن ، وفي الضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر ، وفي تحمل شرف الدفاع عن الدين والوطن ، ولست - الآن - في مقام من يمدحك أو يطريك أو يعدد مناقبك ومنجزاتك ، فأنت أكبر من ذلك ، وما حضورك في هذا المساء ، وما رعايتك لهذا المؤتمر إلا دليل على ما يحمله قلبك الكبير من همِّ الوطن والذود عن حماه إزاء هذا الداء العضال الذي أخذت على عاتقك مواجهته، وتحملت عن اقتدار مسؤولية القضاء عليه بإذن الله ولسوف يتبين للجميع بإذن الله تعالى أن مؤتمرنا هذا مؤتمر للحوار بين الفكر الصحيح والفكر الضال ، مؤتمر لإقرار الصواب وتصحيح الأخطاء ، مؤتمر لتعزيز منهجية الحوار المستنير ، مؤتمر لدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية، ومواطنيها، وإبراز جهودها في مواجهة هذا الفكر المنحرف ، مؤتمر لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، ودعوته إلى السلم الاجتماعي والعالمي ، مؤتمر لتصحيح مسار فكر الفئة الضالة الباغية التي انحرفت عن وسطية الإسلام ، وأساءت إليه، مؤتمر يدعو إلى الاعتدال على علم وبصيرة ، ويحذر من الفهم السقيم للدين، ومن الانخداع بالفكر المنحرف، مؤتمر يتحمل فيه الجميع مسؤولية البيان لخطر هذا الفكر.وأشار معالي الدكتور العقلا إلى أن العمليات الإرهابية التي قام بها خوارج هذا العصر قد طالت المملكة ، ودولا أخرى كثيرة، وأساءت وأضرت بالإسلام والمسلمين قبل أن توقع الضرر بغيرها حيث قتلت الأبرياء بدون جريرة، ويتَّمت الأطفال بدون ذنب ، وأثكلت الأمهات بغير حق، ورملَّت الزوجات في زهرة شبابهن.وأدت إلى تشويه صورة الإسلام في ذاكرة العقل العربي ، واتهمته بالإرهاب، وأتباعه بالتطرف، وأضرت بالأقليات المسلمة في العالم أجمع، واستعدَتْ العالم على المسلمين؛ فِأضحوا مؤاخذين بأوزار الآثمين. وقال :إن هذه التظاهرة العلمية الحاشدة - بعون الله - على مواجهة الفكر الضال، وإجلاء الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين الذين عرفهم العالم لقرون خلت مسالمين متعايشين مع الآخرين بناة للحضارة وروادا للعلم والمعرفة.واختتم معالي مدير الجامعة كلمته بالثناء والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ لرعايته الدائمة، ودعمه المتواصل للمحافل كافة - ومنها العلمية - وموافقته الكريمة على استضافة الجامعة لهذا المؤتمر ، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على ما تلقاه الجامعة - من سموه - من دعم ورعاية. وقال معاليه :الشكر موصول لنايف الأمن والأمان، نايف الاستقرار والازدهار؛ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ؛ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وراعي المؤتمر.ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة على دعمه المتواصل لبرامج الجامعة ومناشطها.ولمعالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه. ولجميع الضيوف والمشاركين والضيفات والمشاركات ولجميع أعضاء اللجان العاملة في المؤتمر، والداعمين لهذا المؤتمر.
ثم ألقى سماحة قاضي القضاة رئيس الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور احمد هليل كلمة المشاركين بالمؤتمر رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور والمشاركين في المؤتمر.وعبر سماحته باسمه واسم المشاركين عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على اهتمامه بهذا المؤتمر انطلاقا من أمانة المسؤولية التي يحملها في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين والمحافظة على الحرمين الشريفين وتوسعتهما ورعاية المشاعر المقدسة وتحقيق الأمن والرعاية للحجاج والمعتمرين.كما شكر سماحته سمو أمير منطقة المدينة المنورة على جهوده واحتضان مدينة المصطفى عليه السلام لهذا المؤتمر وخاطب سماحته المشاركين في المؤتمر ووصفهم بالكوكبة الخيرة النيرة لتبليغ رسالات الله عز وجل ونشر دعوة الحق بالحكمة والموعظة الحسنة كما خاطب سماحته المجتمع الدولي مشددا على ضرورة تطبيق الحق والعدل والقانون والكيل بمكيال وميزان واحد موضحا أن الإرهاب هو الإرهاب والقتل هو القتل والاعتداء هو الاعتداء.
عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف والحضور.وقال :إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسط وعدل "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"، فهم وسط في شريعتهم، فشريعة الإسلام وسطيتها خالصة فإذا نظرت إلى تعاليمها وأحكامها وجدتها وسطاً بعيداًً عن التطرف والجفاء، هذه ميزة في هذه الشريعة واضحة لمن تأملها، ولكن للأسف الشديد شذت فئة من أبناء المسلمين فتنكبوا الطريق المستقيم فجانبوا الحق وصار لهذا الفكر السيئ منهج فكري يسلكه المفتونون به، وله منظرون يدعون إليه وينشرونه من خلال بعض القنوات التي يستخدمونها، ولا شك أن هذا فكر سيئ، فلقد استحلوا دماء الأبرياء، وسعوا في الأرض فساداً، وفتحوا الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية.وأضاف سماحته : كان من الواجب مقابلة هذا السيئ المنحرف بالحق الواضح ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً )، لقد تجاوز أولئك الحد حتى صاروا مطية لأعداء الإسلام ينفذون على أيديهم ما يريدون بالأمة من مكر وكيد، فكان من الواجب مكافحة هذا الخطر الداهم ومجابهته بالحق الواضح المبين.وأشار سماحة المفتي إلى أن المملكة التي عانت من الإرهاب، قامت بجهد عظيم من خلال تبيان باطلهم ودحض حججهم والدليل على ذلك إقامة هذا المؤتمر برعاية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ، وذلك لبيان الحق في هذا الموضوع. وقال سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ :فمن أضرار هؤلاء تشويه صورة الإسلام فقد نسبوا الإرهاب إلى الإسلام، والإسلام بريء منه، والإسلام ينهى عن سفك الدماء وانتهاك الأعراض (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )، عُقد هذا المؤتمر لبيان حقيقة الإرهاب وبيان خطر نسبته إلى الإسلام ليكون غراساً لتبصير الناس والرد على أولئك الخارجين على ولاة أمر الأمة وبيان المنهج الصحيح في البراء والولاء والجهاد ونحوه، وبيان أن الإرهاب جريمة العصر.وخاطب سماحته الشباب قائلا :خطابي لشباب هذا البلد المبارك وشباب الأمة عموماً أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يفكروا في كل فكر يعرض عليهم وينظروا فيه نظر المتأمل ويحذروا من هذه الدعوات ويدرسوا حقيقتها وحقيقة الداعين إليها هل جاءوا بحق أم باطل، فكم من مدعي الإصلاح وهو من الساعين في الأرض بالفساد (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). حري بكل مسلم يحب الخير والصلاح لأمته ووطنه أن يكون بعيداً عن هذا الإرهاب ولا يتستر على أهله ولا يؤويهم فمن آوى محدثاً فقد لعنه الله ، حريّ بكل مسلم غيور على دينه ألا يرضى بعمل أولئك ولا يقره ولا يؤيّده فهم مجرمون ما أرادوا إلا الشر وكم نسمع في العالم الإسلامي من بلاء وفرقة عظيمة دمروا البلاد وقضوا على كل خير فيها بالإرهاب. إن عالمنا الإسلامي يشكو من هذا الإرهاب، والواجب على المسلمين أن يجرّموا هذا الإرهاب ويقضوا عليه ولا يقروه ولا يسكتوا عليه.وأضاف سماحته :إن الإرهاب في بلادنا قد قضي عليه بعد فضل الله بأسباب إدراك الأمة وفهمها، وحاربوا أهله وكلما أرادوا عملاً هيأ الله لهم رجالاً مخلصين يكشفون أمرهم، وكما قال الله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أسأل الله أن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها ورخاءها وقيادتها وأن يجمع القلوب على طاعته.بعد ذلك قدم طفلان كلمة جسدت دور الأطفال تجاه الإرهاب مثمنين دور رجال الأمن وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز مؤكدين دور هذا الوطن وشموخه أمام عبث الضالين مرتكبي الجرائم الإرهابية والقضاء عليها في حملات استباقية ناجحة ولله الحمد.
بعد ذلك ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز كلمة أكدت فيها أن الإرهاب ظاهرة مركبة ومعقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة وكلها تسهم في إنتاج العنف بنسب متفاوتة لذا لابد من شمولية دراستها للتعرف على كيفية الحد من مسبباتها والتعامل مع تداعياتها.ونوهت بدراسة طرحت في المؤتمر الدولي الثالث للمحللين النفسيين عام 2008 للدكتورة منى حسن التي أشارت إلى أن ممارسة العنف ضد الطفل قد تؤدي إلى هروبه من كنف الأسرة إلى الشارع وهو أقصى تبعات العنف الأسري بعد الوفاة ما يشكل نواة للعنف والجريمة والإرهاب.وأبرزت سمو الأمير عادلة دور الأسرة في تربية النشء بوصفها مؤسسة اجتماعية مسؤولة عن التنشئة الاجتماعية وفق ثقافة الحوار والتسامح.كما نوهت بدور المرأة في غرس قيم التسامح وقبول الآخر بوصفها مربية في المنزل أو معلمة في المدرسة أو الجامعة، وأضافت "المرأة نصف المجتمع ولها تأثير مباشر على التوجه الفكري وبالتالي فإن توجيه التوعية للمرأة ومشاركتها في البرامج التعليمية والتربوية ضرورة لا غنى عنها كونها تسهم في التأثير على الأسرة كمؤسسة رئيسية في نشر القيم وتأسيس الاتجاه الفكري للأبناء.
بعد ذلك ألقى الأمير نايف الكلمة التالية .. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أصحاب السمو.. صاحب السماحة.. أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة أيها الإخوة الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن التقي بكم في رحاب هذه الجامعة العريقة في مناسبة انعقاد مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، الذي يأتي انعقاده في إطار اهتمامات وتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعزهما الله لمحاربة التطرف والغلو والإرهاب الذي يهدد حياة الإنسان وينتهك حرمة الدين ويعرض مقدرات الفرد والأمة للخطر.أيها الإخوة: لقد كانت المملكة العربية السعودية من منطلق واجبها الديني والأخلاقي سباقة في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته بقوة الردع ومنهجية الارتداع كما كانت المملكة أيها الأخوة في مقدمة الدول المتضررة من تطرف الفكر وفكر التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتمون إليها، ولم يقتدوا بنهجها ومبادئها المستمدة من كتاب الله الكريم وهدي سنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهي المبادئ القائمة على الوسطية والاعتدال والعدل والرحمة وحفظ كرامة الإنسان وحماية حياته وحقوقه، أيها الأخوة:إن اجتماعنا في هذا المؤتمر المهم في موضوعه وغاياته ليس لتشخيص الفكر المنحرف وتوظيف مخاطره فذلك معلوم بقدر علمنا وتفهمنا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه الخالدة، ولكن المهم أيها الأخوة هو أن نضع تصوراً عملياً يعزز جهود إعادة المنحرف ومنع المستقيم أن ينحرف وهي مهمة لن تكون بالسهلة ولكنها ليست بالمستحيلة أمام عزائم المخلصين واجتهاد المجتهدين فالغلبة دائماً لأنصار الحق والهزيمة دوماً لأعوان الباطل ودعاة الظلال. أيها الإخوة..إن ما أرجوه لهذا المؤتمر ولهذا الجمع المبارك هو أن نصل من خلال ما طرح من موضوعات ومحاور لجوانب موضوع تطرف الفكر وفكر التطرف إلى رؤية علمية تسهم بإذن الله تعالى وتوفيقه في نجاح جهود مواجهة الفكر المتطرف وحماية الفرد والأمة من خطره ومخاطره شاكراًً ومقدراً لمعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، والقائمين على هذا المؤتمر، والمشاركين في أعماله جهودهم المخلصة في إنجاحه وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى. والشكر موصول لكم أيها الإخوة الحضور، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه صلاح ديننا وصالح دنيانا.وما يحقق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويعود بالخير والفلاح على الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك فتح باب الحوار مع سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، إذ جدد سموه فيه الدعوة إلى تجفيف منابع الإرهاب، وقال «إذ لم يعمل الجميع على تجفيف المنابع، سيظل الإرهاب قائما».وأكد سمو النائب الثاني أن رجال الأمن يبذلون جهودا مكثفة لكشف الأعمال الإرهابية ومنع حدوثها بالعمل ليلاً ونهاراً، وقال «إن هناك أكثر من 200 حالة تم إفشالها وليس الإفشال فحسب بل القبض على من وراءها وهم الآن بيد العدالة التي تحكم بشرع الله».كما أكد سموه أن تلك الجهود لم تأت بمحض الصدفة ولكنها بجهود مكثفة من رجال كانوا في مستوى المسؤولية وبمستوى القدرة العلمية والتقنية حتى تمكنوا من تحقيق تلك المنجزات».وأضاف سموه «نعلم أنه في بداية الأحداث حدثت حالات معلومة لدى الجميع وأقول من موقع المسؤولية إننا ما نزال نواجه هذا الإرهاب ولكننا مستعينون بالله عز وجل، ومعتمدون عليه ومتكلون عليه ونعمل ليلا ونهارا من اجل كشف هذه الأفعال ومنع حدوثها ببلادنا العزيزة والمساهمة مع الآخرين في منع حدوثها في أماكن أخرى ولا أزال عند قولي وستكشف الأيام والمستقبل حقائق هذه الأمور».وحول دور المرأة في المساهمة في حفظ أمن الوطن ، قال سموه « إن المرأة في المجتمع هي الأم والأخت والزوجة والابنة وهي في كل منزل وهي الحامية لكل ما هو داخل بيتها ودورها كبير».وطالب سموه الزوجة بأن تكون عوناً للأب في إيصال حقائق الأبناء والبنات حتى يكونوا مطمئنين لهم في تصرفاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم وبهذا تحقق سعادتهم.مضيفا «المرأة لها دور كبير في المساهمة مع إخوانها وأبيها وزوجها في الحفاظ علي شبابنا وبناتنا من الانزلاق في مهاوي الخطر في كل مجال ولحماية أخلاقهم ودفعهم للتمسك بدينهم والذي هو عصمة أمرهم ، وهذا الدور ليس بالهين بل مهم ودقيق وإن شاء الله نساؤنا صالحات وقادرات على ذلك بإذن الله». وأكد سمو النائب الثاني أن برنامج «المناصحة» أعطى نتائج طيبة وإيجابية، وأضاف « كل ما يمكن أن يرقى بمستوى هذا العمل لابد من تحقيقه، والحمد لله أن هذا حاز على إعجاب الجهات الأمنية في دول متعددة». وتابع سموه قائلا « إننا ماضون في ذلك لتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر.. إننا نريد أن نحمي شبابنا من الانحراف في هذا المجال الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كل مسلم مؤمن محب لدينه ثم لوطنه. عملنا ونعمل مع جامعاتنا لشحذ قدرات الرجال القادرين في دراسات في هذا المجال، ووصلنا إلى إستراتيجية الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وقدمناها لوزراء الداخلية العرب، وهذا عمل علمي يستطيع أن يستفيد منه الإخوة العاملون في المناصحة، ونرحب بأي دراسات علمية تقودنا إلى إنشاء مركز ثابت للمناصحة.. ونحن لا نتجه إلى المظاهر بل إلى العمل الميداني الفاعل».
وشدد سموه على أن الاستقرار الذي تعيشه المملكة لم يأت من فراغ بل بجهود مكثفة وبدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لرجال أخلصوا لله عز وجل ثم لوطنهم وقيادتهم، وقال «نحمد الله أولاً على ذلك ونشكره عز وجل وندعو الجميع إلى زيادة إيمانهم بالله واعتمادهم عليه والعمل جميعا ولا أحد يتهاون في عمل حتى وإن كان قليلاً فالقليل مع القليل كثير.وقال « إن هذا الاستقرار الذي نعيشه والأمن المستتب في بلادنا والنشاط الاقتصادي والتنمية في كل مجال والاستثمار والحرية لكل من يريد أن يخرج أو يأتي من المواطنين أو المقيمين من كل منافذها الجوية والبحرية والبرية لم يأت من فراغ فنحن والحمد لله من أفضل الدول استقرارا وأمناً واقتصادا ليس في منطقتنا بل بالعالم كله وهذا لم يأت مصادفة بل بجهود مكثفة وبدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الأمين».وعما إذا كان هناك مشروعات وطنية للمعالجة الفكرية داخلياً وخارجياً، قال سموه «هذا ما عملنا عليه ونعمل عليه والأمن الفكري لا يقل أبدا عن الأمن العام بل قد يكون أهم لأنه المحرك للإنسان ولا نستطيع أن نتجاهل المستحدثات في مجتمعنا».وأضاف « إن عالمنا الإسلامي يزخر بقدرات علمية وعليها مسؤوليات في دحض الأفكار الدخيلة على الإسلام الذي ليس فيه أسرار ولا طقوس وهو واضح وله مرجعان لا ثالث لهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم». وعن رأي سموه في الإعلام السعودي وما ينقصه ليكون آلة داعمة لوزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب، أجاب سموه قائلا:»الإعلام مؤثر في كل المجتمع ولا شك أن دول العالم ومؤسساته ومجتمعاته تعلق أهمية على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خصوصاً الإنترنت فلا بد أن نواجه هذا الواقع بعلم ومعرفة ولا بد لإعلامنا السعودي أن يتحرك بشكل أقوى وأضخم ليواجه هذا الواقع ولكن بالتزام ومسؤولية، وبشكل يرفع من واقع الوطن، ويجب أن نعلم على ماذا يعتمد وما هو توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي». وأضاف سموه في سياق إجابته على السؤال «لا بد أن نلتزم بديننا القويم وألا نخالف نصاً شرعياً بأي شكل من الأشكال فإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة في إيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلق، يجب أن نواجه الواقع ونحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بمسؤوليته نحو القارئ والمشاهد والمستمع ..وهذا للأسف ينقصنا وكأننا فقط نركز على الاستفادة المادية في نشر بعض الأفكار والمجادلات التي لا نفع منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وعن احتياجاتهم وهذا لا يجوز لنا كمسلمين أولاً ومؤمنين بالله ومتمسكين بكتابه وسنة نبيه ومصلحة الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون فقط نتلقف الأخطاء بدون أن نتحقق منها». ورحب سموه بالنقد البناء الموضوعي الذي يعتمد على حقائق مطالبا العاملين في مجال الإعلام بتحمل مسؤولياتهم وأضاف «إن العصر عصر علم فإذا كان من يعمل في الطب أو غيره يستعين بصاحب الاختصاص فمن باب أولى أنه لا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أهل ومؤهل لهذا العلم وأما أن يتحدث بكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئاً فهذا لا يجوز، أقول للجميع فلنعمل لأن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا ولأن نكون إن شاء الله من أفضل الأمم حاضراً ومستقبلاً وأن نتدبر ماضي أمتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة ونجعلها قدوة لنا مع استعمال كل وسائل التقنية الحديثة، لتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام هذا الوطن وأبنائه جميعاً».
بعد ذلك كرم سمو النائب الثاني المشاركين في المؤتمر، ثم سلم سموه هدية تذكارية لسمو أمير منطقة المدينة المنورة.كما تشرف معالي مدير الجامعة الاسلامية بتقديم هدية لسمو النائب الثاني.
عقب ذلك شرف الأمير نايف حفل العشاء المعد لهذا الحفل.ثم غادر سموه مقر الحفل مودعا بالحفاوة والترحاب.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير سعود بن سلمان بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز .
كما حضره معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ومعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وأصحاب الفضيلة العلماء والمشاركين في المؤتمر وعدد من المهتمين المثقفين وأصحاب الفكر والأدب.
سموه يفتتح أعمال المؤتمر
سمو النائب الثاني يلقي كلمته
وزير الداخلية يتجول في المعرض المصاحب
سموه خلال الحفل
سماحة المفتي يلقي كلمته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.