وجه أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أمس الخميس انتقادات حادة لإدارة الرئيس باراك أوباما؛ لعدم وجود خطة لديها لإنهاء الحرب في سوريا. وقال السناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس اللجنة أثناء جلسة احتدم فيها الجدل حول السياسة تجاه سوريا: "ببساطة لم أشعر بأن لدينا إستراتيجية".
وعبّر عدد من أعضاء اللجنة عن استيائهم من عجز الإدارة عن الوفاء بوعودها في تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة، وأشاروا إلى الخسائر البشرية للحرب والمكاسب التي حققتها مؤخراً القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال السناتور بوب كوركر أكبر عضو جمهوري في اللجنة: "أعتقد أن مساعدتنا للمعارضة انطوت على ارتباك، وأرى أنه لأمر مشين أن تجلس هنا وتتصرف كما لو كنا نفعل الأشياء التي قلنا إننا سنفعلها قبل ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو تسعة أشهر".
والحرب المستمرة في سوريا منذ عامين ونصف أدت إلى سقوط ما يزيد على 115 ألف قتيل وتشريد الملايين.
وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في سبتمبر (أيلول) الماضي لصالح تأييد طلب أوباما التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا.
وكان "أوباما" طلب من الكونجرس الموافقة على استخدام القوة بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين خارج دمشق في أغسطس (آب)، لكنه أعلن بعد أن واجه معارضة شديدة في مجلس النواب أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع روسيا لتفكيك الأسلحة الكيماوية السورية.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الخميس أن سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة أو أبطلت قدرتها على العمل ملتزمة بمهلة حددت لها ضمن برنامج لنزع أسلحتها.
وقال المشرعون الأمريكيون: إنهم يرحبون بهذه الأنباء، لكنهم أثاروا تساؤلات حول التقرير وحول دور روسيا المزدوج بالعمل مع كل من واشنطن للقضاء على الأسلحة الكيماوية وإرسال مساعدات للأسد. وقال منينديز: إنه سيعقد جلسة سرية في وقت لاحق لطرح مزيد من الأسئلة حول نشاط مفتشي الأسلحة.
وأقر السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد بأن كثيراً من السوريين مستاؤون من مستوى الدعم الأمريكي. وقال: "لم أستمع من الناس الذين تحدثت إليهم هناك إلا لمآسي... وكان عليَّ أن أؤكد لهم أن هدفنا الرئيسي هناك هو تقديم حل سياسي".
وأدلت نانسي ليندبورج من الوكالة الأمريكية للمعونة الدولية بإفادة قالت فيها: إن سوريا خسرت أثناء الحرب 35 عاماً من التقدم الذي أحرزته في مجال التنمية البشرية.
وأدلى مسؤول آخر هو توماس كانتريمان أحد مساعدي وزير الخارجية الأمريكي بإفادة بأن المساعدات العسكرية التي تقدمها روسيا لحكومة الأسد هي الآن أكبر مما ترسله إيران إلى سوريا.