فتح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الباب لفترة وجيزة يوم الثلاثاء امام تفويض استخدام قوات برية أمريكية في سوريا لكنه سرعان ما اغلقه وقال للكونجرس إن أي قرار بالموافقة على استخدام القوة العسكرية سيمنع نشر "قوات على الأرض." وكان تبادل وجهات النظر خلال أول جلسة علنية في الكونجرس بشأن عمل عسكري محتمل في سوريا قد سلط الضوء على مخاوف كثير من المشرعين بشأن السماح بضربات عسكرية أمريكية لمعاقبة الحكومة السورية على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وقال كيري في البداية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ انه يفضل عدم منع استخدام القوات البرية في سوريا للحفاظ على خيارات الرئيس باراك أوباما إذا "انهارت" سوريا أو كان هناك خطر أسلحة كيمياوية حصل عليها متطرفون. وابلغ كيري اللجنة "لا اريد أن نسحب خيارا من على الطاولة قد يكون أو لا يكون متاحا لرئيس الولاياتالمتحدة لتأمين بلادنا." لكن عندما قال السناتور بوب كوركر أرفع جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وهو من ولاية تنيسي لكيري انه "لم يجد ردا مناسبا جدا بخصوص القوات على الأرض" تراجع كيري سريعا وبشكل متكرر. وقال كيري انه ببساطة "يفكر بصوت عال" ويثير موقفا افتراضيا لكنه لا يريد أن يترك الباب مفتوحا أمام إرسال قوات برية إلى سوريا. وقال كيري "دعونا نغلق الباب الآن ... الجواب هو انه لن يكون هناك قوات برية أمريكية على الأرض فيما يتعلق بالحرب الأهلية." وجاء هذا التبادل بينما زار كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الكونجرس كجزء من مساعي الحكومة الأمريكية لإقناع الكونجرس بدعم خطة أوباما لتوجيه ضربات محدودة لسوريا لاستخدامها المزعوم للأسلحة الكيماوية الشهر الماضي. وطلب أوباما من الكونجرس الذي لن يرجع بكامل أعضائه من العطلة الصيفية حتى الأسبوع المقبل أن يسمح بعمل عسكري ردا على ما تقول حكومته انه هجوم بغاز السارين شنته الحكومة السورية وقتل فيه أكثر من 1400 شخص بينهم مئات الأطفال قرب دمشق في 21 من أغسطس آب. ولا تزال هناك معارضة كبيرة في الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية إذ قال كثير من المشرعين بما في ذلك الديمقراطيون انهم يشعرون بالقلق من أن مشروع قرار الرئيس مفتوح بلا أي قيد ويسمح بإمكانية استخدام قوات برية أو هجمات على بلدان أخرى في نهاية المطاف. وقال كروكر "أنا لا أعتقد أن احدا منا هنا على استعداد لدعم إمكانية وجود قوات قتالية على الأرض." والقرار الذي اقترحته حكومة أوباما يجيز استخدام القوة العسكرية عند الضرورة "لمنع أو ردع استخدام أو نقل" أي أسلحة دمار شامل بما فيها الأسلحة الكيمياوية من سوريا وإليها. وأكد كيري احد الصقور بشأن سوريا في حكومة أوباما للمشرعين أنه سيكون من السهل صياغة قرار بشأن القوة العسكرية لطمأنة الكونجرس والجمهور أن الباب في سوريا ليس مفتوحا امام القوات البرية. لكن كيري حث اعضاء الكونجرس على ألا يقصر التفويض الأمريكي على توجيه ضربة الى سوريا على "لحظة معينة" قائلا إن الجيش الأمريكي لديه خيارات لضربات متابعة لو أن الرئيس بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى. وقال السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ انه يأمل أن يتم صياغة قرار للمجلس بشأن استخدام القوة العسكرية في سوريا بنهاية يوم الثلاثاء لتجري اللجنة تصويتا عليه يوم الأربعاء. ويضع مشروع القرار الذي حصلت رويترز على نسخة منه حدا زمنيا 60 يوما للعمل العسكري الأمريكي في سوريا مع جواز مده مرة واحدة 30 يوما بشروط معينة. وطلب اوباما من الكونجرس إجازة خطته لشن ضربات أمريكية محدودة في سوريا لمعاقبة قوات الرئيس بشار الأسد على استخدامها المزعوم لأسلحة كيماوية ضد مدنيين. ويتضمن المشروع كما ورد في مسودة الوثيقة بندا يحظر اي استخدام للقوات المسلحة الأمريكية على الأرض في سوريا للقيام بعمليات قتالية. وعرض اثنان من اعضاء مجلس النواب هما الديمقراطيان جيرالد كونولي وكريس فان هولين نسخة من جانبهما للمشروع المقترح تحظر قيام الولاياتالمتحدة "بنشر قوات برية" وتقصر أي تدخل عسكري على 60 يوما. ويجب أيضا ان يقر مجلس النواب نسخته من التفويض باستخدام القوة العسكرية ثم التوفيق بين نسختي مجلسي النواب والشيوخ قبل عرضها على اوباما للتوقيع عليها. وقال كيري وهاجل للجنة إن أي عملية عسكرية ستكون محدودة ومصممة خصيصا للحد من قدرات الأسلحة الكيماوية لدى الرئيس بشار الأسد. وأضاف هاجل أن الفشل في معاقبة سوريا على استخدام اسلحة كيماوية سيضر المصالح القومية الأمريكية وبالمصداقية الأمريكية. وقال "رفض التحرك سيقوض مصداقية التعهدات الامنية الاخرى لامريكا بما في ذلك تعهد الرئيس بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي." وقال "كلمة الولاياتالمتحدة يجب ان تعني شيئا ما." وبينما يضغط كيري وهاجل من أجل قضية توجيه ضربات عسكرية محدودة لسوريا حظي أوباما بدعم اثنين من كبار الجمهوريين في مجلس النواب وهما رئيس المجلس جون بينر وزعيم الاغلبية اريك كانتور. وقال بينر للصحفيين "الولاياتالمتحدة هي وحدها التي تمتلك القدرة على وقف الأسد وتحذير الآخرين في انحاء العالم من ان انتهاج مثل هذا السلوك لن يتم التغاضي عنه." وأضاف "أظن أن زملائي سيدعمون دعوة التحرك هذه." ومن المقرر أن يحضر كيري وهاجل وديمبسي جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب يوم الاربعاء