قالت وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية: إن الهواتف الجوالة "ربما تكون مسرطنة"، وربما تصنفها إلى جوالات مسرطنة، أو غير مسرطنة، وأشارت مراجعة الأدلة على ذلك إلى أن زيادة خطر الإصابة بالنوع الخبيث من سرطان الدماغ لا يمكن استبعادها، وعلى الرغم من ذلك خلص الباحثون إلى أنه ليست هناك صلة مؤكدة بهذا الشأن، وإلى أن الدراسة لا تشير بصورة قاطعة إلى أن الهاتف الجوال "يسبب السرطان للبشر". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي " عن جمعية خيرية عاملة في مجال السرطان: إن هذا الدليل "ضعيف جداً"، ولا يمكن التوصل إلى استنتاج راسخ منه. وكانت مجموعة مكونة من 31 خبيراً التقت في ليون بفرنسا لمراجعة بعض الدلائل التي جمعت من دراسات سابقة. وقالوا: إنهم راجعوا كل الدراسات ذات الصلة المتعلقة بالأشخاص الذين يستخدمون الجوال ويتعرّضون إلى الحقول الكهرومغناطيسية في مكان العمل. يذكر أن وكالة أبحاث السرطان يمكن أن تضع الهاتف النقال في واحدة من الحقول الخمسة التالية، وهي مسرطن، مسرطن على الأرجح، ربما يكون مسرطناً، غير مصنف أو غير مسرطن. وتوصلت الوكالة إلى أن الهواتف الجوالة يجب أن توضع في مرتبة "ربما يكون مسرطناً"، بسبب الرابط المحتمل مع نوع من سرطان الدماغ. لكن إيد يونغ رئيس وحدة المعلومات الصحية في مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا يقول: إن "حكم منظمة الصحة العالمية يعني أن هناك دليلاً ما يربط الهاتف الجوال بالسرطان، لكنه ضعيف جداً، بحيث لا تسفر عنه نتيجة قوية". ويضيف "الغالبية العظمى من الدراسات الحالية لم تجد رابطاً للهواتف الجوالة والسرطان، وحتى لو وجد دليل مثل هذا فليس من المرجّح أن يكون دليلاً بيناً. ويرى أن خطر الإصابة بالسرطان متساوٍ بين أولئك الذين يستخدمون الهاتف الجوال ومن لا يستخدمونه. ويضيف أن معدلات الإصابة بسرطان الدماغ لم ترتفع خلال السنوات الأخيرة "على الرغم من الزيادة الكبيرة في استخدام الهاتف النقال خلال عقد الثمانينات". وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حوالي خمسة مليارات اشتراك في خدمة الهاتف الجوال في كافة أنحاء العالم. ويقول كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان: إنه "بالنظر إلى التداعيات المحتملة لهذا التصنيف، فإن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث على استخدام الهاتف الجوال لفترات طويلة وبشكل مكثف".