باريس - أ ف ب - رفع خبراء دوليون، خلال اجتماع نظمته منظمة الصحة العالمية، نبرة التحذير من خطر الإصابة بالسرطان جراء استخدام الهواتف الخليوية، داعين إلى استخدام سمّاعات الرأس وزيادة الاعتماد على الرسائل النصية القصيرة «sms». وكانت المنظمة اعتمدت، سابقاً، لهجة أقل تشدداً في التحذير، مع النصح بالإبقاء، قدر المستطاع، على مسافة ما بين الرأس (أو الأذنين) وبين جهاز الخليوي. وقال جوناثان ساميت، رئيس مجموعة العمل التي ضمت نحو 30 خبيراً اجتمعوا لمدة ثمانية أيام في ليون-فرنسا، إن «الأدلة آخذة في الارتفاع، وهي قوية إلى حد يبرّر تصنيف استخدام الهاتف الخليوي على أنه ربما يسبب السرطان للإنسان». وأوضح ساميت إن التصنيف يستند إلى «دراسات وبائية تظهر خطراً متزايداً للإصابة بنوع من سرطان الدماغ يعرف باسم «غليوما» وهو مرتبط باستخدام الهاتف الخليوي». وأوضح ساميت إن هذا التصنيف «يعني أنه ربما يكون هناك خطر، وأن علينا أن نراقب عن كثب الرابط بين الهواتف الخليوية وخطر الإصابة بالسرطان». وقال كريستوفر وايلد، مدير المركز الدولي لأبحاث السرطان: «من المهم إجراء أبحاث إضافية للاستخدام المكثف، وعلى المدى الطويل، للهواتف الخليوية». وأضاف: «بانتظار توافر معلومات كهذه، يجب اتخاذ إجراءات عملية لخفض التعرض للموجات الكهرومغناطيسية». وتطرق كورت ستريف، من المركز الدولي أيضاً، إلى وسائل خفض التعرض للموجات، مشيراً إلى أن «الاعتماد على الرسائل القصيرة (أس أم أس) يخفض نسبة التعرض للموجات بنسبة عشرة أضعاف». واعتبر الخبراء أنه من غير الممكن حتى الآن التوصل الى استنتاجات بالنسبة لأنواع أخرى للسرطان على اتصال بالخليوي. ولم تحدد مجموعة العمل هذه حجم خطر الإصابة بالمرض. وقال جيرار لافارج، المدير العام المساعد لوكالة السلامة الصحية، إن احتساب الأخطار يستند إلى دراسة «انترفون» (2004)، التي ركّزت على استخدام الهاتف النقال، وأظهرت ارتفاعاً نسبته 40 في المئة لخطر الإصابة ب «غليوما» لدى المفرطين في استخدام للهاتف (بمعدل 30 دقيقة في اليوم لأكثر من عشر سنوات). وشدد روبير بان، من المركز الدولي لأبحاث السرطان، على صعوبة تقييم المخاطر بالاستناد الى دراسة قديمة نسبياً. وقال: «منذ ذلك الحين باتت الموجات الصادرة عن الهواتف الحديثة أدنى بكثير». لكنه أضاف أن «هناك ارتفاعاً في الاستخدام لذا من الصعب إقامة توازن في هذا المجال».