تشهد سماء المملكة العربية السعودية، الأحد القادم، كسوفاً جزئياً للشمس؛ يبدأ من الشمال الغربي للمملكة، ثم الغرب، والوسط، وأخيراً الشرق. وتوقَّع المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن يشاهد الكسوف في الرياض في الساعة الرابعة و18 دقيقة عصراً، ويصل إلى ذروته في الساعة الخامسة و11 دقيقة، حيث سيخفي حوالي 45% من قرص الشمس، ثم يستمر الكسوف إلى ما بعد غروب الشمس، أي أن الشمس ستغرب قبل أن ينجلي هذا الكسوف.
وقال المركز: "أهم ما يميز هذا الكسوف المتوقع هو قربه من وقت غروب الشمس في المملكة وتزامنه مع ترائي هلال شهر محرم لعام 1435ه، حيث سيتمكَّن المهتمون، في حالة وضوح الرؤية، من رؤية جرم القمر أثناء اقترانه بالشمس، بدلاً من رؤية هلال الشهر الجديد".
وأضاف: "كسوف الشمس يحدث مع اقتران القمر بالشمس، أي في أواخر الشهور القمرية عندما يكون في مرحلة المحاق قبل دخول الشهر القمري الجديد، حيث يحجب القمر أشعة الشمس ويمنعها من الوصول إلى الأرض، ويقع ظله على سطح الأرض ثم يُرى كسوفاً كلياً أو جزئياً أو حلقياً حسب موقع المشاهد الجغرافي على الأرض".
وأردف: "الكسوف لا يصاحب جميع حالات الاقتران إلا بإذن الله، فلا تحدث هذه الظاهرة الفلكية إلا ما بين مرتين إلى خمس مرات في السنة الواحدة، ويرجع هذا الأمر إلى تفاوت ميل مستوى مدار القمر حول الأرض على مستوى مدار الأرض حول الشمس "الدائرة الكسوفية"، وذلك بزاوية قدرها من صفر إلى خمس درجات".
وتابع المركز: "لولا الله ثم هذا التفاوت لحدث الكسوف مع كل اقتران في نهاية كل شهر قمري، ولحدث الخسوف أيضاً منتصف كل شهر قمري".
وحذر المركز الوطني للفلك من عواقب النظر إلى الشمس مباشرة؛ لما فيه من خطر قد يصل إلى حد فقدان البصر الدائم، وقال: "لتلافي هذا الخطر يجب استخدام النظارات الخاصة بالكسوف أو مراقبة هذه الظاهرة بإسقاط الشمس أو عكس أشعتها إلى جدار قريب أو نحو ذلك".
وتحدث أطول فترة زمنية للكسوف بشكل عام، عندما يكون القمر قريباً من الأرض "في الحضيض"، وتكون الأرض بعيدة من الشمس "في الأوج".
وقد تستمر حالة الكسوف من بدايتها إلى نهايتها قرابة الثلاث ساعات ونصف، أما الكسوف الكلي "استتار قرص الشمس بشكل كامل" فتتراوح مدته بين دقيقتين إلى سبع دقائق. وبالنسبة إلى عرض ظل الكسوف الكلي "ظل القمر على الأرض" فيبلغ أحيانا 270 كيلومتراً، فيما تصل سرعة حركة هذا الظل على الأرض قرابة 2100 كيلومتر في الساعة.