رفضت عائلة الطبيب المصري، الدكتور محمد حلمي، التكريم الذي منحته له مؤسسة "ياد فاشيم"، المعنية بتخليد ذكرى اليهود الذين أبيدوا في محرقة "الهولوكوست"؛ باعتبار الدكتور محمد حلمي "نصير الشعب اليهودي"، وذلك لإنقاذه عائلة يهودية عام 1948. وكانت مؤسسة "ياد فاشيم" قد منحت "حلمي" هذا اللقب؛ لإنقاذه عائلة يهودية من محارق "الهولوكوست"، إبان الحرب العالمية الثانية في برلين.
وحسب موقع "بوابة الأهرام" أرجعت صحيفة "إسرائيل ناشيونال نيوز" سبب الرفض، إلى ما صرحت به عائلة الدكتور "حلمي" لوكالة "الأسوشيتد برس" بأن الجهة المكرمة هي جهة إسرائيلية، ونقلت تصريحاً لميرفت حسن، زوجة ابن أخي الدكتور، تقول فيه: "لو كان من يكرم الدكتور الراحل أي دولة أخرى غير إسرائيل لكنا قبلنا".
وأضافت "ميرفت": "عمي لم يكن ينتقي هويات، أو جنسيات بعينها، ويقدم لها العلاج بل كان يقدم المساعدة لمن يحتاجها".
من جهته، قال "أروتز شيفا" المتحدث الرسمي باسم مؤسسة "ياد فاشيم": "نشعر بالأسف؛ لأن النزعات السياسية قد تغلبت على العوامل الإنسانية، ونأمل في يوم ما أن يتغير الوضع".
وتضيف "بوابة الأهرام"، الدكتور "حلمي" ولد عام 1901 بالخرطوم لأبوين مصريين، وذهب إلى ألمانيا عام 1922 لدراسة الطب، واستقر في برلين، وبعد أن أتم دراسته أقدم على العمل في مؤسسة "روبرت كوش" في برلين، ولكنه طرد منها عام 1937؛ لأنه لا ينتمي للجنس "الآري"، فقد منع من العمل في المستشفيات الألمانية العامة، ولم يتمكن من الزواج من خطيبته الألمانية.
وفي عام 1939 قبض عليه مع مصريين آخرين، ولكن أطلق سراحه فيما بعد لأسباب صحية.
وعلى الرغم من أنه كان مستهدفاً من السلطات الأمنية، إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد السياسات النازية في العلن، ومساعدة عدد من أصدقائه من اليهود، وكان من بينهم "أنا بوروس" وعائلتها؛ حيث وفر لها مكاناً لتختبئ فيه منذ بداية ترحيل اليهود، وحتى نهاية الحرب، وعالج أسرتها بالكامل، وقد توفي الدكتور محمود حلمي عام 1982 في ألمانيا.