برلين - أ ف ب، رويترز - ناقش رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس جهود السلام في الشرق الاوسط مع عدد من القادة الالمان قبل زيارة «مشحونة بالمشاعر» الى فيلا خطط فيها القادة النازيون لتنفيذ المحرقة (هولوكوست).وصعدت المستشارة الالمانية انغيلا مركل الضغوط على اسرائيل لتجميد البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة واستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين، وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو: «لا بد من أن نحرز تقدماً في عملية السلام ... ووقف (بناء) المستوطنات بالغ الاهمية». وأضافت: «الوقت في لب الموضوع». وذكرت انه بالنسبة الى المانيا، كما الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، فان «وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة هو حجر الزاوية لاستئناف عملية السلام»، معتبرة ان «السلام يمر بإقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل». وأضافت: «ينبغي ان يحصل تغيير جوهري» في سياسة اسرائيل في موضوع الاستيطان، معتبرة ان «الامكانات بالنسبة الى عملية مماثلة جيدة جداً حالياً». من جانبه، قال نتانياهو: «آمل في أن نتمكن من استئناف المفاوضات خلال شهر أو شهرين». ونفى وجود اتفاق على وقف موقت للبناء الاستيطاني، وقال: «تلك الاشاعات لا أساس لها ... لا يوجد قرار أو اتفاق. هناك محاولة لتضييق هوة الخلافات. لكن التقارير عن وجود اتفاق غير صحيحة اطلاقاً». وأضاف: «انا مستعد للقاء قيادة السلطة الفلسطينية من دون شروط مسبقة. لدينا عمل كثير لاستبعاد المتطرفين واحراز تقدم». لكنه اكد ضرورة ان تعترف الدولة الفلسطينية المقبلة باسرائيل ك «دولة لليهود»، الامر الذي يرفضه الفلسطينيون. وتوافق نتانياهو ومركل على عقد لقاءات ثنائية دورية بين ممثلين للحكومتين، على غرار ما تم التوافق عليه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت. وسيتم اللقاء المقبل من هذا النوع قبل نهاية العام، مع الحكومة الالمانية الجديدة التي ستنبثق من انتخابات 27 ايلول (سبتمبر) المقبل، وفق ما وعدت مركل. وتحدث الجانبان ايضاً عن نيتهما تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصاً في مجال البحث العلمي. وأشارت مركل الى قطاع السيارات الكهربائية، في حين لفت نظيرها الاسرائيلي الى «الاشكال البديلة للطاقة»، خصوصاً «تطوير المحروقات البديلة مثل تلك المستندة الى الهيدروجين». وتلقى نتانياهو خلال الزيارة هدية من دار نشر المانية هي عبارة عن الخرائط الأصلية لمعتقل «اوشفيتز» لوضعها في نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم) في القدس. ويعود تاريخ الخرائط الى الاعوام 1941 - 1942، وتشتمل على خطط وضعت بدقة فنية عالية لغرف الغاز والافران، وعرضتها دار النشر «اكسيل سبرينغر» في وقت سابق من العام الحالي. والتقى نتانياهو في وقت سابق وزير الخارجية الالماني فرانك - والتر شتاينماير الذي ينافس مركل في الانتخابات التي ستجري في 27 ايلول (سبتمبر) في المانيا، في المحطة الاخيرة من جولته الاوروبية التي تستمر اربعة ايام، وهي الاولى التي يقوم بها اثناء توليه منصبه. وقالت وزارة الخارجية الالمانية ان شتاينماير «اكد اهمية استئناف مفاوضات سلام جوهرية (...) وضرورة ان يتخذ الجانبان خطوات عملية في هذا الاطار». وعقب لقائه مركل، زار نتانياهو فيلا على بحيرة فانيسي على مشارف برلين حيث تبنى الزعماء النازيون في كانون الثاني (يناير) عام 1942 «الحل الاخير» للقضاء على اليهود كافة في اوروبا التي احتلها النازيون. ووصف نتانياهو زيارته لفيلا فانيسي بأنها «مشحونة بالمشاعر»، وستكون اول زيارة يقوم بها اي رئيس وزراء اسرائيلي لمتحف الموقع الذي افتتح عام 1992 في الذكرى الخمسين لمؤتمر «الحل الاخير». وأشاد نتانياهو بالعلاقات الوثيقة التي تربط المانيا بإسرائيل، والتي اقيمت رسمياً عام 1965 بعد نقاش حاد داخل اسرائيل شابه الحديث عن المحرقة اليهودية. وكان صرح عقب وصوله المانيا: «في كل مرة ازور المانيا، ابارك العلاقات التي تربطنا بالحكومة الالمانية. ليس فقط بالنسبة الى الحاضر والمستقبل، لكن كذلك بالنسبة الى الماضي».