دبّ النشاط مجدداً في الحركة التجارية بالمدينةالمنورة، مع عودة حجاج بيت الله الحرام إليها بعد أدائهم مناسك الحج, حيث شهدت مختلف الأنشطة التجارية في أسواق المدينةالمنورة عموماً وفي المنطقة المركزية تحديداً، إقبالاً كثيفاً من الحجاج زوار المسجد النبوي. وحرص الحجاج والزوار على التبضّع وشراء مختلف السلع، كهدايا وذكريات طيبة من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل مغادرتهم إلى بلدانهم.
وشكّلت محلات الهدايا والساعات والتمور ومراكز بيع الملابس الجاهزة أكثر الوجهات التي يقصدها الحجاج للشراء في المنطقة المركزية ومحيط المسجد النبوي الشريف.
ويقبل الزوار من مختلف الجنسيات على المجمعات التجارية المحيطة بالمنطقة المركزية, فيما تحرص المحال التجارية على توفير مقتنيات وصور ذات دلالات على الحرمين الشريفين، لعرضها على الحجاج الذين يحرصون على شرائها للذكرى.
وتمثل السبّح أحد أهم الأصناف التقليدية رواجاً بين الحجاج, ويقول "أبو رضوان": "تجارة السبح شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً في طريقة العرض وكذلك في نوعية المنتجات التي يبحث عنها الحجاج ذكوراً وإناثاً".
وأضاف: "هذه التجارة تمثل فناً عريقاً يمزج بين الماضي والحاضر بأنامل حرفيين مهرة دأبوا على صنع السبح باستخدام المشغولات الفضية, والأحجار الكريمة، وهذه الأنواع تباع بأسعار تصل إلى مئات الريالات".
وقال بائع يمني في مركز تجاري متخصص في بيع الملابس الجاهزة يدعى "صابر": "موسم ما بعد الحج يمثل أكثر المواسم من حيث حجم المبيعات بالنظر إلى الإقبال الكثيف من الزوار والحجاج، خاصة من حجاج الدول العربية الشقيقة، وحجاج دول إفريقيا غير العربية".
وأضاف: "الملابس تمثل أكثر السلع التي يبحث عنها الحاج حالياً، وخاصة الملبوسات الشتوية نظراً إلى تدني درجة الحرارة مع قرب دخول فصل الشتاء".
وتكاد البسطات والعربات التي يدفعها الباعة الجائلون في الطرقات المؤدية إلى المسجد النبوي أن تكون منظراً مألوفاً طوال موسم الحج, كما يكتظ محيط المسجد النبوي ببائعين وبائعات يفترشون الأرض ويعرضون مختلف الأصناف من السلع الرخيصة خفيفة الوزن التي يطلبها الحجاج.
وفي الناحية الشمالية الشرقية لساحات الحرم النبوي اتخذت بائعات طريقاً يسلكه الحجاج في ترددهم بين مساكنهم والمسجد النبوي، لعرض البضائع من الملابس والسبح والعطور والهدايا، كما يوجد شباب يدفعون عربات محملة بأنواع مختلفة من السلع. وقال شاب امتهن بيع التمور خلال موسم الحج: إنه صنع عربة يضع عليها أنواع مختلفة من التمور التي يحرص غالبية الحجاج على شرائها.
وأضاف أنه يحرص على عرض التمور بشكل أنيق خاصة التمور المغلفة التي تشكل أكثر مبيعات التمور, مشيراً إلى أن دخله اليومي لا يقل عن 300 ريال فيما يحقق في أيام الجمعة أكثر مبيعاته خلال موسم الحج.
وحظيت محلات بيع الأجهزة الكهربائية والجوالات بحصة جيدة من مبيعات موسم الحج، لا سيما المحلات الواقعة في الفنادق القريبة من المسجد النبوي, حيث يحرص الحجاج على شراء الأجهزة الكهربائية المنزلية, وأجهزة الهواتف المتنقلة التي يقدمونها هدايا لأقاربهم.
هذا، وتنشط فرق رقابية تابعة لفرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة حيث تنفذ جولات ميدانية على مدار الساعة للتأكد من ملائمة الأسعار, وتطبيق العقوبات ضد أصحاب الإعلانات غير المرخص لها, وضبط السلع منتهية الصلاحية.