ارتسمت علامات البهجة والسعادة على وجوه حجاج بيت الله الحرام زوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أن منً الله تعالى عليهم بأداء الفريضة وزيارة المسجد النبوي الشريف للصلاة فيه والسلام على رسول الهدى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما وزيارة أبرز المعالم الاسلامية والتاريخية بطيبة الطيبة فشرعوا في شراء كل ماتقع عليه أعينهم من المعروضات في الأسواق التجارية بالمنطقة المركزية رافعين شعارا واحدا مفاده // يكفي أنها من المدينة // . وقد غصت المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة بالحجاج الذين انتشروا في تلك الأسواق لشراء كل ما يذكرهم بهذا الأيام الفضيلة عند رجوعهم لبلادهم سالمين ويقدمونه هداية لذويهم وأصدقائهم وفي مقدمة ذلك السبح والسجاجيد التي تحمل صور الحرمين الشريفين والتمور التي تشتهر بها المدينةالمنورة . ولاحظ مندوبو (واس) في جولة على أسواق المنطقة المركزية أن تلك المحلات قد جهزت بالعديد من الهدايا التي تبرز روحانية مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وخاصة تلك التي لايشكل نقلها عائقا للمشترين . ويتحدث الحاج زكريا محمد من المغرب عن حرصه على شراء هدايا من المدينةالمنورة لما تحمله من دلالات رمزية جليلة ,مشيرا على سبيل المثال إلى عجوة المدينة والملابس والحلي التي تبهج كل من تهدى إليه هديها لأنها من طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وقالت الحاجة الدكتورة عزيز نافع من جمهورية مصر العربية لواس لقد أشتريت بعض الهدايا من مكةالمكرمة وها أنا أعود لأشتري المزيد من الهدايا من المدينةالمنورة ونظراً لأن رحلة العودة إلى الديار ستكون من مطار المدينةالمنورة إلى مطار القاهرة فقد أثرث أن أجعل جل مشترياتي وهداياي من طيبة الطيبة. ولفتت الى أن الحاج سواء كان ذكراً أم أنثى من ذوي الدخل المحدود أو من متوسطي الدخل إذا عاد إلى الديار فأن الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء يأتونه في الدار كي يهنئونه ويباركون له بالحج وسلامة الوصول ويسألونه عما أحضره لهم من الهدايا من البقاع المقدسة حيث ينتظر كل منهم هدية قيمة تليق بمكانته تفرح قلبه وتشرح صدره . وأكد عبد الرحيم محمود ( بائع) ما ذكره بركات حول تأثير مسميات العطور وارتباطها بالجنة على حجاج شرق آسيا، مشيرا إلى أن شراءهم لها يكون بكميات كبيرة، حيث يقدمونها هدايا لأهاليهم في بلدانهم. ووافقت الحاجة الباكستانية فريدة على أن العطور الزيتية والمصحف الشريف هي أغلى هدية يقدمها الحاج الباكستاني لأقاربه ومعارفه عند عودته لبلاده . وقالت: إن العطور التي تحمل أسماء الجنة هدايا متعارف عليها لديهم منذ القدم، إذ لا تخلو حقيبة الحاج منها عند عودته لباكستان. وقال الموطن هاني الردادي الذي يملك محلاً لبيع الملابس الجاهزة إن الموسم الثاني للحج يعرف بموسم الهدايا فالحجاج قبل عودتهم إلى بلدانهم يشترون ما جاز لهم من الهدايا من البقاع المقدسة لذويهم إذا ما عادوا إليهم موضحاً أن كل ما يعرض يباع فهناك عملية شراء كبيرة على الجلاليب النسائية بمختلف أنواعها وأشكالها لكن الطلب وكمية الشراء على الزي السعودي الرسمي خاصة الثياب الرجالي والولادي منها هو الأكثر والأغلب. ويؤكد المواطن سليمان اللهيبي الذي يملك محلاً لبيع التمور عل أن حركة البيع ونسبة شراء الحجاج للموسم الثاني أكثر منها للموسم الأول. ورأى أن من أفضل الهدايا التي يأخذها الحاج عند سفره لبلده هي التمور لأنها من هذه الأرض الطيبة المباركة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنها تكون عادة مغلفة في عبوات جميلة كتب عليها هدية من المدينةالمنورة وبكميات مختلفة الأحجام والأشكال وتكون عادة جاهزة للشحن الجوي كما أنها لا تأخذ حيزا كبيرا في حقيبة السفر . وأضاف أن التمر بصفة عامة عليه إقبال كبير من قبل الحجاج والزوار بمختلف أنواعه ولكن يأتي في مقدمة ذلك عجوة المدينة ثم المبروم والصقعي . وأكد تجار متخصصون ببيع دهن العود والبخور في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة، أن موسم الحج يشهد تنافسا بين الشركات يدفعهم لتخفيض نسبة الأرباح مقابل رفع نسبة المبيعات واستقطاب أكبر عدد من الزبائن الحجاج ، مشيرين إلى انتعاش سوقهم في موسم ما بعد الحج ، حيث يقبل الحجاج على الشراء بعكس الموسم الأول لدى قدوم الحجاج قبل الحج، إذ يتجنبون فيه الشراء بعدا عن الحمولة الزائدة في العفش قبل أداء نسكهم. وقال المواطن فؤاد الرحيلي الذي يملك محلاً لبيع الأغطية واللحف والمطرزات إن الحجاج في هذه الأيام ونظراً لاقتراب عودتهم إلى أوطانهم يعرجون على الأسواق المنتشرة في طيبة الطيبة وخاصة أسواق المنطقة المركزية المحاذية للمسجد النبوي الشريف بقصد شراء ما طاب لهم من الهدايا والمفرحات وكل مايدخل البهجة والفرحة والسرورإلى ذويهم من الأهل والأصدقاء . وأفاد أن الحجاج يشترون سجاجيد الصلاة بكميات كبيرة كما أن الإقبال على شراء المدات والمشغولات و المطرزات وهي عبارة عن لوحات قرآنية من السجاد والتي تحتوي على بعض الآيات القرآنية أسماء الله الحسنى يفوق كل الأصناف الأخرى . وتحدث المواطن محمد عبيد والذي يملك محلاً لبيع الذهب والمجوهرات أن الحجاج يقبلون على شراء الذهب خلال هذه الأيام والتي تسبق رحيلهم ألى أوطانهم مؤكدا أن شراء الحجاج على الذهب يتركز على الأساور والتعليقات والأطقم خفيفة الوزن , فيما أبان المواطن خالد عبدالإله الذي يملك محلاً لبيع الخردوات أن الإقبال كبير على الشراء خلال هذه الفترة من كل عام ولله الحمد. وأضاف أن مشتريات الحجاج تتركز على المتعلقات الدينية والرموز الروحانية والتي تذكر وترمز للمدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومناظر صور للحرمين الشريفين والسبح والمجوهرات التقليدية بمختلف الأنواع والأشكال والإكسسوارات وألعاب الأطفال وغيرها من المعروضات . وأوضح المواطن فايز ناصر الذي يمتلك محلاً للعطارة والعطورات أن الحجاج يقبلون على شراء كل أنواع المكسرات من جوز ولوز وفستق ، ويشترون البهارات بمختلف أنواعها , ملاحظا كذلك أن كثيرا من الحجاج من الدول العربية والجمهورية التركية وشرق أسيا يقبلون على شراء بهارات الكبسة السعودية وبهارات الرز البرياني و الكابلي , إلى جانب شراء الهيل والقرنفل . وقال المواطن سعيد أحمد والذي يعمل في المتخصصة في بيع الإلكترونيات أن الحجاج يتسوقون ويشترون أغلب المعروضات إلا أن كثرة الطلب والشراء تتركز على كميرات التصوير والأجهرة الهاتفية النقالة “ الجوالات" وأجهزة الحاسب المحمولة . أما البائع إقبال علي الذي يعمل بأحد محلات بيع العطور فأنه يرى أن المحال المحيطة بالمنطقة المركزية تشهد في موسمي العمرة والحج أكبر حركة انتعاش لها ، مشيرا إلى اختلاف أذواق الحجاج في عملية الشراء للعطور حسب جنسياتهم، حيث يفضل حجاج باكستان والهند وبنجلادش ودول شرق آسيا شراء العطور المرتبط اسمها بالجنة ، كعطر جنة الفردوس ودعاء الجنة،في حين يفضل حجاج المغرب العربي البخور وخشب العود ، فيما يشتري حجاج أمريكا وأوروبا المجسمات. وأشار إلى أن حجاج دول شرق آسيا هم الأكثر إقبالا على شراء العطور الزيتية ،ونافيا في الوقت ذاته أن تكون هناك مغالاة في الأسعار , ومؤكدا أن نسبة الأرباح لا تختلف عنها في المواسم العادية بل إنها –حسب قوله– تقل لاعتماد أغلب الشركات على نسبة المبيعات والزبائن، حيث تصل نسبة تخفيض الأرباح إلى 40 في المائة يعوضها الكميات المُباعة وكسب عملاء جدد في وقت –كما ذكر- تتصارع به تلك الشركات لتخفيض الأسعار. وشدد مدير فرع وزارة التجارة والصناعة في المدينةالمنورة خالد قمقمجي من جهته على أن كل المحلات التجارية تخضع للمراقبة والمتابعة من قبل اللجان الميدانية والمراقبين الميدانيين الذين ينفذون جولات مكثفة على مدار الساعة للتأكد من الالتزام بالأسعار والشفافية والمصداقية في البيع .