عبدالله الراجحي- سبق- المشاعر المقدسة: أكّد أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل نائب رئيس اللجنة العليا للحج، رئيس لجنة الحج المركزية نجاح موسم الحج للعام الحالي بكل المقاييس بفضل الله ثم بتطبيق النظام وتقليل نسبة الحجاج غير النظاميين المقيمين في المملكة عبر إحكام السيطرة على المنافذ المؤدية للمشاعر المقدسة. وقال: "كما شاهدنا في هذا العام نرى وبكل وضوح أن الأوامر والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وتابعها ولي عهده الأمين، وقام بالإشراف على تنفيذها بكل حزم وقدرة واقتدار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا".
وأضاف أن "النتائج المرضية والناجحة التي تحققت في هذا العام تستحق منا جميعاً أن نشكر القائمين ميدانياً في جميع المشاعر المقدسة ومدينة مكةالمكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع في المشاعر المقدسة".
وعبّر رئيس لجنة الحج المركزية عن شكره للقائمين ميدانياً في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع من الموظفين الحكوميين والمتطوعين من الأهالي، مجزلاً لهم الشكر ومعرباً عن فخره واعتزازه بهم ، قائلاً: "رفعتم رؤوسنا".
ونوه بالنقلة النوعية التي حدثت في حج هذا العام في الخدمات وتطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل، شاكراً كل من أسهم وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وتولوا العمل الجاد والحازم داخل المشاعر وفي مكةالمكرمة.
وأكّد خالد الفيصل أن "النجاحات التي تحققت في هذا الموسم لا يعني أننا وصلنا إلى طموحات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولم نصل كذلك إلى جميع تطلعات المواطن"، معرباً عن أمله أن "تستمر هذه القفزات التطويرية قدماً في كل عام للوصول إلى تطلعات القيادة الرشيدة".
وقال أمير مكة: "إن الوقوف عند النجاح لا يعد استمراراً في التقدم، فلا بد أن نضيف إلى ما تحقق هذا العام، المزيد في الأعوام القادمة"، كاشفاً في هذا الجانب عن الاعتماد على التقارير التي ستقدم من اللجنة المركزية للحج بعد دراستها مع المقترحات التي ترد من الإدارات الحكومية بعد الموسم مباشرةً، إضافة إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للحج لمراجعة هذه التقارير والاستعداد من الآن لموسم الحج القادم.
وقدّم باسم حكومة وشعب المملكة التهنئة لكل الحجاج الذين شرفت المملكة بخدمتهم، مؤكّداً في الوقت ذاته بذل المزيد من الجهد وتسخير جميع الإمكانات لخدمتهم وتسهيل إجراءات الحج وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وأجاب خالد الفيصل عن أسئلة الصحفيين ، ففي ردٍ على سؤال عما لوحظ من انسيابية في حركة الحجاج وسهولة تنقلاتهم بين المشاعر، قال: إن هذا مرده للتنظيم الجيد من ناحية، وقلة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة مما جعل الافتراش يتضاءل كثيراً في شوارع مشعري منى وعرفات، ما سهّل التنقل بين المشاعر المقدسة.
وعن الجديد في الموسم القادم، قال: "أنا لا أود أن أدخل في التفاصيل وأفضل أن أنتظر التقارير التي سوف ترفع للجنة الحج المركزية من المكلفين برفع هذه التقارير من أفراد منتشرين في جميع المشاعر المقدسة ومن مؤسسات حكومية وأهلية وعلمية وأكاديميين مهمتهم الدراسة العلمية لما يحدث لعمل التطويرات المثلى في الأعوام القادمة".
وبيّن خالد الفيصل أن مساحة المشاعر المقدسة واحدة لا تتسع وكل ما تمكنا من النقص في الزيادات المعهودة كل عام في الحج كل ما كان الوضع أفضل، مدللاً على ذلك بعدد حجاج هذا العام الذين لم يتجاوزوا المليوني حاج ما أدى لتقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حاج تقريباً.
وأكّد أن الأنظمة التي وضعت لتنظيم الحج جاءت وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعة وزير الداخلية، وقال: "نحن منفذون لخطط الدولة ولتوجيهات وزارة الداخلية، وأن ما حدث في حج هذا العام هو نقلة نوعية، متمنياً استمرار هذه النقلات النوعية للخدمات في الحج وفرض النظام لأنه كلما اُحترم النظام وطُبق كانت النتائج أفضل ومردودها على الحجاج إيجابياً.
وأضاف: "نحن نعمل على راحة الحجيج ومؤتمنون على سلامتهم أمنياً وصحياً واجتماعياً، ولا بد أن يوازي هذا الاهتمام أنظمة وتطبيق لها"، مؤكّداً أنه تم في هذا العام تطبيق الأنظمة بكل حزم وحسم.
وأفاد بأن النتائج التي ظهرت وشاهدها الجميع كانت كلها إيجابية، لذا يجب علينا المحافظة على هذا المستوى من الأداء وتطبيق الأنظمة، مبيناً أنه تم الإعلان عن الإجراءات والعقوبات التي ستتخذ ضد حملات الحج الوهمية قبل بداية هذا الحج، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين دون استثناء.
وأشار إلى أن هذا النجاح الذي تحقق في الحج هذا العام لم يكن مصادفةً، وإنما جاء نتيجة جهود ودراسة وأعمال رجال قاموا بأداء مهمتهم خير قيام في الميدان وعلى المنافذ، حيث أعطي الحاج النظامي الفرصة لأداء مناسك الحج بكل راحة، ومنع دخول المخالفين.
وعن الجديد في مواسم الحج المقبلة قال: هناك الكثير من الجديد، ولكن علينا الانتظار لوقتها حيث سيتم الإعلان عنها، مؤكّداً أن تخفيض نسبة عدد الحجاج من الخارج والداخل كانت بسبب الأعمال التي تُقام في المسجد الحرام وتوسعة المطاف، لافتاً النظر إلى انخفاض أعداد الحجاج المخالفين للأنظمة الذين لا يحملون تصريحاً في هذا العام إلى نحو 70 في المائة عن العام الماضي.
وبيّن خالد الفيصل أن هناك مشروعاً للنقل العام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تم طرحه للتنفيذ، وقال: إن شاء الله إذا انتهى هذا المشروع فسيُسهم في خدمة الحجاج، كما أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام ستستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصلٍ.
وأكد أمير مكة أن كل خطوة تخطوها المملكة بسياستها الداخلية ومشاريعها خصوصاً ما يتعلق بالحج، لا تتم ارتجالاً ولكن تتخذ بعد دراسة مستفيضة من قِبل المختصين من الخبراء والأكاديميين.
وحول مشاركة شركات أجنبية في تنظيم الحج، قال: "لسنا بحاجة إلى مكاتب أو شركات تساعدنا في التنظيم فقد سبق أن قلت قبل سنوات إننا أقدم ناس في هذه المهنة ونحن خبرتنا في تنظيم الحج بدأت منذ عهد أبونا إبراهيم عليه السلام حتى هذا اليوم ولا أعتقد أن في العالم أكثر خبرة منا في هذا المجال".
وأوضح أنه تم الإعلان قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيُعلن كذلك عن أعداد المخالفين الذين طُبق بحقهم هذه العقوبات.
وعن ظاهرة دخول الحجاج غير النظاميين والمقيمين داخل مكةالمكرمة إلى المشاعر المقدسة وكيفية السيطرة عليهم، قال: إن هذه الظاهرة الآن تحت الدراسة وكُلف بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، كما أن هناك خبراء آخرين يدرسون هذا الموضوع، وسوف تناقش من خلال لجنة الحج المركزية في هذا العام، وستُرفع نتائج هذه الدراسات للجنة الحج العليا لرفعها للمقام السامي.
وأضاف أن مظهر الحجاج وهم بلباس موحد وفي أرض واحدة وزمن واحد يعد فرصة مناسبة لنقول للعالم إن الإسلام دين سلام وحضارة ورقي ودين إنسان، مشيراً إلى أن هذا المكان الأنسب لإيصال هذه الرسالة، كما شكر كل مواطن في المملكة آثر إخوانه الحجاج من بقاع العالم ليؤدوا فريضتهم للمرة الأولى.