عطَّرت سيدة من عسير قاعة محاضرات الغرفة التجارية الصناعية بأبها بالبخور والطيب، في محاولة منها للفت الانتباه كنموذج لما تصنعه، بينما شاركتها جميلة عسيري في عرض تجربتها في افتتاح أول مخبز نسائي في المملكة، خلال افتتاح محاضرة "الأسر المنتجة بين الواقع والمأمول" التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بأبها، ممثلة بمركز سيدات الأعمال أمس. وطالبت المستشارة الاجتماعية نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ، خلال الدورة، بأهمية إيجاد فريق تنسيقي لطلبات التدريب في منطقة عسير، وعمل مسح ميداني من قبل الجهات المختصة لدعم الأسر المنتجة في منطقة عسير، والتدريب على حرف جديدة للأسر المنتجة.
واستعرضت نموذجاً لأسرة منتجة من فئة الشبان، المهندس عبدالإله الدباس، الذي تحوَّل من بائع مكسرات متجول إلى رئيس مجلس إدارة شركة "باجة" للمكسرات التي أصبحت تمتلك حالياً نحو 100 فرع على مستوى المملكة، كما قدمت نموذجاً لأسرة منتجة في المجال التقني من الفتيات، صالحة الدغيلبي، التي افتتحت مشروعاً رسمياً مسجلاً بوزارة التجارة وهو عبارة عن مجموعة تقنية متخصصة في الدعم الفني للسيدات، وانضمت لعضوية برنامج شعلة الأعمال Piz Spark مع مايكروسوفت، وأنتجت العديد من المشاريع المحلية والدولية في تصميم التطبيقات والمواقع والنظم الإدارية والتصميم التفاعلي.
وطرحت "نورة آل الشيخ" على الحاضرات أربعة أسئلة لمساعدتهن على إنشاء مشاريعهن الخاصة كانت منها، ما هو واقعك اليوم، وما هو المقصود والهدف الذي تم عليه اختيار فكرة مشروعك، وكيف ستصلِي إلى ما تريدين، والتأكد بأن ما تم الوصول إليه هو ما أردتيه.
وأكدت ضرورة التركيز على عشر نقاط ضرورية قبل البدء في أي مشروع، منها أن تكون للفكرة مقومات نجاح، وأن تكون فكرة جديدة، وحساب التكاليف بواقعية والحرص على الملكية الفكرية، وبناء فريق عمل متجانس، والتحلي بنظرة واقعية، وامتلاك المهارات والقدرات المطلوبة، والتواصل مع الجهات الداعمة.
وبيَّنت أن مجلس الغرف السعودية رصد في مسح ميداني أجراه وجود 29 جهة داعمة للأسر المنتجة، كما قامت وكالة الضمان الاجتماعي بإطلاق برنامج التدريب الحرفي للنساء ب65 مليون ريال، وتم التعاقد مع جمعيات خيرية في المملكة لتمثيله.
وفنّدت دور الجهات المساندة والداعمة للأسر المنتجة وهي بنك التسليف والادخار، والضمان الاجتماعي، والجمعيات الخيرية، وصندوق المئوية والصندوق الوطني الاجتماعي، والمسؤولية الاجتماعية للبنوك والشركات الكبرى، موضحة أهم التحديات والصعوبات التي تواجه الأسر المنتجة من إشكاليات التراخيص والتدريب والتمويل والتسويق، والسياسات والحوافز والتوعية.
وأشارت إلى أن الأنشطة التي يتم التدريب والمتفق عليها من قبل مجلس الغرف هي التفصيل والخياطة، والعطور والبخور، والفخار والسيراميك، والهدايا التذكارية، والصناعات الغذائية. وقارنت بين الأسر المنتجة والمحتاجة من حيث إن الأسر المنتجة ليست بالضرورة أن تكون محتاجة، بينما يمكن أن تكون الأسر المحتاجة أسراً منتجة.
وتساءلت المستشارة الاجتماعية "نورة آل الشيخ" عن ما تحتاجه الأسر المنتجة من القطاعين الخاص والحكومي، مؤكدة أن الأسر تظل في حاجة إلى مرونة في الحصول علي التراخيص، وهذه قد حُلت من قبل وزارة الشؤون البلدية، كما يوجد احتياج لأماكن بيع مريحة للسيدات، وتقديم دورات تأهيلية وتطويرية، وإيجاد منافذ للتسويق، وحماية الأسرة من المنافسة التجارية ودعم الأسر المنتجة ببطاقات خصم على المواد الخام، ومعاملة الأسر المنتجة معاملة الجمعيات في الامتيازات، والخصومات، والإعفاءات شريطة صدق الالتزام.
وختمت بالحديث عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية، التي تغطي الأنشطة التي تمارسها المؤسسات في سبيل خدمة المجتمع، وباستعراض مجموعة من الأفكار الخاصة بالشباب والفتيات الذين ينتمون إلى الأسر المنتجة.
ومن جهتها قدمت مديرة مركز سيدات الأعمال بالغرفة التجارية مرام مناظر ورقة عمل بعنوان "رؤية عن مركز سيدات الأعمال بأبها".
وبيَّنت الأمينة العامة لجمعية الجنوب الخيرية النسائية منى البريك أن الجمعية قدَّمت العديد من البرامج الداعمة للأسر المنتجة بالتدريب على مجالات التجميل، وصناعة البخور والقهوة، والخوص والسدو وتطريز الثوب العسيري، وتطوير التراث، بالإضافة لما قدمته من القروض والدعم المادي لهذه الأسر بتوجيه من الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، التي وجهت بالاهتمام بتقديم كافة البرامج التدريبية والقروض وإقامة البرامج الداعمة بالتعاون مع الجهات المختصة.