قال شهود عيان اليوم الجمعة إن الجيش التونسي قتل فتاة عندما أطلق النار لفض اشتباكات بين مئات من سكان مدينة سبيطلة في شمال البلاد، بينما أصيب نحو 40 في اشتباكات قبلية بمدينة أخرى في تفجر مفاجئ للعنف قبل نحو شهرين من أول انتخابات حرة في تونس. وقال عدنان الهلالي الذي يقيم في سبيطلة ل"رويترز": "الجيش حاول فض معارك بين أهالي المدينة وأطلق الرصاص ليقتل طفلة عمرها 16 عاماً، واسمها سوسن السويدي. عدد من الأشخاص أصيبوا في هذه المعارك منهم اثنان في حالة حرجة". وقال ساكن آخر ل"رويترز" إن الاشتباكات بدأت الليلة الماضية، واستمرت حتى صباح اليوم. وأضاف: "الناس أحرقوا مركزاً للشرطة وحافلات احتجاجاً على مقتل طفلة صغيرة من قبل قوات الجيش". وقال الهلالي إن آلافاً شاركوا في جنازة الطفلة وأنه يتوقع أن تشهد المدينة أعمال شغب جديدة اليوم رغم التعزيزات الأمنية المكثفة. ولم يعرف على الفور سبب الاشتباكات لكن سكاناً يعتقدون أن فلول نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي تقف وراء هذه الأحداث. وفي مدينة دوز الواقعة في جنوب البلاد، قال شهود ومصادر أمنية إن اشتباكات قبلية عنيفة أدت إلى إصابة ما لا يقل عن أربعين شخصاً.
وقال مسؤول أمني محلي ل"رويترز"، إن المعارك متواصلة بين قبيلة العبادلة وأهالي القلعة، وأنه تم إحراق منازل ومحطتي وقود في المعارك التي استعملت فيها بنادق صيد وسكاكين وهروات. وقالت وزارة الداخلية إنها فرضت حظراً للتجول بالمدينة من الساعة السابعة مساء إلى الخامسة صباحاً حتى عودة الهدوء. وفر ابن علي مع عائلته في 14 يناير الماضي إلى السعودية بعد موجة احتجاجات أنهت حكمه الذي دام 23 عاماً. وتكافح السلطات المؤقتة في البلاد منذ ذلك الوقت لإعادة الاستقرار للبلاد التي تستعد لإجراء أول انتخابات حرة في تاريخها. وستجري انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر المقبل. وستكون مهمته إعادة صياغة دستور جديد للبلاد.