اتفقت 3 إستطلاعات للرأي أجريت حول احتمالات الفوز في الانتخابات النيابية العامة المقررة في المانيا اليوم، على أن فريق الغالبية المسيحية الليبرالية الحاكم برئاسة المستشارة أنغيلا مركل قد لا ينجح في الاحتفاظ بالحكم. كما اقترب حزب «البديل لألمانيا» الجديد المعارض لليورو من نسبة الخمسة في المئة التي تخوله دخول البرلمان الاتحادي، ما يصب في مصلحة فريق اليسار الوسط المعارض ويزيد التنافس المحتدم على الأصوات. ودعي 61,8 مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع التي تشهد تنافس أكثر من 30 حزباً، فيما اشارت استطلاعات الى عدم حسم ثلث الناخبين خياراتهم، ما يمكن أن يقلب موازين التصويت والترجيحات. ولا يستبعد الا يدلي عدد كبير من الناخبين بأصواتهم كما الحال في كل دورة انتخابية. وإذا سارت الأمور بحسب التوقعات، ستستطيع المستشارة مركل إعادة تشكيل حكومتها المسيحية الليبرالية الحالية لأربع سنوات مقبلة. لكن حصول توازن في عدد الأصوات والمقاعد بين فريقي الحكومة والمعارضة، سيحتم تحالف مركل مع شريك جديد، هو الحزب الاشتراكي او حزب الخضر، مع ترجيح الأول.. ومنحت الاستطلاعات الحزب «الديموقراطي الحر» الليبرالي نسبة تأييد تراوح بين 4 و 5,5 في المئة فقط، ما يجعله على حافة الخروج من البرلمان، خصوصاً ان التحالف المسيحي رفض تجيير اصوات الى حليفهم الصغير، كما حصل في الانتخابات الماضية، خوفاً من نيله اصواتاً كثيرة كما في الدورة السابقة (13 في المئة). ويرجح أن يحصل الحزب الاشتراكي الديموقراطي على نسبة تراوح بين 27 و29 في المئة، وحزب الخضر على 10 في المئة، وحزب اليسار على 8 في المئة. وحتى لو حصلت أحزاب يسار الوسط على غالبية الأصوات والمقاعد، فلن يحصل تحالف بينها بسبب خلافات جذرية بين الاشتراكيين والخضر من جهة، واليساريين من جهة أخرى في السياستين الداخلية والخارجية. وفي حال تقاسمت السلطة مع الاشتراكيين أو الخضر ستضطر مركل الى تغيير سياستها الاقتصادية الداخلية والخارجية، خصوصاً في ما يتعلق بمعالجة الأزمة المالية الأوروبية. وستتناغم السياسة حينها مع نهج مجلس اتحاد الولايات الألمانية (برلمان ثانٍ) الذي تسيطر عليه المعارضة. وخلال فترة «التحالف الكبير» بين عامي 2005 و2009، حين كان المنافس الاشتراكي الحالي لمركل في الانتخابات بيير شتاينبروك وزيراً للمال في حكومتها، لم يتم تبني اجراءات كثيرة إلا استناداً الى أصغر قاسم مشترك بين الحزبين. وكرر شتاينبروك مرات أنه في حال تشكيل حكومة مشتركة مسيحية اشتراكية جديدة، فلن يشارك فيها. على الصعيد الأوروبي، أشار استطلاع رأي نُشر قبل يومين إلى أن حوالى 50 في المئة من اليونانيين يعتقدون بأن إعادة انتخاب المستشارة مركل سيتسبب بعواقب سلبية لبلدهم، في مقابل توقع 10 في المئة نتائج إيجابية. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أخيراً أن 56 في المئة من الفرنسيين يفضلون مركل لمنصب المستشار لأربع سنوات أخرى، ما اعتبره مراقبون في ألمانيا أنعكاساً لاستياء الفرنسيين من سياسة رئيسهم فرنسوا هولاند الاقتصادية، علماً ان الأخير يؤيد نهج الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني القريب من نهج حزبه.