في خضم بحث محموم عن الرئيس الليبي معمر القذافي، أطلق حلف شمال الأطلسي "الناتو" كل ما لديه من أجهزة المراقبة براً وبحراً وجواً، في معركة تقنية للوصول إلى أية معلومة تشير إلى مكان وجود القذافي. وقالت صحيفة: "ديلي تلجراف" الإثنين: إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" نشر عدداً كبيراً من طائرات "الأواكس" في سماء ليبيا، وتحمل الطائرات "نظام القيادة والإنذار المحمول جواً"، وسوف تراقب كل الطائرات المدنية التي تغادر مطار طرابلس، أو أي مطار آخر في حال محاولة القذافي الفرار بطائرة. وسوف تنشر الولاياتالمتحدة طائرات تجسس، لمراقبة كل الاتصالات بالجوال أو الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية. كما ينشر "الناتو" طائرات مراقبة استطلاعية مزوّدة بأجهزة رادار من نوع "أستور" وهي مخصصة لتتبع السيارات المتوجهة إلى الصحراء الليبية. وقد اعترفت مصادر استخبارية غربية أن القذافي "شديد المهارة" في تفادي استخدام الهواتف التي يمكن أن تحدد مكانه. ونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن الوطني البريطاني قوله: "لقد أعددنا كل وسائل التقنية للعثور على القذافي، لكننا لا نعلم متي سيتم القبض عليه، لكن يمكن له أن يهدأ الآن، فكل العيون تراقبه وتبحث عنه". وحسب الصحيفة: يعتقد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن القذافي لايزال في ليبيا، بينما يعتقد الثوار أنه قد فر من طرابلس. وقالت الصحيفة: إن أكبر مشكلة تواجه الناتو هي آلاف الأميال من الأنفاق الخفية التي تقطع ليبيا طولاً وعرضاً، والتي مكنت القذافي وأتباعه من التحرك بسرعة وسهوله داخل وخارج طرابلس. وأضافت الصحيفة: إن هذه الأنفاق بنيت في منتصف الثمانينيات كجزء من مشروع ضخم للري في ليبيا، لكن خبراء استخباريين يعتقدون أنها استخدمت لنقل القوات والأسلحة في أنحاء ليبيا. ويعتقد المحللون أن القذافي إن فر من طرابلس فسوف يتوجه إلى مدينة "سرت" مسقط رأس القذافي، والتي ربما تكون موقع المعركة الأخيرة للقبض على القذافي. وربما يتوجه إلى مدينة "سبها" في جنوب ليبيا، لعبور الحدود إلى تشاد.