فتح الجيش السوري اليوم نيران أسلحته الثقيلة على مدينة "حماة" السورية، بعد أقل من 24 ساعة من يوم دام شهدته المدينة، إثر اقتحام الدبابات لها، الأحد، مخلفة عشرات القتلى. وقال عمر الحبال، من "لجان التنسيق المحلية السورية" إن إطلاق النيران والقصف المدفعي دام نحو عشرين دقيقة. وأشار ناشط آخر، إلى سماع دوي إطلاق نار متقطع. وتفاوتت التقديرات إزاء حصيلة القتلى في "حماة" أمس حيث قدرتها "لجان التنسيق المحلية السورية" ب50 قتيلاً، فيما قدَّرتها مصادر طبية ب100 قتيل في المدينة وضواحيها. وقال أحد الأطباء: "أشعر بالأسى.. أنا منهك.. ومرهق نفسياً.. لا يمكن تخيل أن يقتل الأخ أخاه.. ولماذا؟ من أجل الرئيس.. الوضع سيئ، وهناك الكثير من الدماء.. 115 قتيلاً، إنه كثير في يوم واحد". وأضاف الطبيب أن قوات الأمن السورية تتعمد استهداف من يحاولون مساعدة الجرحى، مشيراً إلى أن العديد من الأطباء فشلوا في الوصول للمستشفيات بسبب الحظر العسكري والقناصة المتمركزين على أسطح المباني. وأوضح أن مستشفيات المدينة تنوء تحت الكم الكبير من الجرحى، الذين يتلقى العديد منهم الإسعافات في الأروقة، كما فاضت المشارح بالجثث. وأفاد أن دبابات طوَّقت أحد المستشفيات، قبل أن تعود وتنسحب. وذكر طبيب آخر أن المستشفيات في حالة كارثية، مفيداً أنه يجري دفن القتلى في الحدائق والمتنزهات والأفنية الخلفية للمنازل؛ بسبب تعذر الوصول إلى المقابر. وندَّدت دول عدة بحملة القمع التي يشنها النظام السوري بحق المتظاهرين السلميين، حيث وصفها وزير الخارجية الفرنسية، آلان جوبيه، ب"غير المقبولة"، فيما قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن التقارير التي تأتي من حماة "مروِّعة وتظهر الطبيعة الحقيقة للنظام".