فتح الجيش السوري نيران أسلحته الثقيلة على مدينة «حماة»، الاثنين, بعد أربع وعشرين ساعة من يوم دام شهدته ثاني أكبر مدينة سوريا، إثر اقتحام الدبابات لها، الأحد، مخلفة عشرات القتلى. وقال عمر الحبال، من «لجان التنسيق المحلية السورية» إن إطلاق النيران والقصف المدفعي دام نحو عشرين دقيقة، في حين أشار ناشط آخر، إلى سماع دوي إطلاق نار متقطع، قبيل أن تخفت الاشتباكات بالمدينة، التي شهدت، الأحد، أسوأ الهجمات منذ اندلاع احتجاجات مناهضة لنظام دمشق قبل عدة أشهر. وأكد نشطاء سوريون في لبنان أن قوات سورية اقتحمت منطقة الحامدية بوسط حماة امس وقتلت ستة أشخاص. وقال طبيب: «أشعر بالأسى.. أنا منهك.. مرهق نفسيا.. لا يمكن تخيل أن يقتل الأخ أخاه.. ولماذا؟ من أجل الرئيس.. الوضع سيئ وهناك الكثير من الدماء.. 115 قتيلاً، أنه لكثير في يوم واحد.» وزعم أن قوات الأمن السورية تتعمد استهداف من يحاولون مساعدة الجرحى، كما أن العديد من الأطباء فشلوا في الوصول إلى المستشفيات جراء الحظر العسكري والقناصة المتمركزين في أسطح المباني. وأوضح أن مستشفيات المدينة تنوء تحت الكم الكبير من الجرحى، ويتلقى العديد منهم الإسعافات في الأروقة، كما أن المشارح فاضت بالجثث. وقال إن دبابات طوقت أحد المستشفيات، قبل أن تعود وتنسحب. وذكر طبيب آخر لCNN، الاثنين ان المستشفيات بحالة كارثية، ويجرى دفن القتلى في الحدائق والمتنزهات والأفنية الخلفية للمنازل نظرا لتعذر الوصول إلى المقابر. ونددت دول العالم بحملة القمع التي يشنها النظام السوري بحق متظاهرين سلميين، وصفها وزير الخارجية الفرنسية، آلان جوبيه، ب»غير المقبولة»، وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن التقارير التي تأتي من حماة «مروعة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام.» من جهته , أكد الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده قادرة على إحباط أي مؤامرة خارجية تستهدف زعزعة الوحدة الوطنية، حسبما ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» في وقت مبكر امس الاثنين. وقال الأسد في كلمة عبر مجلة جيش الشعب بمناسبة الذكرى ال66 لتأسيس الجيش العربي السوري «إننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة». ونقلت «سانا» عن الأسد قوله «إن سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة.. ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطى واثقة تستند إلى القدرات الذاتية». وقال عمر الحبال، من «لجان التنسيق المحلية السورية» إن إطلاق النيران والقصف المدفعي دام نحو عشرين دقيقة، في حين أشار ناشط آخر، إلى سماع دوي إطلاق نار متقطع، قبيل أن تخفت الاشتباكات بالمدينة، التي شهدت، الأحد، أسوأ الهجمات منذ اندلاع احتجاجات مناهضة لنظام دمشق قبل عدة أشهر. وخاطب الرئيس السوري القوات المسلحة قائلا «لقد أثبتم للعالم أجمع أنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية.. ويكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد قطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة وحافظ على سورية وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه». وأكد الأسد «يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا.. فإيماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية». وأضاف «سنبقى أحرارا في قرارنا الوطني وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.. ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة والمؤامرات تزيدنا قوة.. والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب أو التهميش».