ضربت هزة ارتدادية عنيفة، بلغت قوتها 7.2 درجة على مقياس ريختر، تشيلي مجدداً صباح اليوم، وفقاً لما أكد المركز الأمريكي للرصد الجيولوجي , وفيما تتواصل أعمال الإغاثة لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب الساحل الغربي للدولة الواقعة في غرب أمريكا الجنوبية، وتمتد كشريط على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ، أواخر فبراير فقد ضربت الهزة الارتدادية بينما كان الرئيس "المنتخب"، سيباستيان بينيرا، يستعد لأداء اليمين القانونية. وقع مركز الهزة قرب منطقة "ليبرتادور جنرال برناردو أو هايغينز"، على بعد حوالي 71 ميلاً، أي حوالي 114 كيلومتر من مدينة "فالباراسيو"، غربي العاصمة سانتياغو، حيث كانت تُقام مراسم تنصيب الرئيس بينيرا. وأصدر مركز المحيط الهادئ للتحذير من موجات المد العاتية "تسونامي"، بياناً قلل فيه من احتمال حدوث موجات تسونامي بالمحيط الهادئ، كما لم يصدر تحذير من موجات تسونامي في هاواي. ورغم أن الزلزال الذي ضرب تشيلي في 27 من الشهر الماضي، فاقت قوته بما بين 700 إلى 800 مرة الهزة التي ضربت هايتي في يناير السابق، وخلفت أكثر من 200 ألف قتيل، إلا أن وقوعه على عمق 21.7 ميلاً تحت باطن الأرض، ساهم في التخفيف من حجم الدمار، على عكس ما تسبب به زلزال هايتي، لوقوعه قرب سطح الأرض على عمق 8.1 ميلاً. وجاء مركز الهزة التي ضربت تشيلي قبل أسبوعين، على بعد عدة أميال فقط شمال المنطقة التي شهدت أعنف هزة أرضية في التاريخ، وبلغت 9.5 درجة في مايو عام 1960، وأسفرت عن مقتل 1655 شخصاً، وأطلق موجات تسونامي عاتية. وقال باحثون إن قوة الزلزال حركت مدينة "كونسبسيون" المجاورة لمركز الهزة، نحو 10 أقدام نحو الغرب، والعاصمة سانتياغو، بحوالي 11 بوصة نحو جهة الغرب-شمال غرب، كما حركت أنحاء من أمريكا الجنوبية بعيداً عن بعضها، مثل جزر الفوكلاند وفورتليزا بالبرازيل. وتم التوصل إلى هذه النتائج عبر قياسات مأخوذة عبر الأقمار الصناعية الدولية لتحديد المواقع، وقبيل وبعيد الزلزال الهائل، من قبل فرق باحثين من جامعة ولاية أوهايو، وجامعة هاواي، وجامعة ممفيس، ومعهد كاليفورنيا للتقنية، إلى جانب وكالات أخرى بأمريكا اللاتينية. وقبل أسبوع، رجّح علماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن يكون زلزال تشيلي المدمّر، قد أثّر على دوران كوكب الأرض، بشكل قلص معه الأيام التي يتم احتسابها من خلال دورة الأرض حول محورها. وقال العلماء إن هذا التأثير لا يمكن الشعور به، ولكنه قابل للقياس عبر الأجهزة المتطورة، التي تشير إلى أن أيام الأرض باتت أقصر بما يعادل 1.26 ميكروثانية، وفقاً لآخر الحسابات، علماً أن كل ميكروثانية تعادل جزء من مليون جزء من الثانية.