وجد باحثون أن الزلزال العنيف الذي ضرب تشيلي بقوة 8.8 درجة في فبراير الماضي قد أبطأ هامشياً من سرعة دوران الأرض وزاد طول اليوم بما يعادل 0.3 ميكروثانية. وجاءت النتيجة خلاصة قياسات قام بها خبراء من معهد فيينا الجيوفيزيائي لقياس الأرض لمنطقة كونسبسيون ثالث أكبر مدن تشيلي والمدن المحيطة بها قبل وبعد الهزة المدمرة الأعنف منذ عقود..وكشفت محطة الرصد بالأقمار الصناعية في المدينة التي ظلت تعمل رغم الهزة العنيفة أن المنطقة وصفيحة أمريكا الجنوبية بأكملها لم تنحرف بنحو 3 أمتار باتجاه الغرب فحسب.. بل جرى تمزيقها حيث أكدت الاختبارات الترجيحات السابقة بتحريك المنطقة بنحو 3 أمتار نحو الغرب و0.65 متراً باتجاه الجنوب.. وبحسب العلماء فإن الزلزال الذي وقع في أعماق الأرض أثر بتوزّع كميات الصخور في الطبقات الدنيا وكان له بالتالي انعكاسات على دوران الكوكب.. وأدى تحريك كتلة داخل قشرة الأرض بفعل الهزة للتأثير على سرعة دوران الأرض واتجاه محور الدوران وهو الذي يحدد الخط القطبي فباستخدام بيانات قوة الهزة والتشويه الذي تسببت به نجح الخبراء في تحديد تأثير الهزة على دوران كوكب الأرض.. وأظهرت النتائج الأولى أن سرعة دوران الأرض تباطأت بصورة هامشية وأن الأيام أصبحت أطول بما يعادل 0.3 مايكرو ثانية - علماً أن كل ميكروثانية تعادل جزءاً من مليون جزء من الثانية - وخلال الأشهر المقبلة ستنحرف حركة الخط القطبي بنسبة 2.6 مليار ثانية التي تتطابق مع 7 سنتمترات عند سطح الأرض بفعل زلزال تشيلي.. وتأتي الدراسة إثر أبحاث أخيرة أشار فيها باحثون إلى أن زلزال تشيلي حرّك مدينة كونسبسيون المجاورة لمركز الهزة نحو 10 أقدام نحو الغرب والعاصمة سانتيغو بحوالي 11 بوصة نحو جهة الغرب - شمال غرب.. وحركت الهزة العنيفة أنحاء من أمريكا الجنوبية بعيداً عن بعضها مثل جزر الفوكلاند وفورتليزا بالبرازيل.