أجمع مشاركون في محاضرة عن "زواج القُصّر" عقدت في جامعة طيبة مساء أمس على أهمية تحديد سن الزواج من خلال إصدار فتوى في حالة وجود ضرر وأن الأحكام تتغير بحكم تغير الزمان، وكذلك أهمية تبني الجامعة لدراسة علمية ونفسية واجتماعية حول زواج القاصرات ومدى ضرره على الفتاة وإيجاد أرضية واضحة تسهم في الحد من سلبياته ومشكلاته. وكانت جامعة طيبة أقامت لقاءً علمياً حول "زواج القُصّر" وأدار الجلسة وكيل المعهد العالي للائمة والخطباء لشؤون الدورات الدكتور سعود العنزي الذي قدم بعضاً من الأسئلة حول زواج القصر وأضراره وجوانبه السيئة على الفتاة وما يمكن أن يحدثه من تبعات مستقبلية سلبية على الفتاة. وبدأ الدكتور أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية عن زواج القاصرات من ناحية الاجتماعية حيث أن عدم اكتمال البنية الجسمانية للقاصرة يؤدي إلى أضرار متعددة وأن الجسم بحاجة إلى اكتمال أعضاءه ليكون قادراً على الحمل، مشيراً إلى أن متوسط سن الزواج في الواقع قد تأخر كثيراً وارتبط بمؤسسات أخرى كالتعليم والعمل، وأن الزواج بالقاصرات له أضرار محققة ومعروفة حيث يدخل الزوج في آخر عمره بينما الزوجة في ريعان شبابها وأوج قوتها. وأكد باقادر أهمية ترشيد الفتوى من خلال الدراسات الاجتماعية وتساءل عن من يحمي القاصر؟ هل هي مؤسسات حقوق الإنسان؟ أو الوضع القانوني لدى الأفراد؟ أو مؤسسات الدولة؟ أو المجتمع والوالدين؟. وألقى الشيخ الدكتور غازي الشمري رئيس التكافل الأسري بإمارة المنطقة الشرقية ورقته التي تناولت الناحية الشرعية وحكم الشرع من زواج القاصرات . وتناول الشمري مسألتين الأولى عن حكم الزواج القاصرة وأن الأمة أجمعت على جواز زواجها وأن تزويج الطفلة أو الرضيعة يصح ولو كان مازحاً، أما الثانية فتناول فيها مسألة الدخول بها وأشار إلى أهمية التقارب بين الزوجين وأن دخول الكبير في السن على الصغيرة يؤدي بها إلى الجناية وأن الزواج مسألة وعي وثقافة. فيما قدم الدكتور أحمد حافظ مدير مستشفى الطب النفسي بالمدينةالمنورة ورقته التي تناولت الناحية الطبية والنفسية فيما يخص زواج القاصرة وأكد على أهمية السكنى النفسية بين الزوجين واستعرض بعضاً من القصص والحالات التي مرت به في المستشفى ووقف عليها من اكتئاب ومرض نفسي وكره للرجال بسبب الزواج من كبير في السن. وعرض حافظ عدداً من الإحصائيات حول الزواج المبكر في العالم وأن الإحصائية الأخيرة في المملكة حول معدل الزواج قد بلغ بالنسبة للفتيات 21 عاماً فيما بلغ بالنسبة للشباب 25 عاماً، وأن العوامل المسببة للزواج من القاصرات يعود إلى الفقر وحماية الفتاة من الآخرين واستخدامها كسلعة واتقاء الأمراض. وأشار حفيظ إلى أن هناك آثار نفسية واجتماعية للزواج المبكر منها عدم اكتمال النمو الجسدي وعدم النضج الاجتماعي والاتزان الشخصي والاضطرابات وعدم اكتمال تعليم القاصرات وفقد الإشباع العاطفي للأطفال ومعاناة نفسية حادة واكتئاب وطلاق عاطفي، وشدد في ختام ورقته على أهمية تثقيف المرأة بحقها وزرع الثقة بداخلها.