ترك رفض البرلمان البريطاني التدخل عسكري في سوريا فرنسا وحدها بوصفها أحد الحلفاء الرئيسيين في التحالف الذي تسعى الولاياتالمتحدة لتحريكه ضد البلد العربي. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم أن رفض البرلمان البريطاني مشاركة لندن في ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا لن يغير موقف بلاده التي قال إنها "جاهزة" للتحرك.
ونقلت صحيفة "لو موند" عن "هولاند": "المجزرة الكيماوية في دمشق لا يجب أن تمضي دون عقاب".
وأوضح أنه لا يؤيد تدخلاً عسكرياً دولياً يهدف ل"تحرير" سوريا أو "الإطاحة بديكتاتور"، في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد، ولكنه شدد على ضرورة "التصدي لنظام يرتكب عملاً ضد شعبه لا يمكن إصلاحه".
واعتبر أن عدم فعل شيء يعني "المخاطرة بتصعيد (للعنف) قد يقنن استخدام الأسلحة الكيماوية، ويهدد دولاً أخرى".
وقال إنه "إذا حال مجلس الأمن دون التحرك فسيتم تشكيل تحالف، ويجب أن يكون واسعاً بأكبر شكل ممكن، ومدعوماً من الجامعة العربية التي أدانت الجريمة وحذرت المجتمع الدولي".
وأضاف بأنه على الرغم من أن هذا التحالف "يحظى بدعم الأوروبيين لكن هناك دولاً قليلة لها القدرة على إلحاق عقوبة مناسبة". وذكر أن فرنسا ستشارك ضمن مجموعة من الدول التي تحظى بهذه الإمكانيات.
ولم يستبعد "هولاند" احتمال توجيه الضربة العسكرية قبل الأربعاء المقبل، وهو الموعد الذي من المقرر أن يبحث فيه البرلمان الفرنسي الوضع في سوريا في جلسة استثنائية، لن يكون الموضوع فيها مطروحاً للتصويت.
ويجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع فريقه للأمن القومي لبحث الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية من جانب النظام السوري في الهجوم على مدنيين في 21 من الشهر الجاري بريف دمشق، والرد المحتمل للولايات المتحدة.
ويتناقض موقف باريس وواشنطن، اللتين ترغبان في المضي قدماً في هذا التدخل العسكري، مع ألمانيا التي تعارضه.
وأكد وزير الخارجية الألمانية جيدو فيسترفيله اليوم أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية دولية ضد سوريا.
وجاءت تصريحات "فيسترفيله" خلال مقابلة مع صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية، عقب رفض مجلس العموم البريطاني التدخل في سوريا.
وصرح وزير الخارجية الألماني بأن "مشاركة من هذا النوع لم تكن مطلوبة أو معروضة من جانبنا"، خلال المقابلة التي ينتظر أن يتم نشرها بالكامل غداً.
وأشار إلى أن الدستور الألماني والقانون الدولي يضعان حدوداً واضحة في هذا الصدد، مبيناً أن السبيل الذي ينبغي المضي فيه هو التوصل ل"موقف مشترك" بمجلس الأمن الدولي، الأمر الذي استحال تحقيقه منذ اندلاع النزاع بسوريا قبل أكثر من عامين، نظراً لتعارض الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر.
وأوضح "فيسترفيله" أن برلين تنتظر "انتهاء عمل مفتشي الأممالمتحدة في أسرع وقت ممكن" كي تتحقق من ملابسات الموقف.
وتعمل الحكومة الألمانية، كما تشهد الاتصالات الكثيفة التي أجرتها خلال اليومين الأخيرين، على أن يتخذ المجتمع الدولي "موقفاً واضحاً" حيال هجوم بالأسلحة الكيماوية، قالت المعارضة السورية إن القوات النظامية شنته على منطقة الغوطة بريف دمشق الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 1500 شخص، حسبما أكد المتحدث باسم حكومة برلين ستيفن سيبرت في وقت سابق اليوم.