لا تمارس "رفيف" في منزلها بوادي الدواسر ألعابها كبقية الأطفال؛ لأنها فقدت أناملها التي تمسك بها إثر حادثة حريق، كما استبدل شقيقها "سابر" دراجته التي يمتطيها أقرانه بالأدوية والتنقل بحثاً عن علاج لتقوس الظهر الذي فتك بشقيقيه من قبل، وطالت رحلة ألم الشقيقين والديهما وهما يشاهدان فلذتي كبديهما يصارعان التشوهات والعجز ونظرات الناس والموت. ويروي والد الطفلين عايض بن محمد الدوسري ل "سبق" قصتهم قائلاً: "رزقني الله بأولاد، منهم من قضى نحبه بسبب مرض وراثي، ومنهم من يسألني كل صباح: أبي لماذا لا تعالجنا؟! البداية جاءت مع بندر عندما أصيب بمرض غامض أدى لتقوس الظهر، وخلع في الحوض، ونقص في النمو، وتضخم في الكلية والطحال، ولم تفلح الأسباب في إنقاذه ليفارق الحياة".
وأضاف بحسرة: "ثم رزقني الله ببدر ليصاب بنفس الأعراض، ونسارع إلى الكشف والعلاج، إلا أن التشخيص والعلاج لم يكونا بمستوى المرض، ليلحق بشقيقه الأكبر، تاركاً لوالديه الحسرة على ضيق ذات اليد".
وتابع: "رزقنا بطفلة صغيرة "رفرفت" في جنبات المنزل بعد وحشة الألم والمعاناة والموت، وأطلقنا عليها اسم "رفيف" لتمسح الأحزان والذكريات المؤلمة، وعندما بلغت الرابعة من عمرها تعرضت لحريق داخل المنزل من الدرجات المتقدمة في أنحاء متفرقة من جسدها النحيل، لنبدأ رحلة جديدة مع العلاج وتجميل التشوهات".
وأضاف: "بعد أن تنقلت بها بين المستشفيات المتخصصة في الداخل لم أجد العلاج السريع، ونصحني الأطباء بعلاجها في مستشفيات متقدمة في الجمهورية الألمانية، فبحثت عمن يتبنى علاجها، ليصل صوتي لفاعل خير تكفل بنقلنا إلى ألمانيا، ووصلنا هناك، وتم بتر أصابع "رفيف"، وعملوا لها جلداً صناعياً، وأقمنا عاماً كاملاً، وتحسنت حالتها كثيراً، وعدنا إلى السعودية، ولم نستطع استكمال ومتابعة مواعيدها وعلاجها في ألمانيا؛ لأن فاعل الخير -جزاه الله خيراً- توقف مشكوراً عن الالتزام بالمتابعة، وهي الآن بحاجة لمن يعيدها لألمانيا".
ولم تنته معاناة الدوسري وزوجته عند "رفيف"، فهناك "سابر"، في الثامنة من عمره، أصيب بمرض غامض في الحبل الشوكي جعل ظهره مقوساً، وتسبب في خلع الحوض، كما يعاني من نقص المناعة وتضخم في الطحال والكبد، ووزنه لا يتجاوز تسعة كيلوجرامات، طاف به والده مستشفيات الملك فيصل التخصصي، والشميسي، وفهد الطبية، وجرى عمل الفحوصات له، إلا أن العلاج تعذر، ليبقى في بيته بجانب والديه المكلومين، وحالته تزداد سوءاً".
وناشد والدا الطفلين "رفيف" و "سابر" إنقاذهما وعلاجهما من معاناتهما مع الإصابات التي حرمتهما لذة الحياة، وممارسة فرح الطفولة، خصوصاً أن نسبة شفائهما عالية بعد التواصل مع مستشفيات متخصصة في ألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية.
ويرغب والد الطفلين ممن لديه القدرة على مساعدته، التواصل معه على هاتفه: 0504204042.