قالت الجمعية الفلكيّة بجدة أن كوكب نبتون سيصبح قريباً إلى الأرض بعد غد الإثنين ويصل إلى التقابل بعد ذلك في اليوم التالي، ولفتت إلى أن هناك حاجة إلى استخدام المنظار الثنائي العينية ومعرفة موقعة أمام مجموعه نجوم الدلو، حيث يظهر فقط على هيئة نجم خافت. وأوضحت أن الكوكب يقع في مقابله الشمس، كما يرصد في سماء الأرض وذلك يحدث عندما تعبر الأرض بين الشمس ونبتون أبعد الكواكب في نظامنا الشمسي، الذي لن يكون مشاهداً بالعين المجردة.
ولفتت إلى أن الكوكب الأزرق سيكون وجهه مضاءً بالكامل بضوء الشمس وهو أفضل وقت لرؤية "نبتون".
ونظراً للمسافة الشاسعة التي تفصلنا عنه، فإنه سيظهر كنقطة زرقاء صغيرة من خلال التلسكوبات القوية حتى عندما يكون قريباً وبرّاقاً خلال العام.
وقالت الجمعية إن هذا الاقتراب سيكون وفق المقاييس الفلكية فقط، إلا أن كوكب "نبتون" لا يزال بعيداً جداً في أعماق نظامنا الشمسي، فهو يقع على مسافة تعادل 29 مرة بعد الأرض عن الشمس ويستغرق ضوء الشمس في الوصول إلى نبتون أربع ساعات وعشر دقائق مقارنة بالأرض التي يصلها ضوء الشمس في ثماني دقائق فقط.
وأضافت أن قوة جذب الشمس لا تزال من القوة حتى عند تلك الأبعاد الشاسعة بحيث تسيطر على "نبتون" ولا تدعه يفلت من قبضتها وسيظل إلى الأبد يدور حول الشمس.
وفي يوم تقابل "نبتون"، يشرق الكوكب عند غروب الشمس ويزحف مرتفعاً إلى السماء ويصل أعلى نقطة عند منتصف الليل ويغرب في الأفق الغربي عند شروق الشمس.
وتعد ظاهرة التقابل حدثاً خاصاً، فعندما يكون أي كوكب خارج مدار الأرض بالقرب من التقابل يكون في أقصى سطوعه في السماء.
لكن حتى عند التقابل، فان "نبتون" ثامن كوكب من حيث البُعد عن الشمس، لن يكون ساطعاً برّاقاً.
و"نبتون" هو الكوكب الرئيس الوحيد في نظامنا الشمسي الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.. فهذا الكوكب هو أخفت بنحو خمس مرات من أخفت نجم يمكن رؤيته في ليلة حالكة الظلمة.
ويتميز كوكب "نبتون" بلونه الأزرق وهو نتيجة لغاز الميثان في غلافه الجوي، وكوكب أورانوس بلونه الأزرق المخضر، هو أيضاً بسبب غاز الميثان في الغلاف الجوي، لكن "نبتون" أكثر إشراقا باللون الأزرق، ولذلك ربما لوجود عنصر غير معروف يتسبّب في حدة اللون الأزرق.
و"نبتون" رابع أكبر الكواكب في نظامنا الشمسي، وهو أصغر بقليل من "أورانوس" ثالث أكبر كوكب.
وحتى نبلغ قطره يجب وضع أربع كرات أرضية جنباً إلى جنبٍ لمعادلة قطره.
وعلى عكس "نبتون" من الممكن رؤية "أورانوس" سابع كوكب من الشمس دون الحاجة إلى استخدام وسائل رصد بصرية مساعدة.