يرى كتاب صحفيون ومحللون سياسيون أن كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي وجهها بشأن الوضع الراهن في مصر، كانت بمثابة ضوء سعودي يكشف أعداء مصر الحقيقيين، وتدل على أن المواقف الحاسمة للقادة تأتي في الأوقات الصعبة. وفي صحيفة "الرياض" يقول الكاتب الصحفي راشد فهد الراشد: "المواقف الشجاعة التي تبرز في المنعطفات التاريخية المصيرية للشعوب والأمم تحدد مستقبلات التاريخ، وتقونن توجهاته نحو الأهداف والغايات والرؤى التي تتطلع لها الشعوب والأمم، وتنتشل المسارات من المآزق والانهيارات"، ويضيف "الراشد": "لقد عبر الملك المؤمن بعروبته وإسلامه، وأمته وإنسان أمته، ومقدراتها، وتاريخها، ومنجزها الحضاري، عن ألمه وحزنه؛ لما تتعرض له مصر التاريخ من استهدافات مخيفة، ورفع صوت المملكة مهيباً برجال مصر والأمتين العربية، والإسلامية، والشرفاء من العلماء، وأهل الفكر، والوعي، والعقل، والقلم؛ للوقوف وقفة رجل واحد وقلب واحد في وجه كل من يحاول أن يزعزع مصر، وينال من أمنها، وتماسك مجتمعها، ويدخلها في متاهات الخوف والرعب".
وتقول صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها "جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حول الأحداث في مصر، أمس الجمعة، لتزيح الضبابية التي أحاطت ببعض العقول حول المشهد المصري منذ بداية الأحداث، إذ تخبطت المواقف الغربية والإقليمية، وما تبعها من سحب لسفراء بعض الدول للتشاور، وممارسة أقصى درجات الضغط على الرئاسة والحكومة الانتقالية الحالية".
وتضيف "الوطن": رسائل عدة، بعثها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في كلمته للمصريين.. ليكون الموقف السعودي أمس مخرساً لكل ما عداه من مواقف مغالطة، تحاول جعل الجناة الحقيقيين المكابرين في موضع الضحية، وهم - في واقعهم - أهل الفتنة، ورافضو الحوار، فضلاً عن أنهم لا يأبهون بمصر وأمنها، بقدر اهتمامهم بفصيلهم، الذي تحالفوا من أجله مع جماعات الإرهاب المعروفة، ومع أعداء مصر، بل وتحالفوا من أجل "جماعة" مع أعداء الأمة كلها، في صورة مخزية".
وتؤكد "الوطن" أن: "المملكة كانت على الدوام السند الرئيس لمصر في كل المحن التي مرت بها أرض الكنانة، وما كلمة الملك عبدالله إلا امتداد واضح للوقفة الأخوية التي اعتادت عليها القاهرة من شقيقتها الرياض، وهما اللتان كانتا - ولا تزالان - تمثلان الثقل العربي الحقيقي الرئيس في المحافل، والمنظمات الإقليمية والدولية".
وفي صحيفة "عكاظ" يتوجه الكاتب الصحفي هاشم عبده هاشم، إلى الشعب المصري قائلاً: "ليت أبناء الشعب المصري أنفسهم يتنبهون إلى حقيقة ما يحاك ضدهم من مؤامرات، فلا يتحول بعضهم إلى أدوات في أيدي الحاقدين عليهم، والساعين إلى تفتيت وحدتهم، وبذر بذور الفتنة بينهم.. ليت أبناء مصر جميعاً يدركون هذه الحقيقة فلا يمكنون أعداءهم منهم".