نفت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أنها أُخطرت بأن الرئيس السوداني عمر البشير كان على متن الطائرة التي طلبت منها العودة إلى السودان، وعدم عبور الأجواء السعودية يوم الأحد الماضي، مشددة على أن مثل هذه الرحلات تتطلب التنسيق المسبق من خلال القنوات الدبلوماسية، وهذا لم يحدث إطلاقاً. جاء ذلك في سياق رد الهيئة العامة للطيران المدني على البيان الصحفي الصادر من سلطة الطيران المدني السوداني بشأن ملابسات منع الطائرة التي تقل الرئيس السوداني من عبور أجواء السعودية، وهذا هو البيان الثاني للهيئة السعودية الذي قالت إنه سيكون الإيضاح الأخير عن الموضوع.
وقالت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية في بيان صدر الليلة إن ما قامت به إنما هو إجراء فني معمول به في أنظمة الطيران المدني الدولي.
ولفتت إلى ما جاء في البيان السوداني من أن مركز المراقبة الجوية بالخرطوم أرسل المعلومات إلكترونياً عن الرحلة إلى مركز المراقبة الجوية بجدة.
وبيّن المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني السعودي خالد الخيبري أن المعلومات التي جاءت في خطة الطيران للرحلة عن طريق شبكة الاتصالات الملاحية الثابتة (AFTN) إنما هي معلومات فنية، تتعلق بالرحلة، ولم تتضمن معلومات عن وجود فخامة رئيس جمهورية السودان على الطائرة.
وقال إن استلام خطة الطيران لا يعني حصول الطائرة على تصريح بالعبور، الأمر الذي كان يجب ألا يفوت على سلطة الطيران المدني السوداني.
وأوضح "الخيبري" أن مثل هذه الرحلات تتطلب التنسيق المسبق من خلال القنوات الدبلوماسية، وهذا لم يحدث إطلاقاً، وهو ما أكده السفير السوداني بالسعودية في التصريح الصحفي لصحيفة "عكاظ" أمس من أنه "يتطلب عبور الطائرات التي تقل الملوك وكبار الدبلوماسيين الحصول على تصريح دبلوماسي بالتخاطب بين سفارتي البلدين، وفقاً للبروتوكولات الدبلوماسية المعمول بها دولياً".
وقال المتحدث الرسمي إن التصريح الممنوح للطائرة إنما هو ممنوح لمالكها، ولا يحق له استخدام هذا التصريح لتأجيرها.
وأضاف بأن الهيئة تؤكد على ما ورد في بيان سلطة الطيران المدني السوداني من أن قائد الطائرة لم يفصح عن وجود فخامة الرئيس على متنها في حينه إلا وهي في طريق عودتها إلى الخرطوم داخل الأجواء السودانية.
وجدد المتحدث الرسمي تأكيده أن ما تم هو إجراء نظامي، يعمل به مع أي طائرة تحاول عبور أجواء السعودية بدون تصريح، لافتاً إلى أن هذا الإجراء منشور في دليل الطيران المدني السعودي، ومشيراً إلى أن هذا هو الإيضاح الأخير عن هذه الرحلة من قِبل الهيئة العامة للطيران المدني.
وكانت وكالة الأنباء السودانية "سونا" قد نشرت مساء أمس بياناً من سلطة الطيران المدني السوداني، قالت فيه إن مركز المراقبة الجوية بالخرطوم أبلغ مركز المراقبة الجوية بجدة بالمعلومات كاملة؛ إذ تم إرسال برنامج رحلة الطائرة من الخرطوملجدة في تمام الساعة 4:25 بالتوقيت العالمي (7:25 صباحاً بالتوقيت المحلي للبلدين)، وقد ورد في هذا البرنامج أن الطائرة تقل أعلى شخصيه مهمة جداً (TOP VIP) ، وهذا مسجل في الأجهزة الإلكترونية في البلدين.
وأضاف البيان بأنه بمجرد مغادرة الطائرة مطار الخرطوم، وفي تمام الساعة 06:08 بالتوقيت العالمي (09:08 بالتوقيت المحلي للبلدين) أرسل مركز المراقبة رسالة بأن الطائرة أقلعت بالفعل في تمام الساعة 06:07 بالتوقيت العالمي (الساعة 09:07 بالتوقيت المحلي للبلدين)، وهذا أيضاً مسجل في الأجهزة الإلكترونية في البلدين.
وتابع البيان السوداني بأنه عند استجواب سلطات الطيران المدني السودانية قائد الطائرة الكابتن بيرفيز إيبال PERVEZ IOBAL أفاد بأن طائرته من طراز بوينج 800 – 737، وهي مملوكة لشركة ميدروك للطيران، ومقرها جدة بالمملكة العربية السعودية، وأفاد بأنه بحكم عمل الطائرة بالمملكة فالشركة حائزة إذناً عاماً لعبور أجواء السعودية.
وقال البيان إنه بمجرد إخطاره لمركز المراقبة الجوية بجدة باقتراب الطائرة من الأجواء السعودية، ورفض السلطات دخولها، اتصل بشركته بجده لمعالجة الأمر، وظل محلقاً لمدة بين ثلاثين وخمس وثلاثين دقيقة في انتظار رد رئاسة الشركة بجدة، وعندما أُخطر من رئاسة شركته بالعودة للخرطوم (ربما لفشل محاولاتهم) قام كابتن الطائرة بطلب مسؤول المراسم بالطائرة، وسأله عن إمكانية الإفصاح عن وظيفة الشخصية المهمة لمركز المراقبة الجوية بجدة؛ إذ إن برنامج الرحلة كما ذكرنا أشار ل (أعلى شخصيه مهمة جداً) Top Very Important Person ولاعتقاد الكابتن أنه لا يمكن الإفصاح عن وظيفة الشخصية المهمة.
وذكر البيان أنه بمجرد موافقة مسؤول المراسم قام الكابتن بإخطار مركز المراقبة الجوية بجدة بأن الشخصية المهمة هي رئيس جمهورية السودان، وقد كان الرد من المركز الإصرار على أن تعود الطائرة للسودان.
واعتبر البيان أن إخطار مركز المراقبة الجوية السعودي بأن الشخصية المهمة بالطائرة هي رئيس جمهورية السودان تم بعد ثلاثين إلى خمس وثلاثين دقيقة، وظلت الطائرة محلقة في موقعها لمده أكثر من خمس عشرة دقيقة، ولم يتغير موقف المراقبة الجوية السعودية خلال هذه الفترة.