"الطراطيع"، نكهة العيد كما يطلق عليها البعض، أصبحت منظراً مألوفاً مع قدوم أيام العيد من خلال أكشاك مؤقتة أو عرضها بطريقة بدائية في صناديق السيارات الخلفية أو في مكان منزوٍ خوفاً من ملاحقة الجهات الأمنية، أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير المقدم محمد عبدالرحيم العاصمي أن مسؤولية القبض على بائعي الطراطيع تقع على عاتق الجهات الأمنية ذات العلاقة، وهي المعنية بملاحقة ومصادرة تلك الألعاب النارية. وأضاف "العاصمي" أن التنسيق جار بين هذه الجهات وبين الدفاع المدني، مشيراً إلى أن وعي المواطن بمخاطر تلك الألعاب هو بيت القصيد وعدم انتشارها وشرائها من الباعة المتجولين، وغالبيتهم من صغار السن والأطفال، مؤكداً أن الأطفال لا يقدرون مخاطر تلك القنابل المميتة في أيديهم والتي تجذبهم ولكنها قد يلقون حتفهم فيها.
ويسوق هذه الطراطيع مهربون عن طريق الحدود المجاورة بأبخس الأثمان وبطرق احترافية ويبيعها أطفال وفتيان لا يعلمون عن مخاطرها شيئاً سوى أنها تدر أرباحاً هائلة تصل إلى 1000 ريال يومياً.
وحاولت "سبق" رصد الظاهرة بالقرب من محلات بيعها وتعرفت عن كثب على طريقة جلبها وتسويقها، ويقول عبدالرحمن البارقي، شاب يدرس في الجامعة، أنه جاء بهذه البضاعة قبل سويعات لصديق له من أجل بيعها والمكسب مناصفة وأضاف أنه في هذا السوق بوسط محافظة بارق يعد مكاناً جيداً لجذب الزبائن وبخاصة الأطفال الذين يتسوقون مع آبائهم وعن طريقة جلب الطراطيع قال عبدالرحمن إنه لا يعلم عن ذلك شيئاً هم يبيع فقط وعرض لنا أنواع متعددة منها الشمس والصاروخ وعابر القارات والفراشة ونجوم الليل والفانوس.
أما محمد مديني البارقي، فقد وجدناه يبيع معروضاته في صندوق الوانيت الخاص به، وقال إن هذه السنة الثالثة التي يبيع فيها الطراطيع هنا، وأشار أنها تحقق أرباحاً سريعة وخيالية، ولكنها محفوفة المخاطر، وأردف أنه في حال مداهمة المكان فسوف تصادر جميع البضاعة ويضيع رأس المال والمكسب، وعن الطريقة التي يتم جلبها إلى هنا قال بصراحة عن طريق مهربين من جازان أو من جدة، لافتاً إلى أن رأس المال يتراوح من 3500 إلى 4000 وعن الزبائن الذين يترددون لديه قال إنهم من فئات وأعمار مختلفة ولكن يبقى الشباب هم الغالبية ويفضلون ويعشقون الخطر منها كالقنبلة والتي تباع بقاعدة بلاستيكية معها والشمس وعابر القارات وتتراوح أسعارها من 120 إلى 250 ريالاً وبالنسبة لصغار السن فيحبون نجوم الليل والسمبوسة.
أما عن زبائن الطراطيع فتحدث إلينا عدد من المشترين الذين قابلناهم بداية أوضح " جابر " أنه يأتي إلى هذا الموقع كل عام من أجل الشراء له ولإخوانه وأصدقائه في القرية ، فيما قال محمد القرني إنه جاء إلى سوق المجاردة من أجل أن يشتري طراطيع العيد ولكنه فوجئ بارتفاع أسعارها هذا العام عن ذي قبل بنسبة 50% فالألعاب التي اشتراها العام الماضي ب50 ريالاً أصبحت ب100 ريال هذا العام.