أكد بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، خلال حلقة اليوم من برنامج "نبض"، الذي يُبث بقناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز عبر "يوتيوب"، أهمية الاعتراف بالخطأ، مشيراً إلى أن لذلك حلاوة أكثر من حلاوة النصر، في حلقة بعنوان "الاعتراف بالخطأ". وقال: "لماذا لا يعترف البعض بخطأه؟ الإشكالية أنه لا يعرف كيف يتعامل بعد أن يعترف بالخطأ، ليس كل الناس الذين لا يعترفون بالخطأ معاندين، لا لا، بعضهم معاندون أدرك هذا، لكن بعضهم أين تكمن إشكاليته؟ أنني إذا اعترفت بالخطأ ماذا سأفعل بعدها في التعامل مع الآخرين؟ لذلك إذا وجدت إنساناً لا يعترف بخطأه يجب أن تحدد لماذا لا يعترف بخطأه، أنت أيضا أيها الإنسان إذا كنت لا تعترف بخطأك فاسأل نفسك ابتداءً: لماذا لا تعترف بالخطأ؟ لا أعترف لأنني غير واثق بنفسي، وأخاف أعترف ما أعرف أتعامل مع الناس.. أنا لا أعترف بالخطأ أخاف يهينني الناس أو يحتقروني أو يظنوا بأن ليس لديَّ علم".
وأضاف: "كان لزاماً عليك أن تستنطق نفسك لماذا لا تعترف بالخطأ، من يتعلم الاعتراف بالخطأ يجد له حلاوة أكثر من حلاوة النصر، لذلك حدد أسباب عدم اعترافك بالخطأ حينما تخطئ، الأمر الآخر جرِّب مرة الاعتراف بالخطأ عند إنسان راقٍ محترم، وانظر كيف تكون ردة فعله الحانية التي تطبطب عليك فتجد ردة فعل جميلة في ذاتك، ثم تتعود تدريجياً عند زوجتك مثلاً وغيرها من المحبين لك ثم تتعلم في التعامل مع الناس الأغراب أو حتى غير الطيبين فتستطيع أن تديرهم".
وتابع "الحبيب" إلى أن قال: "الإنسان العدو حينما يقابلك ويحاول أن يهجم عليك ويمسك عليك بعض أخطائك أو ربما يقول خطأ واحد وكأنه اكتشف شيئاً فيك، فتقول لا يا أخي الخافي أعظم عندي وعندي بلاوي، بذلك أحرقت كل كروته المستقبلية بالاعتراف بالخطأ، فيجلس يدور حول نفسه ذلك الإنسان".
وزاد قائلاً: "رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي، كلمة نسمعها على المنابر، ونتلذذ بها يعلمنا سادتنا العلماء لكن في أرض الواقع إياك أن تلمس طرف ثوبي، إياك وإياك، كفى بنا أن نتعلم سلوكيات الدين دون أن نتعلم قيمه، كفى بنا أن نتعلم ممارسات الدين دون أن نتعلم مبادئه ومعانيه الجميلة، كم أتلذذ بمعاني الدين ومبادئه، بل إن التدرب على المعاني والمبادئ هي التي تقود إلى السلوك المستديم، أما الذي لم يتعلم معاني الدين ولا مبادئه ولا القيم المثلى من ذلك الدين فإن تأثيرها ضعيف في سلوكياته، فأما أن تجد سلوكه قصيراً وينضب مع الوقت وينتهي، أو تجد أنه ضعيف في ممارسته أو ربما كان في جعجعته يرفع صوته لكنه في أرض الواقع مقصر أيما تقصير ذلك الإنسان".
واختتم الحلقة قائلاً: "يا سيدي انشغل ببناء القيم والمعاني والمبادئ من رحيق هذا الدين تجد أثرها في سلوكياتك، وتجد قيمة لنفسك وتشعر برضى تتجاوز به الوجود وتشعر بروحانية تغرد بك في السماء".
يُذكر أن وقف الملك فهد الخيري يبث أدعيةً ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي، منها قناة "يوتيوب" وصفحة على "فيسبوك"، وحساب "تويتر" Fahd1341@ .