دعا بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب عن "المتدين الجديد"، في الحلقة الجديدة من برنامج "نبض"، الذي يُبث على قناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "يوتيوب"، الدعاة إلى معرفة طبيعة الأشخاص عند دعوته لدين الله تعالى مع اختيار المفردة الدينية والطرح الديني والتوجه الديني، بما يناسب لونه؛ حتى يكون أدوم في الطاعة بإذن الله. وقال في بداية الحلقة: "كيف نتعامل مع أنفسنا حينما نقبل على الدين، بعض الناس لا يكون متديناً، ثم يصبح متديناً، كيف أتعامل مع أبنائي مع إخواني مع أصدقائي، الذي لم يكن متديناً فأصبح متديناً أو ما أسميناه بالمتدين الجديد".
وأضاف "الحبيب": "عادة تدين الإنسان يتشكل حسب طبع شخصيته، ذلك المزاجي تجده حتى في تدينه مزاجياً، ذلك الحساس تجده حساساً جداً وهو متدين، فيبدأ ربما يمسك بالقضايا الصغيرة، ليس لأنه متدين؛ لأن سماته الشخصية ربما تكون كذلك، أعني به المتدين الجديد دعك من المتدين الذي تمرس في التدين لفترة طويلة".
وتابع "الحبيب": "بعض الناس ربما تدينه ردة فعل على موقف معيّن، فتجده دائما يتحدث عن مثل القضايا الشبيهة بذلك الموقف، لربما أحيانا يربط قوة الإيمان في مثل تلك المواقف، ويحجم عن بقية القضايا الأخرى في دين الله سبحانه وتعالى".
وتحدث "الحبيب" حتى قال: "التدين أحياناً قد يكون في سلوك الإنسان أو في مشاعره أو في أفكاره، ولذلك إذا أردت أن تقيم متديناً يجب ان تعرف نوع تدينك، إذا كان تدينك في فكرك التدين القيمي تدين المعاني والمبادئ، قد يكون تدينك مشاعرياً انفعالياً عاطفياً، عواطف وحماسات وقد يكون سلوكياً أي مجموعة سلوكيات تتمثل في صلاة الليل في صيام النهار، كل أنواع التدين جيدة لكن أقول يجب أن تعرف نوعك؛ لأنك إذا رأيت متديناً جديداً لربما رفضته ووصفته بالمتدين السقيم أو ربما غير ناضج، ولم يكن سقيماً أو غير ناضج، بل لأن نوع تدينه يختلف عن نوع تدينك، ولربما رأيت إنساناً متديناً، وشكرت فيه ومدحته لا لشيء إلا لأن نوع تدينه يشبه نوع تدينك".
وأكمل: "الإقبال على الله أمره عظيم وجميل، ويجب أن ندفع الناس كلهم إليه، لكن عند الدعوة إلى دين الله يجب أن نفهم البنية النفسية للطرف الآخر، وندعوه من خلال تلك البنية، لربما دعيناه إلى أفكار في الدين وهو رجل ربما يعتمد على السلوكيات في طريقته الحياتية، إذن إذا جيت أدعو إنساناً معيناً انظر إلى طبيعة حياته".
واختتم "الحبيب" الحلقة قائلاً: "لمسة للسادة الدعاة، انظروا إلى طبيعة المدعو، ثم اختاروا نوع التدين الذي يناسب طبع شخصيته، واعرف طبع شخصيته عن طريق سؤاله عن اهتماماته الحياتية غير التدينية، فإذا تدين ستكون اهتماماته التدينية بنفس ذلك الروح والنوع، فأتجه حتى وأنا أختار المفردة الدينية وأختار الطرح الديني وأختار التوجه الديني بما يناسب لونه؛ حتى يكون أدوم في الطاعة بإذن الله".