يتمتع جامع ديفريجي الكبير فى ولاية "سيواس" وسط الأناضول بنظام تدفئة مركزى يبلغ عمره 785 عاماً، حيث يعتمد على تمرير البخار الناجم عن تسخين الماء في الحمام القريب أسفل الجامع ودار الشفاء التابعة له. وحكى أحد أئمة الجامع "نائل أيان" قصة إنشاء نظام التدفئة التى جاءت بالصدفة، حيث لاحظ كبير المعمارين المسؤول عن بناء الجامع "مغيث أوغلو أهلاتلى هورم شاه"، أن أحد العمال متوقف عن العمل، وعندما سأله عن السبب أخبره أنه لاحظ عدم وجود مكان للوضوء قريب من موضع بناء الجامع.
وقال "أيان": "بناء على ذلك اتخذ كبير المعماريين قراراً ببناء حمام على بعد مائة متر من الجامع، ويعتقد أن الحمام الذى لم يبق منه الآن سوى أطلال، سمي باسم ذلك العامل؛ إذ كان اسمه حمام "بكير تشافوش".
وبعد إنشاء الحمام فكّر كبير المعماريين فى الاستفادة منه في تدفئة الجامع ودار الشفاء التابعة له فأنشأ نظاماً يسري فيه البخار الناجم عن تسخين الماء في الحمام في شبكة تمر أسفل الجامع ودار الشفاء وتعمل على تدفئتهما.
وبهذا اخترع كبير المعماريين شبكة تدفئة مركزية أرضية قبل 785 عاماً، ولا تعمل هذه الشبكة حالياً، إلا أن آثارها لا تزال باقية.
وتم إدراج جامع ديفريجي الكبير على قائمة منظمة "اليونسكو" للتراث الثقافي العالمي، وهو يعد مثالاً على معمار الأناضول القديم، حيث بني في فترة حكم المنكوجكيون عام 1228 للميلاد، وقيل عنه إن المرء لا بد أن يراه قبل أن يموت، وأطلق عليه الأوروبيون اسم "حمراء الأناضول".