استعرضت بعض نزيلات الأقسام النفسية في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض معاناتهن في المجتمع في حفل إفطار جماعي يوم أمس الأول، بحضور الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل رئيسة جمعية الفصام الخيرية. وذكرت إحداهن ممن قضت فترة طويلة في المجمع دون أن يأتي أحد من أسرتها لاستلامها أو زيارتها طول مدة بقائها في المجمع. وقالت: "لا أعلم عن أسرتي شيئاً أدخلوني إلى المجمع ومن وقتها لم أرهم. سبب لي هذا الأمر معاناة أكبر إضافة للمرض الذي أصبت به ومع الوقت تأقلمت على الوضع".
وقالت نزيلة أخرى: "يريدون التخلص منا. أدخلوني إلى هنا ولم يأتوا إلي مرة أخرى، ماذا فعلت لهم؟!"
وروت بعض النزيلات في المجمع تجربتهن مع المرض الذي يعانينه حيث تحدثت المدمنات عن أسباب وقوعهن في المخدرات ومعاناتهن خلال رحلتهن المؤلمة في عالمها وما تعرضن له من خسائر مبدين رغبتهن أن يتم احتواؤهن بعد عودتهن من رحلة التعافي التي يخضعن لها، وحذرن الفتيات من الوقوع في فخ الإدمان.
ويبلغ عدد نزيلات قسم الصحة النفسية 60 منهن أربعة في قسم الإدمان. وبلغ عدد المشاركات منهن في حفل الإفطار 30 مريضة، وأكدت النزيلات أن مثل هذه البرامج والفعاليات تعتبر متنفساً لهن وتعويضاً عن فقد الجو الأسري الذي يرغبن فيه.
وتناول الجميع طعام الإفطار وتبادلن الأحاديث الودية وسعت الأميرة سميرة لقضاء أكبر وقت ممكن مع الحالات والاستماع لهن ومناقشتهن حول ما يعانينه من مشكلات.
وتعرفت الأميرة سميرة على النزيلات وسلمت على كل واحدة منهن وقدمت لهن الهدايا دعماً منها، معتبرة أن هذا الأمر أقل ما يمكن أن يقدم لهذه الفئة الغالية على قلبها.
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية في المجمع وفية الهايف أن المجمع يعمل جاهداً على نزع المريضات من حالة العزلة التي يسببها المرض النفسي لهن، وذلك من خلال إدخالهن في برامج اجتماعية داخلية وخارجية ودعمهن وتعويضهن عن الجو الأسري الذي يفتقدنه في مثل هذه المناسبات العامة نتيجة العلاج أو عدم تجاوب الأسر في زيارتهن للمريضات أو رفض استلامهن بعد انتهاء فترة العلاج واستقرار الحالة وهو ما يؤثر سلباً على تجاوبهن مع المجتمع المحيط بهن وكذلك رفض البرامج العلاجية المقدمة لهن.
وثمنت النزيلات والموظفات للأميرة سميرة الفيصل مبادرتها بقبول الدعوة التي وجهت لها من إدارة المجمع للمشاركة في هذه المناسبة معتبرين ذلك غير مستغرب على سموها لدعم المرضى النفسيين بصفة عامة على كل الأصعدة وتبني البرامج المقدمة لهم.
