رصدت عدسة "سبق" من ارتفاع 3000 قدم، مشاهد نهارية وليلية لبداية العشر الأواخر من رمضان في أجواء الحرم المكي الشريف، تعجز الكلمات عن وصفها، أشبه ما تكون بلوحات فنية، جمعت بين روحانية شهر رمضان المبارك والعشر الأواخر وجمالية بيت الله الحرام، واجتماع آلاف مؤلفة من المسلمين داخله ما بين مصلين وزوار ومعتمرين، وسط انسيابية في الحركة بفضل الله.. ثم الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لخدمة زوار بيت الله الحرام. في السماء تحلق الطائرات التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية، تكثف طلعاتها الجوية في العاصمة المقدسة خلال العشر الأواخر للقيام بمهام تشتمل على المسح والاستطلاع ومتابعة الوضع عن كثب، ومن ثم إرسال المعلومات إلى غرف العمليات والعمل على تجهيز الطائرات بكل ما قد يتطلبه الموقف وما قد يطرأ من أمور تستدعي تدخل الطيران، مع مراقبة جميع الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة المقدسة والاستعداد والتهيؤ لأي طارئ.
وفي أرض الحرم ينتشر رجال الأمن ومنسوبي الجهات الخدمية لتقديم كل الخدمات للزوار والمعتمرين.
"سبق" رافقت طائرات الأمن في اثنتين من طلعاتها الجوية على العاصمة المقدسة، مع بداية العشر الأواخر لرصد الجهود التي تبذل لخدمة وسلامة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام.
عند حلول الخامسة والنصف عصراً أقلعت طائرات الأمن ترافقها "سبق" ونفذت الطائرات جولات على الطرق السريعة المؤدية للعاصمة المقدسة، وجولات على الحرم المكي الشريف، استمرت حتى بعد أذان المغرب.
وتناول طيارو الأمن الإفطار في الأجواء مع حلول وقت الأذان، مواصلين أداء الواجب، مضحين بأوقات الإفطار مع عوائلهم وذلك للتشرف بخدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام.
وفي المساء نفذت طلعات جوية مماثلة شاركت "سبق" في توثيقها حيث تعمل الطائرات على رصد حركة المعتمرين جواً وتراقب الطرق السريعة وتحلل المعلومات، معلنة تأهبها للتدخل عند الطلب لأي حالة.
عدسة "سبق" رصدت خلال الجولتين صوراً جوية للحرم المكي الشريف أظهرت الروحانية الكبيرة في بيت الله الحرام وانسيابية حركة زواره والمعتمرين، وحركة العربات وذوي الاحتياجات الخاصة في جسر الطواف المعلق، وآليات تنفيذ مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي، وبرج الساعة الذي تزين بالإنارات الملونة والعبارات الرمضانية والأدعية.
ومن ارتفاع يصل إلى 3000 قدم، رصدت كاميرا "سبق" وقت الغروب في مكةالمكرمة، وموعد حلول أذان المغرب والحركة داخل جسر الطواف وكثافة المصلين خلال أداء صلاة التراويح في مناظر جميلة تبرز روحانية الأجواء.
الصورة الليلية وثقت مناظر "تسر الناظرين"، بيت الله الحرام يضيء ليل مكة، وحركة زواره والمعتمرين المستمرة على مدار الساعة تبدد سكون المساء، ومشاهد أخرى تبرزها عدسة "سبق".
وعن المهام التي ينفذها طيران الأمن أوضح ل "سبق" القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي أن مهام طائرات الأمن هي الحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وذلك عبر طائرات تمتلك أحدث أجهزة رصد ومتابعة ومراقبة وتحليل جميع الظواهر الأمنية والمرورية من الجو، وتمرير المعلومات والتدخل عند الحاجة، موضحاً أن قرار زيادة عدد الطائرات المشاركة في خطة القيادة العامة لطيران الأمن لرمضان هذا العام، يجسد حرص ولاة الأمر -يحفظهم الله- على توفير كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وتيسير أدائهم لمناسك العمرة بكل أمن وطمأنينة واتخاذ كافة الاستعدادات للتدخل السريع في التعامل مع الحوادث والتخفيف من آثارها إلى أدنى الحدود الممكنة، وذلك على ضوء الإسهامات المتميزة والفاعلة لطيران الأمن خلال مواسم الأعوام الماضية.
وأضاف أن المشاركة الكبيرة في مهمة طيران الأمن لشهر رمضان هذا العام والتي بلغ عدد المشاركين فيها 250 مشاركاً ما بين طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين ومسعفين وجميع التخصصات الأمنية الأخرى من جميع قواعد طيران الأمن في المناطق تأتي في ظل المهام الجديدة التي أوكلت لهم في مساندة جميع الأجهزة الأمنية والحكومية المختلفة وفي حال حدوث أي طارئ -لا قدر الله- فالجميع على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يطلب منهم من مهام.
وأكد على جاهزية طائرات الأمن للتعامل مع حوادث الأبراج والمباني العالية، متى كانت الظروف مهيأة لذلك، بالإضافة إلى جاهزيتها لتقديم خدمات الإخلاء الطبي من خلال طائرات مجهزة بكافة الأجهزة والمعدات الطبية، والكوادر المؤهلة للتعامل مع كافة الحالات المرضية والإصابات.
مضيفاً أن تم تنفيذ طلعات جوية مكثفة بعدد ساعات وصل إلى 60 ساعة طيران والمتوقع أن يتجاوز 100 ساعة طيران في نهاية المهمة، وأن جميع ما تم تنفيذه من مهام مطمئن حيث لم نلحظ ما يعكر صفو المعتمرين، ولله الحمد.
الزميل عبدالله البرقاوي على متن طائرة الأمن أثناء الجولة التصويرية