أعلن مجلس الدفاع الوطني في اليمن حالة الطوارئ، وبيَّن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن إقرار حالة الطوارئ يحظر على الجميع حمل أي سلاح, نافياً في الوقت ذاته قيام الشرطة إطلاق النار على المحتجين. وفي نفس السياق قُتل 40 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من مائتين آخرين في إطلاق نار على المتظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، حيث تجمهر مئات الآلاف بعد صلاة الجمعة، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وحسب قناة الجزيرة، فإن إطلاق النار بدأه قناصة كانوا على أسطح الأبنية المحيطة بالساحة مباشرة بعد صلاة الجمعة، التي أطلق عليها المعتصمون اسم "جمعة الإنذار". وأضافت أن مواجهات عنيفة لا تزال تدور في هذه الأثناء في شارع الرباط قرب ساحة التغيير بصنعاء، وأن قوات الأمن تطوِّق الساحة. ومن جهتها، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مَن أطلقوا النار على المتظاهرين هم أفراد أمن يمنيون ومُسلَّحون مُوالون للحكومة اليمنية. وأفادت مصادر طبية أن معظم القتلى والجرحى أُصيبوا بطلقات في الرأس والعنق والصدر، مُؤكّدة أن المستشفى الميداني الذي أقامه المعتصمون في ساحة التغيير لم يعدّ قادراً على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وبدورها، نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن الطبيب طارق الدعيس -وهو أحد أطباء المستشفى الميداني- قوله: إنه يتوقَّع أن يرتفع عدد القتلى إلى "أرقام قياسية". وبعد هذا التدخّل الأمني أفاد مراسل الجزيرة أن مساجد عدن دعت عبر مُكبِّرات الصوت للخروج في مسيرات؛ تنديداً بما حدث في صنعاء. وقد شهد عدد من المدن اليمنية بعد صلاة الجمعة مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، وتجمهرت حشود كبيرة في ساحة الحرية في مدينة تعز جنوب العاصمة لأداء صلاة الجمعة والعصر جمع تقديم، مُؤكِّدين عزمهم مواصلة الاحتجاجات حتى رحيل الرئيس، ورفعوا لافتات ترفض أيّ مبادرة أو حوار قبل تنحيه، وأفاد مراسل الجزيرة في تعز حمدي البكاري أن مؤيدي الرئيس تجمَّعوا في ساحة أخرى في المدينة تسمى ساحة الشهداء، عبَّروا فيها عن تأييدهم لتوجهات صالح والمبادرة التي أطلقها مُؤخَّراً، وتتضمَّن إصلاحات سياسية.